صعدت السلطات السورية من وتيرة هجومها على نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني هذا العام فاعتقلت العشرات وأعادت اعتقال بعض الناشطين الذين اعتقلوا سابقاً في خطوة لإخماد النشاط الحقوقي والمدني الذي انتعش في السنوات الماضية، فقد اعتقل الناشط المعارض حبيب صالح للمرة الثالثة في 7/5/2008 من طرطوس ولا يزال يخضع للمحاكمة. واعتقل الناشط الحقوقي والمعتقل السابق محمد بديع دك الباب في 19/3/2008 على خلفية مقال كتبه في الشأن العام وحكم عليه بالسجن ستة أشهر وأفرج عنه بتاريخ 17/9/2008 بعد اكتمال فترة الحكم. واعتقلت أجهزة المخابرات السورية بتاريخ 13/9/2008 مدرس الفلسفة والمعتقل السابق ماجد خالد علوش من منزله على خلفية نشاطه العام. واعتقل الناشط والمعتقل السابق أسامة عاشور من الفترة ما بين 13/8/2008 و27/8/2008. واعتقل الصحافي همام حداد لمدة ثلاثة أيام (7 – 10/9/2008) في مخابرات أمن الدولة بعد أن اعتقل في شهر أيار/مايو وأفرج عنه في تموز/يوليو وطلب منه المراجعة المستمرة لكنه عاد إلى قريته لاستئناف حياته فاعتقل مرة ثانية.
ورفضت السلطات الأمنية السورية تنفيذ قرار محكمة النقض الصادر في 2/11/2008 بإعفاء الكاتب الإصلاحي ميشيل كيلو والناشط محمود عيسى من ربع مدة الاعتقال على خلفية التوقيع على إعلان بيروت – دمشق. بينما أطلقت سراح الدكتور عارف دليلة في 7/8/2008 مستفيداً من ربع المدة بعد أن اعتقل في 9/9/2001 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات على خلفية نشاطه فيما سمي بربيع دمشق، لكنها حكمت على الناشط الليبرالي الدكتور محمد كمال اللبواني بتارخ 23/4/2008 بثلاث سنوات إضافة إلى حكمه السابق (12 سنة) على خلفية اتهامه قدح سلطات عليا أمام بعض السجناء الجنائيين الذين سخرتهم سلطات السجن للإدعاء عليه.
وحكمت محكمة أمن الدولة على المدون الشاب طارق بياسي في 11/5/2008 بالسجن ثلاث سنوات على خلفية مشاركاته عبر الانترنت. واعتقل الناشط غازي قدور لدى مراجعته فرع المخابرات العامة بحلب في 9/6/2008 ثم أطلقت سراحه في 11/8/2008 بينما اعتقل معه الطالب الجامعي حسن قاسم وأطلق سراحه لاحقاً. وحكم على الناشط أحمد حجي الخلف بتاريخ 22/4/2008 بالسجن لمدة عشرة أيام أمام القضاء العسكري على خلفية كتابته مقالاً عن واقع التعليم بمحافظة الرقة. واعتقل الناشط الحقوقي أسامة إدوار قريو من الحسكة بتاريخ 27/2/2008 ثم أفرج عنه في 8/3/2008.
وعلى خلفية انتقاد الأوضاع المعيشية اعتقل في 3/3/2008 الأساتذة في كلية الشريعة بجامعة دمشق الدكتور صالح العلي والدكتور تيسير عمر والدكتور عماد رشيد وقد أفرج بعد التحقيق عن صالح العلي وتيسير عمر وبقي عماد رشيد قيد الاحتجاز حتى 6/3/2008. واعتقل رجب جبيلي وابنه مراد جبيلي في 25/3/2008 على خلفية نشاطهما في الشأن العام ولا يزالان معتقلين. واعتقل الطبيب الجراح مصطفى الشيخ في 27/3/2008 على خلفية عمله الخيري مع المرضى الذين يزورون عيادته. وعلم في أوائل شهر نيسان/إبريل أن المهندس محمد غياث كيالي، معاون مدير دائرة الخدمات الفنية بإدلب معتقل منذ أوائل العام.
وحكم في 7/4/2008 على الشاعر والكاتب فراس سعد الذي اعتقل في 1/11/2006 ونقل إلى صيدنايا بالسجن لمدة أربع سنوات على خلفية كتاباته وأشعاره. واعتقل الناشط الحقوقي عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان عتيبة العرب في 24/5/2008. واعتقل المحامي عبد الله علي في 30/7/2008 وظل محتجزاً حتى 12/8/ 2008 حيث أرغم على إغلاق موقع النزاهة الذي يشرف عليه. واعتقل مثال مهنا – ويحمل الجنسية النمساوية – في 18/8/2008 لعلاقة مزعومة بمعارضين سوريين. واختفى من أمام متجره عبد الباقي خلف في 11/9/2008. واعتقل الدكتور مسلم الزيبق في 21/10/2008. وحكم على الناشط السياسي مصطفى الدالاتي الذي اعتقل في 11/6/2008 بالسجن ستة أشهر في 18/11/2008. هذا بالإضافة إلى عشرات الحالات الأخرى التي لم تصل إلى مسامع اللجنة السورية لحقوق الإنسان.