علمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مصدر مطلع في مدينة حلب بوفاة المعتقل السابق المهندس عبد الستار قطان (68 سنة) وهو في زيارة للمشفى لإجراء عملية غسيل الكلى وكان قد أمضى أكثر من عشرين عاماً على ثلاث فترات من الاعتقال على خلفية رأيه ومعتقده، وبعدها منع من السفر لتلقي العلاج وهو في أمس الحاجة إليه.
والمهندس عبد الستار من مواليد مدينة حلب عام 1940 ، أب لأربع بنات، مهندس كهرباء واتصالات مبدع ومسجل باسمه عدة براءات اختراع.
اعتقل عام 1975 بسبب توجهه الإسلامي المعتدل وأفرج عنه في عام 1977.
اعتقل مرة ثانية عام 1979 لنفس السبب وعانى من ويلات التعذيب في سجن تدمر ومراكز التحقيق حتى أفرج عنه عام 1996.
سافر إلى المملكة العربية السعودية في زيارة لأرحامه ولأداء مناسك العمرة في خريف عام 2004، واعتقل في طريق عودته بتاريخ 27/11/2004 واتهم بتقديم مساعدات مادية لأسر بعض المعتقلين والمفقودين في السجون السورية منذ قرابة 28 عاماً.
مورس عليه التعذيب الشديد أثناء التحقيق ووضع في زنزانة منفردة لمدة طويلة فأثر ذلك عليه وأصيب إثرها باحتشاء بالقلب ثم توالت عليه الأمراض داخل السجن وتعقدت حالته الصحية دون أن يجد الرعاية الصحية المناسبة.
حكمت عليه محكمة أمن الدولة الاستثنائية بتاريخ 2/4/2006 بالإعدام بموجب القانون 49/1980 ثم خفض الحكم إلى 12 سنة مع الأشغال الشاقة والتحفظ والتغريم والتجريد من الحقوق المدنية.
كان وضعه الصحي حرجاً في سجن صيدنايا فقد أصبح شبه مقعد وأصيب بفشل كلوي حاد.
لم يمارس المهندس عبد الستار قطان أي نوع من أنواع العنف بل اعتقل مرة من عمله ومرة ثانية من بيته وفي المرة الثالثة من الحدود لدى عودته إلى البلاد بصورة رسمية.
أفرجت السلطات السورية عن المهندس عبد الستار قطان في (12/6/2007) ، بعدما أصبحت حالته الصحية ميؤوس منها وبعد إصابته بفشل كلوي حاد يحتاج إلى غسيل كلى ثلاثة مرات في الأسبوع، ولقد نصحه الأطباء بالسفر لزرع كلية لأنه في حاله خطرة إلا أن السلطات الأمنية والسياسية السورية منعته من السفر الأمر الذي تسبب في وفاته.
وكانت اللجنة السورية لحقوق الإنسان قد توجهت بنداءات إلى السلطات السورية للسماح للمهندس عبد الستار بالسفر للعلاج وإنقاذ حياته، لكن لم تكن هناك استجابة.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تعزي أسرة المهندس عبد الستار الذي عانى من الاعتقال التعسفي الجائر والمنع من السفر إلى أن وافته المنية بسبب منع السلطات السورية له من السفر للعلاج وتحتسبه شهيداً للرأي والمعتقد والعمل الإنساني النبيل، وتحمل السلطات السورية مسؤولية الآلام التي عانى منها والنهاية المفجعة التي آل إليها.
واللجنة تتابع في هذا الصدد إدانتها للاعتقال التعسفي على خلفية الرأي والمعتقد والضمير وتطالب السلطات السورية بالكف عن الاعتقال وحجز الحريات والمنع من السفر.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
26/8/2008