اعتقلت أجهزة المخابرات وقوات الأمن السورية العشرات من المواطنين العرب الزائرين لسورية في هذه الفترة بالإضافة إلى مئات ما زالوا يرزحون في السجون والمعتقللات السورية من قبل، هذا باستثناء المئات الذين اختفوا بنفس الطريقة التي اختفى فيها زملاؤهم المعتقلون السوريون منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
وردت تقارير عن اعتقال مواطنين سعوديين قدموا إلى البلاد لقضاء العطلة أو لزيارة أقارب أو للطبابة في سورية فألقي القبض عليهم واتهموا بالانتماء إلى المذهب الوهابي وتيارات إسلامية أو بشبهة محاولة التسلل إلى العراق أو بشبهة ممارسات غير أخلاقية، ثم تبين أن معظم حالات الاعتقال حصلت على خلفية الابتزاز المالي من عناصر أمن فاسدين مدعومين. وقد أثيرت هذه القضية في الصحافة السعودية ولدى نشطاء حقوق الإنسان السعوديين وطالبوا حكومتهم بالتدخل للإفراج عن المعتقلين الذين بلغ عددهم 180 سعودياً وفقاً لبعض التقارير. وقد أدلى بعض من أفرج عنهم بأنهم تعرضوا للتعذيب واتهموا بالانتماء إلى المذهب الوهابي، وذكرت أسرة عامر هوصان سعود المقاضي بأن ولدهم اختفى قبل يوم من عودته إلى السعودية من دمشق بتاريخ 19/4/2007 وبعد فترة اتصلت سيدة وطلبت 50000 ريال سعودي للإفراج عنه، وقال آخرون بأن سياح سعوديين تعرضوا للنهب والاعتداء عليهم وعلى سياراتهم والتلفظ بألفاظ نابية واعتقالهم من قبل عناصر المخابرات السورية.
أما المعتقلون الأردنيون في السجون السورية فقضيتهم قديمة جديدة، تحرك هذا الملف هذا العام وتحركت بعض الجمعيات الإنسانية الأردنية للمطالبة بالإفراج عنهم، ووردت أنباء أن الملك عبد الله الثاني طلب من الرئيس بشار الأسد أثناء زيارته إلى سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 الإفراج عن المعتقلين الأردنيين واستجابة لذلك سلمت السلطات السورية 18 معتقلاً جنائياً إلى السلطات الأردنية من أصل 215 معتقلاً وفق بعض التقارير الرسمية بينما تقول مصادر أردنية إنسانية أخرى بأن عدد المعتقلين الأردنيين قد يرتفع إلى ألف معتقل في السجون السورية، وتعتقد اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن كثيراً من المعتقلين الأردنيين الذين اعتقلوا في الثمانينيات قد اختفوا في السجون، فقد أعدموا أو ماتوا تحت التعذيب الشديد، لكن السلطات السورية ما زالت تتجاهل قضيتهم شأنهم في ذلك شأن المختفين السوريين.
اعترفت السلطات الأمنية السورية من قبل بـ (80 ) معتقلاً لبنانياً لكن جمعيات حقوق الإنسان اللبنانية ترفع العدد إلى 850 اعتقلوا خلال فترة الوجود السوري في لبنان، وقد اعتقلوا بشبهات مختلفة ولم يفصح النظام عن وجودهم لديه، بالإضافة إلى العديد من الجنوداللبنانيين. ولقد روت التقارير وبعض المفرج عنهم تعرضهم للتعذيب الشديد بما في ذلك الجلد والحرمان من النوم والتكبيل بالأغلال لفترات طويلة. ولقد رفضت السلطات السورية كل النداءات للإفراج عن المعتقلين اللبنانيين بينما تعتقد اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن كثيراً منهم اختفوا في السجون السورية وتمت تصفيتهم فيها سراً دون أن تعترف السلطات السورية بممارساتها الدموية.
بالإضافة إلى ذلك فهناك العشرات من الفلسطنيين والعراقيين الذين اعتقلوا خلال هذا العام وقلما تمت الإشارة إليهم بسبب التكتم من جهة سلطات المخابرات والأمن السورية وخوف أسر المعتقلين من عواقب الإفصاح عن اعتقال أحبائهم.