اللجنة السورية لحقوق الإنسان

  • الرئيسية
  • أخبار
  • ملتيميديا
    • الصور
    • الفيديو
  • المكتبة
    • كتب
    • وثائق
    • مقالات ودراسات
  • إصدار اللجنة
    • تقارير يومية
    • التقرير السنوي
    • تقارير خاصة
    • أخبار وبيانات
  • عن اللجنة
    • من نحن
    • اتصل بنا
  • بيانات أخرى
    • بيانات سورية
    • تقارير وبيانات دولية
  • ملفات خاصة
    • الاعتقال السياسي
    • مجزرة حماه 1982
    • مجزرة سجن تدمر 1980
    • معتقلو الرأي
    • محكمة أمن الدولة
    • القانون 49 لعام 1980
  • قوائم المفقودين
  • English
You are here: Home / إصدار اللجنة / تقارير خاصة / مجزرة سجن تدمر

مجزرة سجن تدمر

26-كانون ثاني-2004

مقدمة الباب:

يعتبر الحق في الحياة أساس وجود الإنسان، وهو حق ملازم لكل إنسان. ولقد نصت المادة السادسة من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، على أن (لكل إنسان الحق الطبيعي في الحياة، ويحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي).

كما نصّت المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على أن (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه).

وإن خطورة انتهاك حق الإنسان في الحياة في سورية، أنها تتم ضمن سياسة منهجية من النظام، كما تستخدم حالة الطوارئ والمحاكم الاستثنائية، وإصدار تشريعات تعاقب بالإعدام على اعتناق رأي سياسي معيّن. وعليه، فإن هذا الباب يتضمن الفصول التالية:

الفصل الأول: المجازر الجماعية.
الفصل الثاني: الإعدامات بموجب قوانين قمعية ومحاكمات صورية.
الفصل الثالث: الاغتيالات الفردية داخل سورية وخارجها.
الفصل الرابع: الموت في المعتقلات تحت التعذيب، أو بسبب انتشار الأمراض، فقدان العناية الصحية.

لقد صعّد النظام في سورية من انتهاكه لحقوق الإنسان، إلى درجة المساس بحق الحياة، والتصفيات الجسدية للمواطنين بصورة جماعية.

وقد تمثل ذلك بمجموعة من المجازر الجماعية، وأهم هذه المجازر:

مجزرة سجن تدمر:

لقد ذكرت منظمة العفو الدولية في العدد (9) المجلد 10 الصادر في أيلول سنة 1980:

(سورية: مذبحة في سجن تدمر الصحراوي.. أنباء عن مئات القتلى).

أفادت الأنباء بأن مئات المساجين في سجن الصحراء في تدمر في سورية قد قتلوا في 27 حزيران 1980 واستناداً إلى التقارير العديدة التي تسلمتها منظمة العفو الدولية، فإن التقديرات لعدد المساجين الذين قتلوا تختلف من 300 إلى 1000 معتقل. وطلبت منظمة العفو الدولية إلى الرئيس حافظ أسد أن يؤلف لجنة للتحقيق عن مذبحة سجن تدمر، ويعلن عن نتائج ما توصلت إليه اللجنة).

ورغم ستار الكتمان الكثيف الذي فرضته السلطات الحاكمة على هذه المجزرة المروعة، فقد أرسلت السلطات السورية مجموعة من المسلحين لاغتيال رئيس وزراء الأردن السيد مضر بدران وقد تم إلقاء القبض على أفراد هذه المجموعة، وأثناء التحقيق تبيّن أن عنصرين من هذه المجموعة كانا قد اشتركا في مذبحة سجن تدمر الصحراوي، واعترفا بتفاصيل الجريمة، ولأول مرة، يعرف العالم التفاصيل الدقيقة لتنفيذ هذه الجريمة. وقد نشرت جريدة الرأي الأردنية تفاصيل الجريمة كما وردت على لسان العنصرين اللذين اشتركا فيها، وهما عيسى إبراهيم الفياض، وأكرم البيشاني.

وقد جاء في أقوالهما:

“إن هذه المجزرة قد اشترك في تنفيذها (100) عنصر من اللواء (40) و (100) عنصر من اللواء (138) من سرايا الدفاع، حملتهم من مطار المزة (10) طائرات هليكوبتر بقيادة قائد أركان اللواء (38) المقدم سليمان مصطفى، وفي مطار تدمر انتقى قائد العملية (80) عنصراً لتنفيذ المجزرة، وعشرين آخرين لحراسة الطائرات. أما بقية العناصر، فوضعت في حال احتياط.

وتوجهت العناصر المنفذة حوالي الساعة السابعة من صبيحة 27/6/1980 بالسيارات إلى سجن تدمر، بعد أن قسمت إلى مجموعات، كل مجموعة مؤلفة من عشرة عناصر. وعندما وصلت إلى السجن، كانت عناصر الحراسة فيه قد هيأت الجو لتنفيذ المجزرة، وأجرت تفقداً للمعتقلين قبل بدء الجريمة، لتتأكد من وجود جميع المعتقلين في مهاجعهم، ولتوهمهم بأن السلطة قررت الإفراج عنهم.

وتوزعت المجموعات على المهاجع، لتحصد برصاصها أرواح المعتقلين العزل، وترميهم بالقنابل والمتفجرات، وتقضي خلال نصف ساعة من الزمن على أكثر من (700) معتقل، واستطاع أحد المعتقلين أن ينتزع سلاح الرقيب إسكندر أحمد، ويرميه برصاصه مع آخرين قبل أن يلفظ أنفاسه.

ثم قام الملازم رئيف العبد الله، والملازم منير درويش، كل واحد منهما مع مجموعته، بتفريق الجثث، كل على حدة، لتتأكد من قتل جميع من في السجن، ولتقضي على من فيه بقية من حياة.. وأخذت تركل الجثث وتدوسها بالأقدام. ثم حملت الجرافات الجثث إلى سيارات كبيرة، ورمتها في حفر معدة مسبقاً في وادٍ شرق تدمر، وبعد أن نفذت عناصر الإجرام مهمتها، عادت بالطائرات إلى دمشق، ليستقبلهم معين ناصيف (زوج ابنة رفعت أسد) واصفاً عملهم الوحشي (بالبطولة والرجولة) وموزعاً على كل واحد منهم (200) ل.س مكافأة على ما اقترفته يداه. ولقد اطلعت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والمنعقدة في جنيف، في دورتها السابعة والثلاثين، على وقائع مجزرة تدمر، خلال مناقشتها للبند 13 من جدول الأعمال الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان في العالم، ووزعت على اللجنة الوثيقة رقم تاريخ 4/3/1981 التي تضم إفادات المشاركين في مجزرة تدمر، وهما أكرم بيشاني، وعيسى إبراهيم الفياض.

وناقشت اللجنة بجلستها رقم 1632 تاريخ 9/3/1981 مضمون المذكرة، وشارك في النقاش مندوبو الأردن، والعراق، وسورية.

ما هو الوصف القانوني لمجزرة سجن تدمر؟

لقد نشرت مجلة المنبر وهي نشرة غير دورية تصدرها لجنة الدفاع عن المعتقلين في سورية بحثاً قانونياً عن مجزرة تدمر بعنوان:

“مجزرة تدمر جريمة دولية بنظر القانون الدولي”

إن وقائع مجزرة تدمر، كما جاءت على لسان بعض المشاركين في تنفيذها، تتعدى حدود جرائم القتل العمدي المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكافة منفذيها مسؤولين جنائياً عن هذه المجزرة.

إذ إن هذه المجزرة تثير -بالإضافة لذلك- مسألة قانونية دولية هامة، وهي التكييف القانوني الدولي لتلك المجزرة، والمسؤولية الجزائية الدولية لمرتكبيها.

وكمقدمة لابد منها، يجب تشخيص الوقائع، كما وردت في إفادات المشاركين في المجزرة:

1 – إن الأمر بارتكاب المجزرة صدر عن رفعت أسد، بناء على توجيه من حافظ أسد، ووضعت التفاصيل التنفيذية من قبل الرائد معين ناصيف، وأشرف على التنفيذ المقدم سليمان مصطفى، وشارك في الجريمة (80) عنصراً من سرايا الدفاع.

2 – إن الغاية من المجزرة هي الإبادة الجماعية للمعتقلين السياسيين في سجن تدمر يوم 27/6/1980.

3 – إن المعتقلين الذين كانوا ضحية الإبادة الجماعية، يختلفون عن الآمرين والمنفذين للمجزرة في ناحيتين:

الأولى: سياسية باعتبارهم من الفئات المعارضة للحكم في سورية.

الثانية: مذهبية وطائفية: كون المعتقلين لا ينتمون إلى المذهب الطائفي الذي يدين به جميع الآمرين والمنفذين للمجزرة.

(تراجع لطفاً إفادات المشاركين في المجزرة التي تؤكد هاتين الناحيتين).

وعلى ضوء هذه الوقائع، نشير إلى النقاط القانونية والدولية التالية:

1 – إن حق الحياة يعتبر جوهر حقوق الإنسان الأساسية، وإن خرق هذا الحق لا يعتبر انتهاكاً خطيراً وفاضحاً لحقوق الإنسان فحسب، وإنما جريمة معاقب عليها.

2 – إن انتهاك حق الإنسان بالحياة، عندما يتخذ شكل سياسة منهجية من الدولة، وبأمر من المسؤولين فيها، بغية إبادة أو إفناء مجموعة من المواطنين، لبواعث سياسية، أو طائفية، أو كلتيهما معاً، يعبر في هذه الحالة عن شكل من أشكال جريمة إبادة الجنس البشري، المعاقب عليها بالاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس البشري الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول 1948.

3 – لقد استقر الاجتهاد الدولي من خلال تقنين قواعد المسؤولية الدولية على أن الخرق الخطير على نطاق واسع لالتزام دولي ذي أهمية جوهرية للمحافظة على الكائن الإنساني كتلك الالتزامات التي تحظر الاستعباد أو الإبادة الجماعية أو التمييز العنصري، يشكل جريمة دولية (الفقرة جـ من المادة 18 من مشروع لجنة الصياغة المعتمد من قبل لجنة القانون الدولي في عام 1976 بجلستيها رقم 1402 و 1403)..

ويبدو من مناقشات لجنة القانون الدولي أن تعبير (على نطاق واسع) لا يقصد منه أن ركن الجريمة الدولية متوقف على عدد الأشخاص، وإنما على إرادة الدولة، بانتهاج سياسة مخالفة للكرامة الإنسانية. كما أن تعبير (الكائن الإنساني) لا يعني المحافظة على حياة الإنسان فقط، وإنما الحفاظ على كرامة الشخص الإنساني أيضاً.

وبناء على ما تقدم من وقائع مجزرة تدمر، ومقارنتها بالنقاط القانونية المشار إليها أعلاه، يمكن تكييف جريمة مجزرة تدمر، بالإضافة لكونها تشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان في العالم أجمع، وجناية قتل عمد في التشريع الداخلي السوري، فإنها على ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان، تعتبر جريمة دولية لا تتقادم.

وهذا التكييف الدولي يظهر سواء في الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس البشري، أو قواعد المسؤولية الدولية.

أولاً: جريمة مجزرة تدمر وفقاً لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس البشري.

تنص المادة الثانية من هذه الاتفاقية (المنضمة إليها سورية) على أنه يقصد بإبادة الجنس البشري أي فعل من الأفعال التالية التي ترتكب بقصد القضاء -جزئياً أو كلياً- على جماعة بشرية، بالنظر إلى صفاتها القومية، الإثنية، العرقية أو الدينية.

1 – قتل أعضاء المجموعة.

2 – الاعتداء الجسيم على أفراد هذه الجماعة جسمانياً أو نفسياً.

كما تقضي المادة الثالثة بالمعاقبة على أفعال إبادة الجنس، والاتفاق بقصد ارتكاب هذه الجريمة، والتحريض عليها، والشروع في ارتكابها، والاشتراك فيها.

كما نصت المادة الرابعة على معاقبة كل من يرتكب جريمة إبادة الجنس، أو أي فعل من الأفعال المنصوص عليها في المادة الثالثة، سواء أكان الجاني من الحكام أو الموظفين أو الأفراد.

وإن مطابقة وقائع مجزرة تدمر على الاتفاقية المذكورة تثير ثلاث نقاط تجب مناقشتها كي تكون دراستنا موضوعية:

1 – ما المقصود بالقضاء الجزئي على المجموعة البشرية؟ وهل هناك حد لعدد الأشخاص؟

ب – ما المقصود بالمجموعة الدينية؟ وهل تشمل المذاهب ضمن الدين الواحد؟

جـ – ما مظاهر النية الجرمية في جريمة إبادة الجنس البشري؟

أ – حول مفهوم القضاء الجزئي وارتباطه بعدد الأشخاص:

تشير الأعمال التحضيرية للمادة الثانية من الاتفاقية إلى أن تعبير (القضاء جزئياً أو كلياً) كان قد اقترح خلال صياغة الاتفاقية في اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بغية التأكيد على أن جريمة إبادة الجنس البشري تتوافر أركانها بمجرد نية القضاء على أي نفر من المجموعة البشرية مهما صغر عدده.

(تراجع لطفاً الفقرة 50 من الدراسة المعنونة “مسألة معاقبة جريمة إبادة الجنس البشري برقم ” E/CN/4/Sub/2/416″ المقدمة من المقرر الخاص نيكودوم راونشيشكو لدى اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات، بتاريخ 4/7/1978)..

أي أن نصوص الاتفاقية لم تشترط أي حد عددي من الأشخاص المنتمين للمجموعة البشرية ضحية الجريمة.

وإذا علمنا أن مجموع قتلى مجزرة تدمر يزيد على (700) معتقل وهم يشكلون جميع المعتقلين السياسيين في السجن ومن مختلف المذاهب السياسية والمذهبية التي تختلف عن تلك التي يدين بها الآمرون والمنفذون للمجزرة، آخذين بنظر الاعتبار أن مجزرة تدمر ليست إلا حلقة في سلسلة مجازر ارتكبتها السلطات السورية ولنفس الغاية، لجزمنا بأن هذه الأعمال تستهدف القضاء على المجموعة التي تنتمي إليها ضحايا هذه المجازر، مهما كانت درجات هذه الإبادة.

ب – ما هو المقصود بالمجموعة الدينية؟ وهل تشمل المذاهب ضمن الدين الواحد؟

من المتفق عليه في جميع النصوص الدولية التي تعالج التمييز المبني على الدين، أن المقصود بالدين، ليس فقط الأديان بمفهومها الحصري، وإنما تنصرف إلى المعتقدات والمذاهب ضمن الدين الواحد أيضاً (على سبيل المثال، مشروع إعلان إزالة التعصب المبني على التمييز الديني المعتمد من لجنة حقوق الإنسان في دورتها السابعة والثلاثين – آذار 1981).

وإن شعوب أوروبا عانت من هذا التمييز كثيراً، كالتفرقة بين الكاثوليك والبروتستانت وغيرهما من المذاهب.

لذلك بات مجمعاً عليه، بأنه حيثما وردت كلمة دين أو مجموعة دينية، فإنها تشمل كل طائفة أو مذهب يتفق أفراده على مثل روحية معينة.

(تراجع لطفاً الفقرتان 77 ، 78 من الدراسة المشار إليها في البند أعلاه).

وإذا كانت السوابق التاريخية في جرائم إبادة الجنس البشري قد تركزت على الأقليات الدينية أو المذهبية، فإن الوضع في سورية -خلافاً للقاعدة- ليس إلا سيطرة أقلية مهيمنة على السلطة، ونخص بالذكر السلطة الفعلية والتي تمسك بزمام الأمور في البلاد.

وتمارس هذه الأقلية منذ أكثر من عشر سنوات تمييزاً طائفياً ضد كل من لا ينتمي إلى المذهب الذي تدين به هذه الأقلية إلى أن وصل الأمر إلى حد المباشرة بأعمال الإبادة الجماعية في كل من حلب وحماة وجسر الشغور وسرمدا وتدمر وغيرها.

لذلك فإن المادة الثانية من الاتفاقية حول المجموعة الدينية تنطبق على المذاهب والمعتقدات داخل الدين الواحد ولا تقتصر ضحايا جريمة إبادة الجنس على الأقلية الدينية فقط، وإنما قد توجد أقلية مهيمنة على السلطة، وتمارس أعمال الإبادة الجماعية بحق الأكثرية، كما هو حال الفئة الحاكمة فعلياً في سورية.

جـ – ما مظاهر النية الجرمية في جريمة إبادة الجنس البشري؟

إن نص المادة الثانية من الاتفاقية (يقصد بإبادة الجنس البشري أي فعل من الأفعال التي ترتكب بقصد القضاء جزئياً أو كلياً على جماعة..) يربط بين النية الجرمية والقصد الجنائي وتعتبر النية الجرمية متحققة بمجرد ظهور القصد أي إبادة مجموعة بشرية محددة، وهذا ما يميز جريمة (إبادة الجنس البشري) عن غيرها من جرائم القتل العادية.

(تراجع لطفاً الفقرتان 96 – 106 من الدراسة المشار إليها في البند 1)..

وبناء على ذلك، وإذا ربطنا وقائع مجزرة تدمر بما سبقها وما تلاها، نرى بوضوح، تحقق النية والقصد الجرميين في تصرفات وتصريحات المسؤولين في سورية.

وعلى سبيل المثال:

1 – تزايد المجازر الجماعية في كثير من المحافظات السورية، وضد المواطنين الذين لا ينتمون إلى المذهب الذي تدين به السلطة الحاكمة فعلياً في سورية، والتي تمارس هذه المجازر فعلاً عبر قوات مختارة من نفس الفئة. وهذه المجازر هي:

أ – مجزرة جسر الشغور بتاريخ 10/3/1980.

ب – مجزرة تدمر بتاريخ 27/6/1980.

جـ – مجزرة سوق الأحد – بحلب بتاريخ 13/7/1980.

د – مجزرة سرمدا بتاريخ 25/7/1980.

هـ – مجزرة هنانو بحلب يوم 11/8/1980.

و – عدة مجازر بحماة وبتواريخ مختلفة.

ز – مجزرة ساحة العباسيين في دمشق بتاريخ 18/8/1980.

وما زالت هذه السياسة مستمرة وبصورة منهجية في سورية..

2 – كتب رفعت أسد مقالاً في جريدة تشرين بتاريخ 31/7/1980 قال فيه: (نشن مائة حرب حتى نقضي عليهم، وإننا نعرف أماكنهم في سورية داخلياً وعربياً ودولياً).

3 – ذكرت جريدة تشرين الصادرة في 29/8/1980 أن أي جندي أو مواطن سوري يقتل أحد عناصر (الإخوان المسلمين) سيحصل على مكافأة.. وهذه الدعوة بالإضافة إلى أنها تحريض على القتل، وإثارة للفتنة الطائفية، فإنها تدخل في منطوق الفقرة الثالثة من المادة الثالثة التي تعاقب على التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جريمة إبادة الجنس. علماً بأن التنفيذ العملي لهذا التحريض لن يقتصر على الإخوان المسلمين، وإنما على كل معارض للنظام.

إن جميع ما تقدم، يثبت القصد الجرمي الطائفي من أعمال السلطة الحاكمة في سورية، ويمكن أن نخلص إلى القول: بأن عناصر جرم إبادة الجنس البشري متوافرة جميعها في المجازر التي ترتكبها عناصر سرايا الدفاع وغيرها بأمر وتوجيه من حافظ أسد وشقيقه رفعت.

وبالتالي فجميع الآمرين بها ومنفذيها يعتبرون مجرمين دوليين عملاً بالمادتين: الأولى والرابعة من الاتفاقية.

ثانياً: مجزرة تدمر – جريمة دولية – وفقاً لقواعد المسؤولية الدولية

أوضحنا في مقدمة هذا البحث أن الاجتهاد الدولي يعتبر الخرق الخطير لالتزام دولي ذي أهمية جوهرية للمحافظة على الكائن الإنساني جريمة دولية (الفقرة جـ من المادة 18 من مشروع لجنة صياغة قواعد المسؤولية الدولية)..

وبعد هذا العرض لسياسة المجازر الجماعية والإبادة التي تمارسها السلطة في سورية ضد الفئات المعارضة، آخذين بعين الاعتبار التمييز الطائفي المرافق لهذه السياسة – من واجبنا التساؤل عما إذا كان المجتمع الدولي المعاصر قد صادف خرقاً خطيراً لالتزام المحافظة على الكائن الإنساني، أخطر من هذا الخرق المستمر والمنهجي الجاري في سورية.

وإذا كانت قواعد المسؤولية الدولية لم تنته صياغتها بعد من لجنة القانون الدولي، فإن ذلك لا يعني عدم اعتبار هذه المجزرة بحكم الجريمة الدولية، لأن القواعد التي تصوغها لجنة القانون الدولي، لن تخلق هذه المسؤولية، وإنما ستعلنها، لأن هذه القواعد مستمدة من ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي، فإن هذه القواعد ذات صفة إعلانية، وليست إنشائية.

ويجوز الاستناد إلى مشروع هذه القواعد، بغية تكييف الممارسات التي تقوم بها أية دولة في حقل انتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة الانتهاكات التي تعبر عن خرق لحقوق الإنسان الأساسية لاسيما جوهر هذه الحقوق، وهو حق الحياة، وإذا مورست هذه الانتهاكات ضمن سياسة منهجية من الدولة، تتحول إلى أعمال جرمية دولية، لأنها تعود بالمجتمع الإنساني إلى الفترة التي سبقت إبرام ميثاق الأمم المتحدة، حيث كانت تعاني البشرية من مجازر ومآس تمس ضمير الإنسانية جمعاء، وإذا كان المجتمع الدولي قد اعتبر جرائم إبادة الجنس البشري جرائم دولية منذ عام 1948 فإن الاتجاه الدولي في حقل حقوق الإنسان يتعاظم يوماً بعد يوم إلى اعتبار مجمل الأفعال التي تمس حق الكائن الإنساني بالحياة وبالكرامة الإنسانية جريمة دولية انسجاماً مع روح ميثاق الأمم المتحدة الذي جاء ليطوي صفحة مؤلمة من تاريخ البشرية، مستهدفاً إقامة حضارة جديدة تقوم على احترام الإنسان وكرامته، وأي تصرف خلاف إرادة المجتمع الدولي، من شأنه، إعادة المآسي البشرية إلى المسرح الدولي ليس إلا جريمة بحق الإنسانية جمعاء، ويجب أن يحاكم مرتكبوها كمجرمين دوليين.

وإن مجزرة تدمر، وسلسلة المجازر التي ترتكبها السلطات السورية بحق الشعب السوري، تدخل في هذا النطاق الجرمي الدولي، ولا تخضع الجرائم التي ارتكبها المسؤولون في سورية للتقادم الجنائي، عملاً بالاتفاقية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16/1/1968.

(المادة الثالثة من اتفاقية منع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس البشري:

يعاقب على الأفعال الآتية:

1 – إبادة الجنس.

2 – الاتفاق بقصد ارتكاب جريمة إبادة الجنس.

3 – التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جريمة إبادة الجنس.

4 – الشروع في ارتكاب جريمة إبادة الجنس.

5 – الاشتراك في جريمة إبادة الجنس.

المادة الرابعة

يعاقب كل من يرتكب جريمة إبادة الجنس أو أي فعل من الأفعال المنصوص عليها في المادة الثالثة، سواء أكانت من الحكام أو من الموظفين أو من الأفراد).

وتوثيقاً لهذه الجريمة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، نعرض النص الحرفي لاعترافات المشتركين في مجزرة تدمر كما وردت في التحقيقات التي نشرت في الوثائق الأردنية في 25 شباط 1981.

إفادة المجرم عيسى إبراهيم فياض

س: ممكن تقدم نفسك؟

ج: عيسى إبراهيم حامد فياض، بلدتي قويقة تابعة لمحافظة اللاذقية، تاريخ الولادة 1960. أعزب، علوي، والدي إبراهيم حامد فياض، مزارع، والدتي جميلة صقر مربية بيت، ثقافتي الحادي عشر، درست بالقرية، بقرية قويقة حتى الثالث الإعدادي، والتحقت بقرية عين العروس، مدرسة ثانوية، تابعة لمحافظة اللاذقية، تركت المدرسة، اشتغلت مع أبي، مزارع عادي لمدة سنة، والتحقت بسرايا الدفاع في 10 – 3 – 1979 وأنا الآن رقيب بسرايا الدفاع رقمي 956982.

س: سيد عيسى وضّح لنا خدمتك العسكرية بشيء من التفصيل.

ج: التحقت بسرايا الدفاع بمعسكر اسمه القابون ك/ دورة أغرار ظلت دورة الأغرار شي 45 يوم والتحقت بدورة ثانية بنفس المعسكر دورة صاعقة استمرت حوالي ثلاثة أشهر وأكثر وانتقلنا من معسكر القابون لمعسكر يعقوب الواقع في دمشق، كدورة قتال عادي للكتيبة لدورة يعني كتيبة مشاة هنيك تدربنا على السلاح على بارودة كلاشن، رشاش، قاذف قنابل، رمي قنابل، وتدريبات عادية ككل التدريبات. أي كتيبة مشاة استمرت هالدورة حوالي ثلاثة أشهر رجعنا لمعسكر قابون وهنيك عملنا مظلات حوالي 25 يوم لثلاثين يوم بعدها التحقت باللواء أربعين اللي قائده الرائد معين ناصيف زوج بنت العقيد رفعت أسد، (تماضر الأسد) علوي من محافظة اللاذقية واستمريت على هالشي يعني تدريب عادي في الكتيبة 302 بنفس اللواء مشاة حتى تم التحاقي بحراسة منزل الرائد معين ناصيف اللي هو قائد اللواء، عدد مجموعة الحراسة كان 25 عنصر مسؤول عنا الرقيب أول صلاح إبراهيم – علوي وهو وجميع عناصر الحراسة علويين.

س: عيسى.. إيش المهمات اللي كلفت فيها أثناء خدمتك بسرايا الدفاع؟

ج: كلفت في مهمتين:

س: إيش المهمة الأولى؟

ج: المهمة الأولى مهمة سجن تدمر في 26 – 6 – 1980 تعرض سيادة الرئيس حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فجر اليوم الثاني 27 – 6 – 1980 فيقونا الساعة الثالثة بالليل الصبح وقالوا لنا: اجتماع في لباس الميدان الكامل مع الأسلحة. واجتمعنا بالساحة وأخذونا إلى سينما في اللواء /40/ وهناك كان منتظرنا الرائد معين ناصيف قائد اللواء ألقى فينا كلمة.. قال هدول العرصات الإخوان المسلمين ما عم بفرقوا بين مسلم علوي ومسلم سني ومسيحي عم بقتلوا في الشعب وامبارح حاولوا اغتيال الرئيس. لذلك اليوم راح تقوموا بهجوم على أكبر وكر لهم وهو سجن تدمر. قال مين ما بده يقاتل؟ ما حدا رفع إيده، الآمر العسكري قال لنا اطلعوا بالسيارات، طلعنا السيارات مجموعة قدرها 82 واحد تقريباً ووصلنا لمطار المزة القديم وكان في انتظارنا مجموعة من اللواء 138 أحد ألوية سرايا الدفاع اللي قائده المقدم علي ديب -علوي- من اللاذقية وكان موجود في انتظارنا عشر طائرات هليكوبتر. طلعنا بالطائرات بقيادة قائد أركان اللواء 138 المقدم سليمان مصطفى -علوي- وكان معنا ضباط الملازم أول ياسر باكير -علوي- من حماة والملازم منير درويش -علوي- والملازم رئيف عبد الله – علوي – يعني الثلاثة هذول من لواء أربعين. طلعنا بالطائرات اتجاه تدمر ووصلنا حوالي الساعة ستة ونصف الصبح بنفس اليوم وهناك نزلنا من الطائرات وفرقونا إلى مجموعتين مجموعة اقتحام ومجموعة ظلت بالمطار. المجموعة اللي راحت على السجن إجت سيارة دوج تراك يعني ونقلتنا للسجن.

بالسجن توزعنا لمجموعات حوالي شي ست مجموعات وأكثر يعني كانت مجموعتي أنا حوالي أحد عشر واحد يعني المجموع الكلي اللي تحرك للسجن حوالي ستين واحد هيك شي مجموعتي كانت بقيادة الملازم منير درويش وفتحوا لنا باب المهجع يعني الباب بتاع المهجع اللي دخلنا حوالي ستة لحد السبعة قتلنا اللي فيه كان مجموع اللي فيه حوالي ستين واحد سبعين واحد سمعت أنا أنه فيه قتيل أخذ بارودة من زميلي من السرايا اسمه إسكندر أحمد رقيب رحت أنا لعنده وشفته وإلا واحد بناديلي قلت له شو بدك قال أعطيني مخزن قلت له ليش قال لي في واحد لسه ما مات بدنا نموته قلت له أعطيني بارودتك بما أنا أعطيت بارودتي لزميلي بارودته كانت خربانه. أخذت بارودته ورشيته يعني كان مجموع اللي رشيتهم حوالي 15 واحد.

ومجموع اللي قتلوا في السجن من العرصات الإخوان المسلمين كان حوالي 550 واحد والمجموع اللي قتلوا منا السرايا كان واحد واثنين جرحى طلعنا عاد صار كل واحد منّا يغسل ايديه ورجليه وفي كانوا ملطخين بالدماء وكان معنا الملازم رئيف عبد الله. لمّا طلعنا سألوه للملازم رئيف عبد الله ليش كنت تفرق المساجين هيك كل واحد لوحده. قال امبارح كانوا يقتلوا إخوانا في حلب بكلية المدفعية.

س: كيف كان يفرق بين المساجين؟

ج: يعني اللي ما مات يموته.

س: يتفقد فيهم؟

ج: آ، قلت في كمان ضابط أطلق نار على واحد ما قتل قال له تعال نكفي عليك ما قتلت واحد من عصابة الإخوان المسلمين. فطلعنا بسيارة واحدة ونقلتنا للمطار وكان في انتظارنا المجموعة التي ظلت بالمطار وطيارات الهليكوبتر.

س: كم استغرقت المهمة هذه؟

ج: استغرقت حوالي نص ساعة. كان في دوي قنابل وصيحات الله أكبر وطلعنا بالطائرات واتجهنا باتجاه الشام لمطار المزة القديم ومن هنيك مجموعة اللواء 138 اللي تابعة لسرايا الدفاع طلعت على لوائها ومجموعتنا لواء 40 طلعت على لوائها كان بانتظارنا الرائد معين ناصيف قائد اللواء قال لنا شكرنا على جهودنا وعزانا بوفاة زميلنا وقال لنا كل واحد يلتحق بعمله فالتحقنا بعملنا.

س: أنت بينت لنا إيش كان دورك، ما بينت لنا ادوار زملائك اللي اشتركوا في العملية هذه؟

ج: مثلاً في محمد عمار قتل اللي قتل إسكندر أحمد هذا الرقيب اللي قتل معنا خلصوه البارودة قتلوه وقالوا لي أنه رش كمان في المهجع نفسه. محمد عمار بحراسة منزل الرائد معين ناصيف – علوي- إبراهيم مؤنس – علوي – عريف مجند من منطقة مصياف وكمان قال لي رشيت ما بعرف شو رش بس قال لي انه رشيت.

س: ما حدد عدد معين من اللي رشهم؟

ج: أبداً ما قال لي في إبراهيم مكنا كان مع الملازم رئيف عبد الله. إبراهيم مكنا علوي عريف مجند من منطقة جبلة محافظة اللاذقية كان يفرد مع الملازم رئيف عبد الله المساجين.

س: وين ذكروا لك هذا الشي عن أدوارهم؟

ج: إبراهيم مكنا أنا شفته، شفته مع الملازم رئيف عبد الله في ال. إبراهيم يونس حكى لي بالسكن. كنت نازل أنا وياه عالبلد حكى لي. محمد عمار قال إنه أنا قتلته.

س: طيب لما رجعتم من السجن جرى أي توجيه لكم أمر؟

ج: الرائد معين قال إنه ما لازم يعني تطلع هالعملية خارج منا يعني لازم تظل مكتومة وسرية.

س: بالنسبة لسجن تدمر كيف كان جو السجن قبل قيامكم بهذه العملية؟

ج- كان هادئ ما في أصوات ما في شيء بعدين طلعت الأمور مرتبة قبل دخولنا يعني ما حدا اعترضنا بالدخول الشرطة كانت حرس واقفة في جماعة حرس على الباب ورئيس حرس وفي شرطة بالساحة. أخذوا التفقد قبل العملية تفقد للمساجين.

س: تفقد للمساجين؟

ج: قبل بدء العملية.

س: طيب رقيب عيسى بالنسبة لزملائك في سرايا الدفاع في حد منهم كلف في مهمات أخرى؟

ج: والله بعرف بمفرزتي مفرزة الرائد معين ناصيف لحراسة منزله اللي رافقوا السيد عبد الحليم خدام وزير الخارجية. علي موسى رقيب.

س: وين رافقه؟

ج: رافقه على عمان على مؤتمر القمة العربي.. بعرف علي موسى رقيب من حمص علوي بعرف همام أحمد رقيب من منطقة جبلة، بدر منصور رقيب من منطقة جبلة علوي، وعلي صالحة عريف من منطقة مصياف علوي، عبد الرحمن هدلان علوي عريف، نزيه بلول عريف علوي، بشير قلو وعلي موسى شاركوا في عملية تدمر.

س: شاركوا في عملية تدمر ورافقوا السيد عبد الحليم خدام لعمان؟

ج: نعم.. وفي علي صالحة وطاهر زباري راحوا بمهمة سرية لروما وإسبانيا.

س: متى؟

ج: قبل شي شهر ونص.. شهرين.

إفادة المجرم أكرم بيشاني

س: ممكن تقدم نفسك؟

ج: أنا أكرم علي جميل بيشاني من محافظة طرطوس قرية يحمور مواليد سنة 1962 أعزب شهادتي الصف السادس الابتدائي علوي. اسم والدي علي جميل بيشاني علوي. اسم أمي حليمة يعقوب والاثنين حالياً بقيموا في قرية يحمور.

س: إيش عملك يا أكرم؟

ج: حالياً عريف في سرايا الدفاع.

س: شو خدمتك العسكرية؟

ج: في 23 – 3 – 1979 التحقت في صفوف سرايا الدفاع ونقلت إلى معسكر التدريب وهو معسكر القابون في دمشق. وهناك التحقنا في دورتين الأولى وهي دورة لغة والثانية دورة الصاعقة ومن بعدها نقلت إلى كتيبة مدفعية رقمها 149 من لواء 40 تابع للواء 40 سرايا الدفاع بالضبط هيك في شهر 5 سنة 1980 نقلت ضمن مجموعة الحراسة لمفرزة حراسة بيت الرائد معين ناصيف والمجموعة هاي حوالي 25 عنصر.

س : إيش مركزه الرائد معين ناصيف؟

ج: قائد، هوه معين ناصيف قائد لواء 40 من سرايا الدفاع علوي من قضاء اللاذقية وتزوج ابنة العقيد رفعت الأسد، تماضر الأسد، والعقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد وقائد سرايا الدفاع.

س: إيش المهمات اللي كلفت للقيام بها أثناء خدمتك في سرايا الدفاع؟

ج: كلفت في مهمتين الأولى هي مهاجمة سجن تدمر والمهمة الثانية في داخل الأردن.

س: إيش المهمة الأولى؟

ج: المهمة الأولى هي مهاجمة سجن تدمر حيث إنه بعد محاولة اغتيال الرئيس حافظ الأسد بالشهر السادس السنة الماضية أيقظونا بعد بيوم يعني حثونا من المهجع حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً وقالوا لنا اجتماع بالسينما في قاعة السينما الموجودة في اللواء مع فيه السلاح الميداني الكامل وطلعنا وصلنا على السينما بلشت المجموعات تتوافد اللي قادنا بالسينما كان عدد المجموعة حوالي المجموعة الموجودة في السينما من اللواء 40 حوالي 100 عنصر مع ثلاث ضباط وبعدين اجا قائد اللواء اجتمع فينا وألقى كلمة. بعد الكلمة قال هوه أنه الإخوان المسلمين قتلوا ضباط قتلوا المشايخ قتلوا الأطباء وبالنهاية حاولوا اغتيال الرئيس حافظ الأسد وهلأ بدنا نكلفكوا بأول مهمة قتالية وطلعنا بعدين من اللواء 40 بسيارات وصلتنا إلى مطار المزة. كان موجود هناك بالمطار هناك مجموعة من اللواء 138 يقدر عددها بحوالي 100 عنصر واللواء 138 قائده المقدم على ديب علوي قضاء اللاذقية.

هناك كمان كان موجود (9) طائرات هليكوبتر، جمعونا هناك على شكل مجموعات وكل مجموعة سلمها ضابط وطلعونا على الطائرات الموجودة هناك وكانت كل طائرة تسع لحوالي 24 عنصر. وطلعنا من مطار المزة كان قائد العملية هناك يعني اللي هو قائد أركانه للمقدم على ذيب علوي من قضاء اللاذقية بس ما بعرف شو اسمه أقلعنا إلى مطار تدمر هناك يعني أقلعنا حوالي الساعة الخامسة وصلنا حوالي الساعة السادسة أو السادسة وعشر دقائق. جمعونا هناك وطلب قائد العملية المقدم اجتماع للضباط، جمع الضباط وقال لهم أعطوا العناصر استراحة حوالي ثلاثة أرباع الساعة وبعد الاستراحة ثلاثة أرباع الساعة قسمونا على شكل مجموعات فاللواء 40 كان على شكل ثلاث مجموعات وكل مجموعة استلمها ضابط وأخذوا ينتقوا العناصر اللي بدها تدخل إلى سجن تدمر بشكل عشوائي مثلاً الواحد بيعرف اسمه بيقول له فلان انته تعالى أو ما بيعرف اسمه يأشر له بإيده أنه تعال. انتقوا حوالي 80 عنصر كذلك حوالي كمان انتقوا 20 عنصر لحراسة الطائرات والباقي خلوهم على شكل احتياط في المطار. بعدين توجهت العناصر اللي انتقوهم يطلعوا حوالي 80 عنصر هذا اللي بدهم ينفذوا العملية داخل السجن توجهوا على شكل مجموعات بسيارة نقلتهم إلى داخل السجن بعد ثلاثة أرباع الساعة من دخولهم إلى باب السجن الخارجي بدأنا نسمع صوت إطلاق نار دوي انفجار صوت قنابل، يقدر عدد القنابل بحوالي 7 قنابل تفجرت هناك. ودام إطلاق النار حوالي ثلاثة أرباع الساعة كمان بعد طلع العناصر من السجن مثل ما دخلوا طلعوا على شكل مجموعات.

س: انته كنت مع أي مجموعة؟

ج: أنا كنت مع مجموعة الاحتياط ياللي ظلت هناك في المطار، بقى لما طلعوا العناصر من السجن كان فيه بعض الناس ملطخين بالدماء، ملطخين ثيابهم بالدماء، بعرف أسماء ياللي تلطخوا ثيابهم بالدماء هوه الملازم رئيف عبد الله، الملازم منير درويش، الرقيب علي محمد موسى وطلعنا كل واحد على الطائرة.

س: من اللواء 40 وإلا؟

ج: لا.. من اللواء 40 هدول، طلعنا بعدين على الطائرات مثل ما اجينا ورجعنا إلى مطار المزة وصلنا إلى مطار المزة حوالي الساعة الثانية عشرة الظهر. كان منصاب معنا واحد والشي اللي خلاني أعرف أنه انصاب معنا واحد فيه الملازم ياسر باكير من اللواء 40 قال وجه كلامه لكافة العناصر أنه قائد اللواء بده يجتمع فينا هلأ في السينما إذا سأل عن الإنسان ياللي انصاب قولوا له أنه طلقة مرتدة ضربت في الحائط ورجعت عليه بعدين انصاب. قلنا له ماشي الحال. وطلعنا بالسيارات واتجهنا اتجاه اللواء 40 واجتمعنا في قاعة السينما.

س: جميعكو اتجهتوا مع بعض انتو وأفراد اللواء 138 وإلا 40 لوحده؟

ج: اللواء 40 لحاله وهذولاك راحوا على المعسكر تبعهم فاللواء 40 ناس يعني يااللي اشتركوا من اللواء 40 اجتمعوا في السينما واجا قائد اللواء ألقى فيهم كلمة شكر.

س: اللي هوه الرائد معين ناصيف؟

ج: الرائد معين ناصيف ألقى فيهم كلمة شكر بذكر منها أنه: انتو قمتوا هلأ بعمل بطولة بعمل رجولة مع العلم أنه لأول مرة بنكلفكوا بهيك مهمة.. بعدين طلعنا من قاعة السينما وأخذ يعني كل إنسان يتحدث مع زميله فالتقيت أنا مع أحد زملائي هناك وهو الرقيب علي محمد موسى من مفرزة حراسة الرائد معين ناصيف سألته لأنه هو من الجماعة ياللي دخلوا على السجن نفسه انه اشلون هناك تمت العملية.. قال لي إنه قسمونا على شكل مجموعات، وكانت كل مجموعة حوالي 8 عناصر وكل مجموعة تسلمها ضابط كانوا يفوتوا يعني -حسب ما قال لي- كانوا يفوتوا إلى الغرفة ياللي فيها السجناء يفتحوا الباب ويطخوهم مباشرة بدون سؤال بدون أي كلام. فقلت له طيب هذولاك ما كانوا يستنجدوا. قال كانوا يستنجدوا ويقولوا الله أكبر كانوا يقولوا لنا منشان الله.. منشان محمد.. مشان أمك.. مشان أختك ما تقتلنا. قال لي إنه ما كانوا يستمعوا لها لحكي هاي نهائياً.

وطخّوهم بعدين طلعوا قلت له طيب قديش تقدر عدد القتلى ياللي داخل السجن من السجناء. قال لي عدد القتلى يطلعوا 500 أو 600 قتيل من السجناء هذول ياللي في السجن وفي اليوم الثاني وزعوا لكل الناس هاللي اشتركوا لكل الزملاء ياللي اشتركوا بالمهمة كل واحد 200 ليرة سوري.

س: مين تعرف من اللي اشتركوا بهالعملية؟

ج: بعرف العريف ناصر عبد اللطيف من قضاء طرطوس أو اللاذقية ما بعرف بالضبط علوي بعرف العريف غسان شحادة من قضاء اللاذقية علوي بعرف الرقيب علي محمد موسى من قضاء حمص اللاذقية بعرف العريف طاهر زيادي من قضاء اللاذقية علوي والرقيب طلال محي الدين أحمد علوي من اللاذقية والرقيب نزيه بلول علوي من قضاء حمص والعريف حسين عيسى علوي من قضاء حمص والرقيب همام أحمد علوي من اللاذقية. هذول هنه الناس اللي بعرفهم من اللي اشتركوا.

س: من تعرف من الضباط اللي اشتركوا؟

ج: هم الملازم رئيف عبد الله من كتيبة المشاة التابعة للواء 40 سرايا الدفاع قضاء اللاذقية علوي، والملازم منير درويش كمان من كتيبة المشاة تابع للواء 40 سرايا الدفاع قضاء اللاذقية علوي، والملازم أول ياسر باكير من اللواء 40 كمان علوي من قضاء حماة.

س: انته يا أكرم كشاب في بداية شبابك شو اللي ورطك في هيك مهمات وليش اخترت سرايا الدفاع؟

ج: أولاً في أقول أنه الشي اللي خلاني أختار سرايا الدفاع هوه سوء حالتي المادية والرواتب اللي يتقاضاها جنود سرايا الدفاع أعلى من الرواتب في أي قطعة من قطعات الجيش الثانية، حيث إنه جندي في سرايا الدفاع يتقاضى حوالي 1200 ليرة سوري، أما أي جندي في بقية قطعات الجيش يتقاضى حوالي 500 ليرة أو 600 ليرة سوري أما بالنسبة لورطتي في هذه العملية إنه بستطيع أن أقول أنهم استغلوا ظروفي كإنسان حالتي المادية سيئة وأغروني بالفلوس واستغلوا صغر سني كما استغلوا كوني عسكري مأمور وما في أرفض هيك أوامر.

س: بالنسبة للضباط تعرف شي يعني من تميزهم عن الضباط الآخرين يعني ضباط السرايا سرايا الدفاع يتميزوا بشي عن ضباط آخرين في الجيش السوري؟

ج: والله ما بعرف عن الضباط ككل بس بعرف عن الضابط اللي أنا عنده موجود.

س: اللي هوه؟

ج: الرائد معين ناصيف موجود عنده حوالي 8 سيارات يعني.

س: خاصة فيه؟

ج: خاصة فيه، وحالته المادية كويسة يعني.

س: كيف عايش هذا الضابط اللي انته تقوم بحراسته؟

ج:  عايش إنسان مرفه يعني بشكل.

من إفادة المجرم طه الخالدي

– مجزرة تدمر

ج: بسيارة أبو شلحة وخلال رجعتنا للشام دار حديث بين الاثنين هذول اللي جبناهم من الفندق ماجد بو شلحة ودار حديث بيننا عن الأوضاع الداخلية والمشاكل اللي بسوريا حول قال واحد منهم يمكن اذكر إنه اسمه عبد المنعم قال إنه اشتركت في إحدى المجازر وهي مجزرة تدمر فحدث علي فقال 8 طائرات ركبنا هليكوبتر حملونا فيهم ونزلنا بقرب سجن تدمر ودخلنا على المساجين وقتلناهم كلهم روحناهم كلهم بعد ما قتلوا المساجين سولف عبد المنعم كان أخوه رفيقه هذا أو زميله يآزره في الحكي في الحديث فأسأله قديش كان العدد سأله ماجد أبو شلحة فقال له فوق الـ700 قتيل بعد أن اجت تركّات جرافات بسيارا

Filed Under: تقارير خاصة Tagged With: مجزرة سجن تدمر 1980

قائمتنا البريدية

تابعونا على الفيسبوك

Facebook

صور من التعذيب ، شهادة معتقلة في سجون نظام بشار

13-شباط-2022

شاهد على مجزرة حماة الكبرى 1982

8-شباط-2022

ثمانية سنوات في سجن تدمر مع محمد برّو

13-كانون أول-2021

حقوق النشر والتوزيع © 1997 - Copyright © 2023 اللجنة السورية لحقوق الإنسان. جميع الحقوق محفوظة

القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • أخبار
  • ملتيميديا
    • الصور
    • الفيديو
  • المكتبة
    • كتب
    • وثائق
    • مقالات ودراسات
  • إصدار اللجنة
    • تقارير يومية
    • التقرير السنوي
    • تقارير خاصة
    • أخبار وبيانات
  • عن اللجنة
    • من نحن
    • اتصل بنا
  • بيانات أخرى
    • بيانات سورية
    • تقارير وبيانات دولية
  • ملفات خاصة
    • الاعتقال السياسي
    • مجزرة حماه 1982
    • مجزرة سجن تدمر 1980
    • معتقلو الرأي
    • محكمة أمن الدولة
    • القانون 49 لعام 1980
  • قوائم المفقودين
  • English