ولد إبراهيم عبده عاصي عام 1935 في بلدة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب شمالي سورية .
كانت أسرة والديه تعيش حياة بسيطة، لكنه استطاع أن يتفوق على ظروف بيئته الشخصية وفي تحصيله العلمي.
تخرج من دار المعلمين بحلب ثم انتسب إلى كلية الآداب بجامعة دمشق (قسم اللغة العربية) وهو يعمل معلماً في المدارس الابتدائية في الأرياف، وأثناء أدائه الخدمة الإلزامية في الجيش حتى تخرج ونال الإجازة في اللغة العربية وآدابها عام 1960 م .
كان عمل إبراهيم عاصي في التربية والتعليم جزءاً من رسالته الإصلاحية في الحياة، فقد تصدى لمظاهر التخلف والانحراف في المجتمع والسلطات الاستبدادية فاستجاب له الناس ، لما لمسوه من صدق في لهجيته وسلوكه، كما تعرض للمضايقة من الحزب البعث الحاكم بسبب ذلك، فحُرم من حقه الانتخابي في نقابة المعلمين، وعوقب بنقله بعيداً عن بلده، فقد نقل في الأعوام 1964-1965 إلى محافظة السويداء جنوبي سورية .
دأب إبراهيم عاصي على إلقاء دروس ومحاضرات فكرية واجتماعية أسبوعياً وفي المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية في بلدة جسر الشغور وأريافها الكثيرة.
ألقت السلطات الأمنية المركزية القبض على إبراهيم عبده عاصي مساء 28/4/1979 ، وللضغط عليه لاحقت ابنه الأكبر “عمار” -وهو طالب جامعي في كلية الهندسة بجامعة حلب – فتوارى عن الأنظار عام 1980، إلى أن قتلته قوات المخابرات وهو نائم في ضاحية قريبة من جسر الشغور في شهر آذار 1982.
قابل إبراهيم عاصي في فروع المخابرات بدمشق عدد من ذويه في العام 1979، ثم انقطعت أخباره. أكد ضابط كبير أن إبراهيم عبده عاصي لم يكن موجوداً في سجن تدمر ساعة وقوع مجزرة تدمر التي نفذتها مجموعة من سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد يوم 27/6/1980 … لم يُحاكم إبراهيم عبده عاصي ولم يصدر حكم بحقه.
إبراهيم عبده عاصي متزوج، وله أربعة أولاد، وشقيق واحد مريض يحتاج إلى الرعاية، ووالد تجاوز الثمانين، توفي وهو يلهج باسم ابنه إبراهيم …
إبراهيم عاصي أديب وناقد اجتماعي، يكتب القصة القصيرة والمقالة الهادفة.
له في القصة القصيرة ، المجموعات التالية:
– سلة الحرمان
– حادثة في شارع الحرية
– ولهان والمتفرسون
– مشاركة في كتاب “أصوات” بالاشتراك مع عدد من الكتاب السوريين والعراقيين.
وله في النقد الاجتماعي :
– للرجال فقط
– همسة في أذن حواء
وفي ميدان الفكر :
– حوار مفتوح مع مالك بن نبي
كتب عنه الدكتور عماد الدين خليل في كتابه “محاولات جديدة في النقد” ، ومحمد حسن بريغش في كتابه “الأدب الإسلامي” ، ومحمد الحسناوي في كتابه “في الأدب والأدب الإسلامي” ، ويحيى الحاج يحيى في كتابه ” القصص الإسلامي المعاصر” .
وبعد ما يقرب من 22 عاماً على اعتقال الأستاذ إبراهيم عبده عاصي بواسطة أجهزة المخابرات السورية، تناشد اللجنة السورية لحقوق الإنسان كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يكشف عن مصير هذا المعتقل ، وأن يعمل على إطلاق سراحه فقد تجاوز سنه السادسة والستون عاماً.