رسالة استلمتها اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مواطنة سورية تنتظر عودة زوجها منذ عشرين عاماً، ولقد طمسنا الأسماء واسمها للحفاظ على سلامتهم من أذى زوار الليل ووطاويط النهار.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
3/12/2000
______________________________________
صرخة ما عاد يمكن ابتلاعها
يا مشايخ الشام / بكم ابدا
ويا تجار الشام
ويا مخابرات الشام
ويا اهل الشام
سمعنا اخبار الافراجات في وطننا سورية ، وفرحنا إلىحد ما ، ليس لاننا ننسى ، ولكن لاننا نريد الخلاص للذين نحبهم ونخاف عليهم باي شكل .
وكما كانت الاعتقالات عشوائية لا تخضع لمنطق ولا قانون ، تبدو الافراجات هكذا :
يفرج عن هيثم قنباز وقيل انه كلن محكوما بالاعدام ، ولا يفرج عن ……. الذي يعتبر سجين رأي من الدرجة الاولى ، وذلك بعد ان ظهر هذا المصطلح في الغرب ( شكرا ) ،
لانه ظل الى اخر يوم في حريته يعارض قولا وفعلا ما قام به الاخرون من أعمال عسكرية.
ويفرج عن …………… المهندس والزميل له والذي يكاد يكون نسخة من أوضاعه ، ولا يفرج عنه .
ويفرج عن …………. وهو في مقام استاذه ، وكان مربيا عظيما ، ولا يفرج عنه !
ويفرج عن شابين من العائلة نفسها : ………. ، و……… ، ولا يفرج عنه .
ما المقياس في الافراجات ؟ ما القاعدة ؟
لا احد يدري
ولا يحق لنا ان ندري ، وتلك هي المسالة :
الن نتحول الى دولة قانون ؟
لم لايكون بامكاني الان ان اسال عنه ببساطة ودون خوف عليه وعلى نفسي ؟
لم لايكون من حقي ان اعرف اين هو ؟
وما تهمته ؟ ماذنبه الذي اخره عن غيره
أهو ميت فابكيه ، ام حي فاضيف الى سنوات الانتظار سنوات جديدة ؟
من المسؤول عنه وعن أمثاله ؟
كم سننتظر ،
لم توقف الاذن بالزيارة منذ ثلاث سنوات ؟
لم فتح الاذن اصلا ، ولم سمحتم للرجل المقزم المحروم ان يرى اولاده ثلاث مرات ، ثم ندمتم ؟
الف لم ، والف الى متى ؟
هذا انشاء ، نعم
ومتاخر جدا ، نعم
لا تسالوني لماذا .
انا الان اصيح بالعالم اجمع : لا تظنوا ان خروج …………. من السجن هو النهاية
انه بالنسبة لي بداية
سابحث عمن يساندني من منظمات وافراد : لاطرح اسئلتي على العالم العربي والاسلامي الجبان .
لن أدير خدي الايسر
لن امكث في بيتي لامرغ رجليه بالماء والملح ، واسكب الدموع بين يديه .
ساوصل صوتي باذن الله الى أبعد مدى ممكن والخص اسئلتي:
1- ما جريمة روجي في البداية ، والى أي قانون تخضع ؟
2- كيف عومل على مدى عشرين عاما ، ووفق اية قوانين ؟
3- ما التعويضات التي سينالها عن سنوات القهر والحرمان ( بدل شباب )
4- ما لحقوق التي ستتاح له بعد خروجه ؟
واهدي الموقع هذا القصيدة النثرية التي كانت من و حي كتاب تدمر واخبار المعتقلين المتناقلة شفاها :
تدمريات /1
ما كنت أدري ان وجهي
يلبس رايي فيكم
حتى قذفتم بي ارض زنزانة
لوثها دمي
لكنها ، بجدرانها السميكة ،
كتمت أنيني
* * *
ما كنت أدري أن :
مصافحة امراة أجنبية عني
تحل المشكلة
وأن رسم اسمي في قوائمكم الفوضوية
يحل المشكلة
وأن خيانة زميلي في الشركة
تحل المشكلة
* * *
ما كنت أدري
كيف يعري رجل رجلا
وكيف يجلد رجل رجلا
وكيف يكهرب رجل رجلا
حتى علمتني الدقائق الخمس
* * *
ما كنت أدري
أن ايلول كان بهذا القبح
وهذا الصقيع
لان أم أولادي كانت تحبه
( كانت طيبة ورقيقة )
وكنت أقول : اني أحب إشراقات النور
وهأنذا
تحت ( نور ) النيون
أربعا وعشرين ساعة
* * *
هل لازلت تحبين أيلول يا صديقة ؟
* * *
ما كنت أدري أن الزنازين
بهذا العطف
وهذا الحنان
تتسع كلما كثر القادمون
وتعصرنا
تعصرنا
حتى تمتزج اقياءاتنا
بدمائنا
بعرقنا
ويختلط عويلنا بعويلنا
فنغدو معزوفة لا نشاز فيها
ونشازا لا تناغم فيه
لم يلتقطه بعد
موسيقي هاو ولا محترف
ليطلقه ألبوما معاصرا
ترفعون أمامه قبعا تكم
وتصفقون طويلا
ثم تبحثون عن مخرج من القاعة الصاخبة
لتهربوا من أنفسكم
أيها الأحرار
أيها الأحرار