فيما يحتفل العالم بالذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وذكرى صدور عدد من المواثيق الدولية، فإن الوضعية الشاذة التي رسخها الحكم السوري ممثلة في اعتقاله آلافاً من المواطنين العرب لغايات لا صلة لها بالنزاعات السياسية ما زالت قائمة وقد أخذت مع مرور السنين شكلاً قاسياً من أشكال المعاناة الإنسانية.
ووفقاً للتقارير المؤكدة التي تلقتها “اللجنة السورية لحقوق الإنسان” فإن الأجهزة الأمنية تحتفظ في سجونها الموزعة في أنحاء متفرقة من سورية بمواطنين من الأردن ولبنان وفلسطين والعراق، إلى جانب عدد من السجناء من مصر ودول المغرب العربي، وقد اعتقل هؤلاء على مدى العقود الماضية أثناء محاولتهم دخول الأراضي السورية، كما جرى اختطاف بعضهم لدى تواجدهم في لبنان حيث تبدو الهيمنة السورية على الأوضاع العامة واضحة المعالم، فيما انتزع عدد منهم من مقاعد الدراسة الجامعية للاشتباه بأن لهم صلة بأعمال مناهضة لنظام الحكم القائم.
وأوضحت دراسة أجرتها اللجنة خلال العام الماضي 1998 أن السلطات السورية تحتفظ في سجونها بنحو 1100 سجين سياسي فلسطيني، من بينهم 650 معتقلاً من أنصار رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، حيث اعتقل هؤلاء بين عامي 1982 و1985 في لبنان أثناء الاشتباكات المسلحة التي استهدفت إخراج قوات منظمة التحرير من الأراضي اللبنانية، وقد نقل المعتقلون بواسطة القوات السورية المتواجدة في لبنان و”جهاز الاستخبارات العسكرية والاستطلاع” التابع لها بقيادة اللواء غازي كنعان إلى سجون العاصمة دمشق وضواحيها، كما احتجز العشرات منهم في سجن تدمر الصحراوي، ورفضت دمشق الإفراج عن هؤلاء رغم العديد من المناشدات التي تلقتها من قبل شخصيات سياسية وهيئات عاملة في ميدان حقوق الإنسان.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين أيضاً بضع عشرات من سكان المخيمات الفلسطينية في دمشق وحلب وحمص وحماة، ويتهم هؤلاء بأن لهم صلة بمنظمات فلسطينية معارضة لدمشق، أو يشتبه بأنهم أقاموا روابط مع الحركة الإسلامية المحظورة في سورية، ويحظر على عائلات هؤلاء المعتقلين زيارتهم أو الاستفسار عن أوضاعهم، وهناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن عدداً منهم قضوا نحبهم أثناء عمليات إعدام انتقائية تمت في السجون خلال سنوات الثمانينيات، وترفض الحكومة الإدلاء بأي معلومات تحد من مستوى الغموض الذي يكتنف حالة هؤلاء.
ويأتي الأردنيون في المرتبة الثانية من حيث عدد المعتقلين في السجون السورية، وتتفاوت المعلومات التي ترشح عن الجهات المعنية بذلك في الأردن، حيث يتراوح العدد بين 700 و1200 سجين ومعتقل، وكعادتها فإن السلطات السورية تتكتم بشأن أوضاع هؤلاء، وأغلبيتهم من الطلبة الذين اعتقلوا أثناء دراستهم في جامعتي دمشق وحلب، أو أوقفوا لدى محاولتهم دخول سورية لأغراض التجارة أو زيارة الأقارب، أو عبور الأراضي السورية إلى دول أخرى، وفي بعض الحالات قامت سلطات الأمن السورية باعتقال مواطنين أردنيين أثناء نزولهم في المطار لغرض الترانزيت.
وإلى جانب هؤلاء أوقفت سورية سياسيين أردنيين من حزب البعث (الجناح المؤيد للعراق)، وناشطين من قوى سياسية مناهضة للحكم القائم في دمشق، واعتبر هؤلاء من فئة معتقلي الرأي، حيث لم يعرضوا للمحاكمة، كما لم يسمح لممثلي الهيئات الدولية بالاجتماع بهم، وفي حالات نادرة أفرج عن بعضهم بعد اعتقال دام نحو 25 عاماً.
ولم تنجح حملة شعبية ورسمية شهدتها الأردن في تشرين أول/أكتوبر الماضي سوى في الإفراج عن عدد قليل من هؤلاء المعتقلين، وقال مسؤولون في وزارة الخارجية السورية بشأن قضية المعتقلين، كما تم بحث القضية على مستوى رئيسي الوزراء ووزيري الخارجية في البلدين ولكن دون جدوى، وقد اعتادت سلطات السلطات السورية تجاهل الرسائل والاستفسارات التي تتلقاها بشأن أوضاع المعتقلين السياسيين السوريين أو العرب في سجونها.
وعلى الرغم أن عدداً من المعتقلين مضى عليهم حتى الآن أكثر من عشرين سنة، إلا أن السلطات في دمشق لم تفرج خلال العقد الأخير سوى عن بضع عشرات من المعتقلين الأردنيين، ومن بين هؤلاء محمد سليم حماد الذي اعتقل مدة 11 عاماً في سجن تدمر المعروف بقسوته، وسجون أخرى، وقد وثق ما تعرض فيه في كتاب بعنوان “تدمر: شاهد ومشهود”.
وقد أبلغ حماد وآخرون من القلة المفرج عنهم منظمات إنسانية معلومات ومشاهدات عما رأوه في السجون السورية من عمليات تعذيب وتنكيل بالمعتقلين السياسيين، وقد ساهمت تلك المعلومات إزاحة الستار عن انتهاكات مرعبة لحقوق الإنسان تتم بعيداً عن أنظار العالم.
ولا تختلف أوضاع المعتقلين من العراق ولبنان كثيراً عما أوردنا، فهناك ما يقرب من 700 سجين من البلدين، يعود اعتقال بعضهم إلى عام 1980 أثناء تصاعد حدة الخلافات بين سورية والعراق، وغالبية العراقيين المعتقلين في سورية هم من سكان المناطق الحدودية، وقد أوقف هؤلاء بتهمة “محاولة العبث بأمن البلاد”، فيما تقول عائلاتهم إنهم في الغالب من الشبان البسطاء الذين اعتادوا تجارة التجزئة عبر المناطق الحدودية حيث تقطن عشائر تربطها أواصر قربى، وكانت التجارة الحدودية، التي تختلف عن عمليات التهريب المنظمة، مزدهرة عبر الحدود السورية العراقية قبل إغلاقها في عام 1980.
كما أن من بين المعتقلين عدداً من المتهمين بالعضوية في حزب البعث الحاكم في بغداد والذي يحتفظ بخصومة شديدة مع الحزب الحاكم في سورية.
وينتمي المعتقلون اللبنانيون إلى جماعات سنية عارضت التواجد السوري في لبنان أو كانت مؤيدة للجماعات الفلسطينية أثناء الحرب الأهلية، إضافة إلى عدد كبير من مؤيدي قائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشال عون الذي أبعدته سورية بالقوة عن الحكم في عام 1991، وما زال منفياً في باريس.
إن “اللجنة السورية لحقوق الإنسان” تدعو الحكومة إلى فتح ملف المعتقلين العرب في سجونها والبدء بمعالجته على الفور، وكف أيدي الأجهزة الأمنية ومنعها من اعتقال المواطنين العرب دون بينات قانونية أو إخطارات دولية متعارف بشأنها، وحظر عمليات الاعتقال السياسي وخاصة بالنسبة للطلبة، واعتماد الوسائل القانونية في معالجة موضوع الموقوفين والتوكيل القانوني والحصول على محام، وإبلاغ أسرهم والسماح لهم بزيارتهم، وقيام ممثلين عن “الصليب الأحمر الدولي ” بالالتقاء بهم، وحصولهم على الحقوق الأساسية المقررة للمعتقلين، وقبل ذلك الإفراج عن كل من لا تثبت بحقه أي إدانة، والامتناع عن استخدام وسائل التعذيب أثناء إجراءات التحقيق والاستجواب.
إن استمرار الحكومة السورية في اعتقال مواطنين عرب دون وجود مسوغات لذلك وعلى مدى سنوات طويلة أدى إلى إلحاق الضرر بمئات الأسر في بلدان عديدة، إلى جانب الأذى الذي لحق بالمعتقلين أنفسهم، ويؤدي إصرار الحكومة على بقاء هذا الملف دون نهاية واضحة إلى زيادة المعاناة مما يستدعي تدخلاً عاجلاً ومثمراً من قبل منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية، وتدخل الحكومات التي ينتمي إلى جنسيتها المعتقلون، وممارسة ضغط كاف لحث السلطات السورية على اتخاذ تدابير تحول دون اعتقال المزيد من السجناء لأسباب سياسية أو غير سياسية.
وتورد “اللجنة السورية لحقوق الإنسان” فيما يلي أسماء عدد من المعتقلين الأردنيين تلقتها من قبل المنظمة العربية لحقوق الإنسان/فرع الأردن، على أن يلي ذلك نشر أسماء معتقلين من دول عربية أخرى.
1- ذياب شريف ذياب: عمره (47 )سنة، متزوج وله (3) أولاد يقيمون في عمان – الأردن. اعتقلته الاستخبارات العسكرية السورية ، فرع المنطقة يوم 12/9/1985 . يعاني من أمراض الروماتيزم والهزال الشديد الناشئة عن التعذيب وسوء التغذية. معتقل حالياً في سجن تدمر العسكري في المهجع رقم (9) الباحة الثانية.
2- عدنان عبد الرحمن الدبك: عمره (40) سنة . متزوج وله ولد وزوجته تقيم في الزرقاء-الأردن. اعتقلته الاستخبارات العسكرية السورية ، فرع المنطقة يوم 12/9/1985 . فقد جزءً من بصره تحت التعذيب ويعاني من مرض السل. حكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة صورية، وهو معتقل حالياً في سجن تدمر العسكري مهجع رقم (9) الباحة الثانية.
3- مازن عبد الكريم الفواز (من عرب الصقر): عمره (39) سنة . متزوج وله 5 أولاد يقيمون في حي ماركا الجنوبية-عمان-الأردن. معتقل حالياً في سجن تدمر العسكري مهجع رقم (9) الباحة الثانية.
4- محمد عبد الله موسى أبو نار: عمره (39) سنة، اعتقلته الاستخبارات العسكرية السورية ، فرع المنطقة يوم 1/8/1995 . أعزب وتقيم عائلته في مخيم غزة في الأردن. حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة أمام محكمة عسكرية صورية.
5- محمد زكي عرفات: عمره (40) سنة . أعزب. اعتقلته الاستخبارات العسكرية السورية ، فرع المنطقة يوم 1/8/1985 . حكم عليه بالسجن لمدة (20) سنة أمام محكمة عسكرية صورية.
6- نائل اسماعيل عزت: اعتقل بتاريخ 15/9/1995 بواسطة المخابرات العسكرية السورية وحكم عليه بالسجن لمدة (10) سنوات.
7- حافظ أبو عصبة: اعتقل بتاريخ 13/9/1985 وحكمت عليه محكمة عسكرية صورية بالسجن المؤبد.
8- نايف شلبي: متزوج وله (11) ولداً وعائلته مقيمة في المليحة غوطة دمشق. اعتقل عام 1986 وحكم عليه بالسجن لمدة (20) سنة.
9- سميح محمد محمود: متزوج وله (3) أولاد، من سكان مخيم سبينة من ضواحي دمشق .اعتقل عام 1986 وحكمت عليه محكمة عسكرية صورية بالسجن لمدة (20) سنة.
10- يوسف درزي درزي : من سكان مخيم سبينة ضواحي دمشق، اعتقل عام 1986 وحكمت عليه محكمة عسكرية صورية بالسجن لمدة (20) سنة. حالته الصحية متدهورة ويعاني من فتق في المعدة وتهتك في الأمعاء نتيجة التعذيب.
11- محمد السودي: متزوج – اعتقل عام 1986 وحكمت عليه محكمة عسكرية صورية بالسجن (10)سنوات وهو معتقل حالياً في المهجع (27) الباحة السادسة بسجن تدمر العسكري. مصاب السل الرئوي والتهاب المثانة والمجاري البولية وحالته الصحية سيئة جداً.
12- موسى عيسى الحتر: عمره (39) سنة ، أعزب من سكان مخيم اليرموك بدمشق. اعتقل عام 1986 .
13- أسامة بشير البطاينة
14- بسام بشير أسعد حمدان (الحشاش)
15- نعمان عبد الرحمن عبد الحافظ عوض
16- ميسر جميل العيساوي
17- ظافر يوسف خليل
18- جواد أحمد هشام الجابي
19- البير يعقوب الطويل
20- عامر محمد أديب البحرة
21- ابراهيم علي أبو غوش
22- سامي مصطفى الصفدي
23- عماد الخماش
24- وليد أيوب بركات
25- حسين محمد محمود
26- عماد عبد الهادي حمد
27- زياد محمد البرزاوي
28- بهاء الدين جبري
29- أسامة فخري البرزاوي
30- محمود الصباح
31- أحمد محمد اسماعيل زعتر
32- محمود محمد اسماعيل زعتر
33- أحمد حسين عبد القادر السطري
34- جمال ابراهيم علي أبو هلال
35- جبر محمد عثمان بستنجي
36- عبد العفو أحمد العريدي
37- محمد جمال تيم
38- مطيع علي مصطفى أبو ضيف
39- خالد سليم رفاعي
40- طاهر الديك
41- عبد المجيد زغموت
42- مصطفى ذيب خليل (أبو طعان)
43- منذر شريف القاسم نزال (ركس)
44- محمد صبحي محمود حسين السيد
45- نظمي أحمد حسن البيروتي
46- مسعد جميل مسعد أبو طعمة
47- سعيد حتاملة
48- عبد القادر محمود صافي
49- وفاء عبيدات
50- هاني عبيدات
51- زياد محمد عبد الله مصطفى
52- محمد حوامده
53- مظفر جرار
54- أحمد فؤاد نمر بشير (مفقود منذ عام 1982 في سورية)
55- علي داود سليمان شحاده (مفقود منذ عام 1990 في سورية)
56- يسرى أحمد يوسف الحايك
57- شيخة سالم عبد الخالق الحايك (زوجة أحمد يوسف الحايك)
58- جمال عبد الرحيم أبو الحيات (موجود في زنزانة انفرادية في السواليك – سجن تدمر العسكري)
59- عيسى علقم
60- كايد صالح حسن أبو جيش
61- محمد جابر اسماعيل عبد الغني
62- عبد الكريم أبو عيشه
63- نعيم ابراهيم محمد علي موسى
64- محمود أحمد يوسف الفقيه
65- منذر عبد الكريم نمر تايه
66- خالد اسماعيل جابر
67- خالد العموري
68- محمد عوض كايد حنون
69- حاتم الزريقات.