تنعى اللجنة السورية لحقوق الإنسان مستشارها القانوني المحامي ” محمد أحمد عنجريني” الذي وافته المنية فجأة مساء الاثنين 27/11/2000 في مدينة الزرقاء في الأردن ، عن عمر يناهز السبعين أمضاها في العمل الدؤوب لنصرة حقوق الإنسان في سورية المصابرة .
ولد المحامي محمد عنجريني في مدينة حلب عام 1930، ودرس في المدارس الليلية التي كان يقيمها الإخوان المسلمون للعمال والفلاحين، وكان الفقيد عامل نسيج ، وفي تلك المدارس نال الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية ، ثم انتسب إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق ، وتخرج منها عام 1964 ، ثم انتسب إلى نقابة المحامين بتاريخ 1/3/1964 ، وباشر المحاماة ، ولمع نجمه في المحاكم، وانتخب أمين سر نقابة المحامين بحلب سنة 1978، وكان له دور فعال في إضرابات النقابات العلمية السلمي في عام 1980 ، الأمر الذي دفع السلطة الحاكمة في سورية إلى ملاحقته لاعتقاله، ولكنه تمكن من الخروج من سورية وعاش في المنافي منذ نيسان/إبريل 1980 إلى أن وافته المنية.
شارك المحامي محمد عنجريني في عدة مؤتمرات لاتحاد المحامين العرب في تونس والجزائر ومصر وسواهما، كما شارك في عدة مؤتمرات لحقوق الإنسان في جنيف وباريس وسواهما، وكان لكلماته القوية الصريحة الجريئة دوي في تلك المؤتمرات، وكثيراً ما بكى فيها وأبكى، وهو يروي للمؤتمرين تجربته المريرة مع النظام السوري الذي اعتقل ثلاثة من أبنائه رهائن عنه حتى يسلم نفسه، ولا يزال أبناؤه الثلاثة لا يعلم عن مصيرهم شيئاً منذ أكثر من عشرين عاماً.
للمحامي عنجريني عدد كبير من الدراسات والمقالات عن حقوق الإنسان عامة ، وفي سورية خاصة، وله ثلاثة كتب هي:
1- حقوق الإنسان بين الشريعة والقانون: نصاً ومقارنة وتطبيقاً في 178 صفحة من القطع الكبير.
2- القوانين القمعية في سورية في عشرين عاماً 1979-1999 في 142 صفحة.
3- فارس الخوري: الخطيب والقانوني العبقري في 160 صفحة
شارك الأستاذ عنجريني في اللجنة السورية لحقوق الإنسان بصفة مستشارها القانوني منذ بداية تأسيسها في عام1997، وكان مشاركاً في سابقتها “اللجنة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في سورية” منذ العام 1984 وفي لجان أخرى عديدة، ولقد ساهم بكثير من الدراسات والنشاطات التي قامت بها اللجنة في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والكرامة، ومثلها في كثير من المؤتمرات واللقاءات.
تغمد الله الفقيد بفيض رحمته ورضوانه ، ورزقنا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان من زملائه ومحبيه ومواطنيه ما فيه ذخر للدفاع عن حقوق الإنسان في وطننا الحبيب، سورية المصابرة.