تقدم اتحاد الصحف النمساوية اليوم الأربعاء 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1999 بمناشدة للرئيس السوري حافظ الأسد للإفراج عن الصحافي السوري نزار نيوف المعتقل منذ حوالي سبع سنوات في ظروف لا إنسانية . ومن الجدير بالذكر أن السيد نزار نيوف اعتقل عام 1992 بتهمة عضويته في منظمة محظورة وهي “لجنة الدفاع عن الحريات الديمقراطية في سورية” ولنشره معلومات مغلوطة وهي المعلومات الخاصة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يمارسها نظام الرئيس حافظ الأسد ضد مواطنيه بصورة منهجية ومستمرة، وحكم عليه نتيجة لهذه الاتهامات بالسجن لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة.
واعتبر بيان اتحاد الصحف النمساوية بأن المعاملة التي لقيها نزار نيوف تتعارض جذرياً مع أبسط حقوق الإنسان إذ لقي التعذيب والسجن الانفرادي في زنزانة ضيقة ومنع من المعالجة الطبية لاسيما وأنه يعاني من مرض سرطان الدم. وناشد الاتحاد الرئيس النمساوي ووزير الخارجية كما وجه النداء للسفير السوري في النمسا ليقوموا بمساعيهم للإفراج عن الصحافي المعتقل.
وبهذه المناسبة فإن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تضم صوتها إلى صوت اتحاد الصحف النمساوية وتطالب الرئيس حافظ الأسد بالإفراج عن الصحافي نزار نواف الذي يعاني من المرض الذي يتهدد حياته و عن المعتقلين الذين ينتظرون من الرئيس حافظ الأسد أن يفرج عنهم منذ سنوات طويلة.
إن الحالة المتردية التي يعاني منها المعتقلون السياسيون في سورية لا توصف، وقد سجل بعض الذين قدر لهم الخروج من هذا الجحيم وغادروا البلد بعض شهاداتهم ومذكراتهم في كتب مثل “تدمر: شاهد ومشهور” و”خمس دقائق وحسب” و”حمامات الدم في سجن تدمر” و”سنتان في القاع” وغيرها … ولقد قال كثير ممن قابلتهم اللجنة السورية لحقوق الإنسان ” ليس من سمع كمن عاش فصول المحنة بساعاتها البطيئة وأيامها القاتلة، التي تمنينا فيها الموت للتخلص من جهنم حافظ أسد” . في المعتقلات وعلى الأخص في سجن تدمر الصحراوي البغيض حيث العزلة المطبقة عن العالم خارج أسوار السجن يترك السجناء لهجمات متوالية من الأمراض الفتاكة وحملات متعمدة من الإهمال الصحي والتدمير النفسي والمعنوي ويصب عليهم العذاب من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ويسامون الخسف ويمنعون حتى من ممارسة التفكير… وتدوم المعاناة ويطول ليل العذاب والألم ويغيب الأمل… في هذا الوقت الذي ينسى فيه الرئيس حافظ الأسد شعبه وآلامه وينسى الآلاف من أسر ضحاياه المغيبين في السجون ينشغل بآماله الخاصة فيكرس وقته وكل رعايته لابنه بشار ليكون خليفته المرتقب.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تتوجه بندائها للرئيس حافظ بالإفراج عن المعتقلين في سورية ومراعاة الظروف الصحية والنفسية لمعظمهم وتذكره بحق الفرد في الحياة الحرة الكريمة وبحق التعبير عن الرأي.
وتتوجه إلى الشعب السوري ومنظمات حقوق الإنسان والجهات الحقوقية والشعبية لتطالب الرئيس حافظ الأسد بالإفراج عن المعتقلين في سجون نظامه والحفاظ على الحريات الإنسانية للمواطنين.