قتل حرس الحدود اللبناني اليوم الأحد 17 أيلول /سبتمبر 2023 السيدة السورية (تاجه جابر محمد الطرشان) وأصاب طفلتها البالغة من العمر 10 سنوات بقدمها، عند إطلاق الرصاص الحي عليهما خلال محاولتهما دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير نظامية، وتنحدر الضحية وابنتها من بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي.
وتأتي هذه الجريمة بعد أقل من أسبوع من تصريح قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون ” أن التهريب عبر الحدود بات تهديداً وجودياً، ولم نعُد قادرين على التحمّل، وقد نضطرّ إلى الاشتباك معهم، أو أن نقول للجيش تحركشوا فيهم ليعتدوا عليكم، ليكون لدينا عذر بأن نَقتُل بالقانون ” .
وكان قد قتل في 13/9/2023 شاب سوري وأصيب اثنان آخران بانفجار لغمين في منطقة وادي خالد خلال محاولتهم دخول الأراضي اللبنانية.
كما تعرضت عدة مخيمات للاجئين السوريين خلال الأيام الفائتة في مناطق مختلفة من لبنان لانتهاكات جسيمة من قبل الجيش اللبناني، بعد قيام قوات الجيش بحملة مداهمات واعتقالات وهدم خيام وتشريد قاطنيها، ومصادرة ألواح الطاقة الشمسية وأجهزة الإنترنت ودراجات نارية وسيارات وتخريب الممتلكات، وتم اعتقال عشرات الأشخاص وترحيلهم إلى سورية، كما تعرضت بعض النساء وكبار السن للضرب وإساءة المعاملة، إضافة لتعرض المعتقلين للتعذيب في الأفرع الأمنية.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تدين استخدام الرصاص القاتل ضد اللاجئين السوريين وتحمل السلطات اللبنانية مسؤولية ذلك وتعتبره جريمة الإنسانية طبقاً للمواثيق الأممية،
وتذكر اللجنة السورية لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية بأنها أحد العوامل الرئيسة في موجات اللجوء ونكبة السوريين وذلك عندما أقدمت الميليشيات الطائفية والحزبية اللبنانية الموالية لنظام بشار الأسد والمشاركة في الحكومة اللبنانية والممثلة بالبرلمان اللبناني باقتحام القصير وتلكلخ وقلعة الحصن وحمص وريف حماة وريف دمشق والقلمون وسواها وارتكبت فيها أبشع المجازر وتسببت في تهجير أهلها ولم تكن لهم وجهة إلا الغرب باتجاه لبنان.
وتذكر اللجنة أيضاً السلطات اللبنانية بسجلها المخزي في حقوق الإنسان، حيث استغل اللاجئ السوري أسوأ استغلال من الجهة المشغله له، وقتل عشرات السوريين بدم بارد ولم تتحرك العدالة اللبنانية لإحقاق العدل، وكان للعنصرية دور في إحراق عشرات المخيمات التي يقيم فيها لاجئون سوريون، وهدمت قوات الأمن العديد من مخيماتهم، واعتقلت مئات اللاجئين ورحلت العديد منهم إلى نظام الأسد بدون اعتبار لمواثيق دولية ليعتقلوا ويعذبوا ويلاقوا أسوأ مصير في أسوأ معتقلات العالم.
لقد كان الشعب السوري في منازله ومزارعه ومصانعه وتجارته وأعماله عندما هاجمته الميليشيات الطائفية والحزبية اللبنانية جنباً إلى جنب مع ميليشيات وأمن النظام المستبد الظالم وتسببت في مقتلة كبيرة وتهجير نصف الشعب السوري في كل الاتجاهات .
لقد ساعد المناخ الدولي والإقليمي غير الآبه بحقوق الإنسان السلطات اللبنانية بالاخراط في اجراءاتها القمعية وجرائمها ضد السوريين تماماً كما تغافلت عن تدخل الميليشيات اللبنانية الطائفية والحزبية في قتلهم وتهجيرهم.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان تطالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة لحماية أرواح السوريين في لبنان وعلى الحدود اللبنانية السورية وحماية حقوق اللاجئين السوريين في لبنان حتى تتاح لهم الفرصة المواتية للعودة الكريمة لبلدهم.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
17/9/2023