الأسد وإيران والتغيير الديمغرافي
طرد 150 عائلة من منازلهم.. مالذي تفعله إيران جنوب دمشق؟
أورينت نيوز
طارق سليمان
2023-08-09
طرد عناصر يتبعون للفرقة الرابعة بميليشيا أسد عشرات المدنيين من منازلهم في حي القدم الواقع جنوب العاصمة دمشق، بحجة بدء العمل بالمخطط التنظيمي التي صدّقت عليه حكومة أسد بالعام 2018 والقاضي بأحداث منطقة تنظيمية جديدة باسم “باسيليا سيتي”.
وقال محمد شماع الناشط الحقوقي من جنوب دمشق لموقع أورينت نت، إن المنطقة التي يشملها المخطط التنظيمي الذي أصدرته حكومة أسد، المحدد برقم (102) وبالمرسوم (66) تمتد من جنوب كفرسوسة إلى أحياء جنوب دمشق وهي داريا والقدم والعسالي.
طرد الأهالي من منازلهم
وأضاف “محمد” أن عناصر يتبعون لميليشيا أسد من الفرقة الرابعة طردوا مؤخراً أكثر من 150 عائلة من منازلهم في حي القدم، خاصة المنازل الواقعة حول “معامل الدفاع” وثكنة “الدفاع الوطني”، أي المنطقة المحاذية لمحطة قطار القدم.
وذكر أن المجلس المحلي هناك قام بإخطار الأهالي أن هذا الإجراء هو بسبب البدء بتنفيذ المخطط التنظيمي الجديد الخاص بالمنطقة، ولكن الحقيقة أن هناك عمليات بيع ونقل ملكية للعقارات لصالح الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الذين باتوا يتمددون جنوب دمشق حوالي منطقة السيدة زينب.
مخطط إيراني للتوسع بالمنطقة
بدوره، قال الناشط الصحفي مرزوق صوان، إن روسيا كانت اعترضت سابقاً على إقامة مشروع “باسيليا سيتي” والذي يشرف على إنشائه مستثمرون إيرانيون تحت مسميات عدة، ويهدف إلى توطين عائلات الميليشيات الشيعية “الإيرانية والعراقية واللبنانية”.
وذكر أن روسيا لم تعد تهتم أو تواكب التحركات الإيرانية جنوب العاصمة دمشق وكأنها أعطت الضوء الأخضر لميليشيا إيران لتنفيذ أجندتها هناك، وهذا ما جعل السماسرة المرتبطين بهم يشترون منازل بأبخس الأثمان من أصحابها ويهددون من يرفض البيع بالمصادرة تحت عشرات الحجج كما حدث مع أهالي حي القدم.
وكان الناشط “فادي شباط” من أهالي جنوب دمشق قال لموقع أورينت نت، إن لواء أبو الفضل العباس أحد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني يسيطر على كافة القرارات في مناطق جنوب دمشق “الحجر الاسود، مخيم اليرموك، العسالي، القدم، التضامن، يلدا، ببيلا، بيت سحم، عقربا، سبينة، حجّيرة، ذيابية، بحدلية، غزال، بويضة، حسينية”.
وأضاف أن نسبة الدمار في بعض أحياء جنوب دمشق تجاوزت 80%، وذكر أن نسبة العائدين قليلة في تلك الأحياء ويتعرضون لكل أنواع المضايقات، مشيراً إلى أن الفرقة الرابعة أغرقت المنطقة بالحبوب المخدرة التي تحصل عليها من ورشات لتصنيع حبوب الكبتاغون في منطقة السيدة زينب يشرف عليها لواء أبو الفضل العباس وعناصر بأسماء حركية من ميليشيا حزب الله اللبناني.
بيع عقارات بالقوة
من جهتها، ذكرت مصادر محلية من حي القدم أن ظاهرة بيع العقارات في بلدات جنوب دمشق “يلدا وببيلا وعقربا وبيت سحم والتضامن والحجر الأسود والقدم” ازدادت بشكل ملحوظ مع بداية العام الجاري 2023، وذلك نتيجة مخاوف كبيرة من الأهالي من خروج قسم كبير من عقاراتهم بالمخططات التنظيمية التي تعدّ لها حكومة أسد.
وأضافت أن عملية شراء العقارات تتم عبر سماسرة محليين مرتبطين بالميليشيات الإيرانية، ويجري الحديث عن تحويل قسم كبير من هذه العقارات إلى فنادق وأوتيلات للزوار الشيعة الذين يقدمون لزيارة منطقة السيدة زينب المحاذية لبلدات جنوب دمشق، والبيع يكون بربع قيمة العقار الحقيقي.
يذكر أن حي القدم جنوب العاصمة دمشق كان تحت سيطرة عدة فصائل من الجيش الحر من عام 2012 و لحتى عام 2016، وبعدها دخل تنظيم داعش وطرد الفصائل وسيطر على الحي، ثم قام بعقد صفقة مع ميليشيا أسد وروسيا، للخروج إلى شرق البادية السورية في منطقة مطار الثعلة بمحافظة السويداء.