توفي منذ أيام طفل مصاب بالسرطان شمال غرب سورية، لينضم لعشرات المرضى المصابين بالسرطان الذين توفوا خلال الأشهر الماضية لعدم تمكنهم من الحصول على العلاج المناسب في مشافي الشمال السوري، وعدم قدرتهم على دخول الأراضي التركية لتلقي العلاج في مشافيها.
فبعد زلزال 6 شباط / فبراير 2023 الذ ي ضرب تركيا و الشمال السوري توقفت السلطات التركية عن منح الإذن للمرضى السوريين المصابين بالسرطان من الشمال السوري بالدخول لتركيا لتلقي العلاج في المشافي التركية.
وفي 3 حزيران / يونيو 2023 سمحت السلطات التركية للمرضى الذين دخلوا قبل الزلزال لتلقي العلاج ، في حين ما زالت تمنع دخول حالات إصابة جديدة.
ويوجد شمال غرب سورية 3000 مريض سرطان – حسب الجهات الطبية في المنطقة – 65 % منهم أطفال ونساء، نصف هؤلاء المرضى تقريباً يتوفر علاجهم في المشفى الوحيد الذي يقدم خدماته مجانا، و يعمل بإمكاناته المتواضعة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية ، ويفتقر لمعظم الجرعات مرتفعة الثمن.
وينتظر حاليا 608 مريض سرطان الإذن بالدخول إلى الأراضي التركية، كحالات جديدة غير معالجة سابقاً بتركيا، منهم 91 طفلاً، و235 ذكر، و282 أنثى.
وتعاني المنظومة الصحية في مناطق شمال غرب سورية أوضاعا كارثية بعد التدمير الممنهج وشبه التام الذي قامت به قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها إضافة للقوات الروسية والإيرانية، ثم ليأتي الزلزال بعدها على ما تبقى من تلك المنظومة ليجد آلاف المرضى أنفسهم وحيدين أمام فقر مدقع وحرمان من الأمن الطبي والغذائي، لتأتي ثالثة الأثافي بعدم تجديد مجلس الأمن الدولي آلية إدخال المساعدات الطبية والإغاثية لشمال غرب سورية نتيجة للفيتو الروسي.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان تحمل المجتمع الدولي المسؤولية القانونية و الأخلاقية عن حياة أولئك المرضى الذين تركوا وحدهم يلاقوا مصيرهم، وتطالب السلطات التركية بالسماح الفوري بدخول المرضى لمشافيها لتلقي العلاج، كما تطالب منظمة الصحة العالمية و اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين و غيرها من المنظمات الإنسانية ذات الصلة بتأمين الأدوية و العلاجات اللازمة لمرضى السرطان شمال غرب سورية، وبناء مركز أورام متكامل يحوي كافة المعدات الطبية اللازمة و خاصة جهاز المعالجة الشعاعية الضروري لعلاج الكثير من الحالات.