يصادف اليوم 12 تموز / يوليو 2023 الذكرى السنوية الحادية عشرة لمجزرة التريمسة في ريف حماة التي ارتكبتها قوات الأسد وميليشيات الشبيحة الطائفية المرافقة لها عام 2012 ، والتي راح ضحيتها أكثر من 220 ضحية أحرقت جثث العشرات منهم، وتم دفنهم دون التعرف عليهم.
وتعتبر مجرزة التريمسة في ريف حماة من أكثر المجازر الطائفية وحشية بعد عام ونصف من بداية الانتفاضة السورية عام 2011.
فقد تم تطويق التريمسة فجر يوم الخميس الموافق 12/ 7/ 2012 حوالي الساعة الرابعة فجرا من جميع الجهات بقوات عسكرية جلبها النظام من مدينة محردة المجاورة ومن مطار حماة العسكري، إضافة للعشرات من أبناء القرى المجاورة لقرية التريمسة من أبناء الطائفة العلوية. فحوصرت التريمسة من الجهة الشمالية عند طريق قرية جلمة، ومن الجهة الشرقية عند طريق قرية الجديدة وطريق قرية كفرهود، ومن الجهة الجنوبية الشرقية عند طريق قرية خنيزير، ومن الجهة الغربية عند طريق قرية الصفصافية مانعة الأهالي من مغادرتها أو النزوح للقرى المجاورة.
استمر القصف بشتى أنواع الأسلحة حسب شهود عيان من أبناء المنطقة لمدة سبع ساعات شاركت فيه مروحيات عسكرية، ثم بدأت بتعقب سكان القرية بدعم من الشبيحة من القرى الطائفية المجاورة.
هوجم السكان في منازلهم وتعبقتهم أينما وجدوا، وكان يطلق النار على الذين كانوا يحاولون الفرار عبر الحقول القريبة. كُبلت أيدي بعض السكان ثم أُعدموا بسرعة. وأخذت قوات النظام والشبيحة الطائفية جثث بعض السكان بينما أحرقت جثثاً أخرى. اعتلت قوات النظام أسطح المنازل والأماكن المرتفعة وشرعت بإطلاق النار بصورة عشوائية على الجميع بدون استثناء.
وروى الأهالي كيف قام أفراد قوات النظام بالقبض على العديد من شباب القرية وطعنهم في صدروهم وحناجرهم.
ترافقت الحملة مع انقطاع في الماء والكهرباء، كما استمرت الاشتباكات حتى انسحاب قوات النظام من البلدة في المساء (حوالي الساعة الثامنة)، ليجمع الأهالي جثث قتلاهم في مسجد البلدة الكبير الذي طال القصف مئذنته أيضًا.
وذكرت مصادر الأمم المتحدة إن مراقبيها في سوريا شاهدوا مروحيات ودبابات تقصف التريمسة يوم 12 تموز/ يوليو، وإن القوات الجوية التابعة للنظام لعبت دورا رائدا في الهجوم. ويبدو أن عمليات القتل كانت لها نظائر في المذبحة التي حدثت في الحولة نهاية مايو/أيار. والتريمسة – مثل الحولة – تقع بالقرب من سلسلة من القرى الطائفية التي ظلت إلى حد كبير موالية لنظام الأسد
وذكر شاهدا عيان في التريمسة أن بعض مهاجميهم أتوا من اتجاه قرى الصفصافية وتل السكين والفلحة. وقال: “العلاقات بيننا وبين القرى العلوية كانت دائما مسالمة، لكن بعض الشبيحة قدموا من هناك”.
وقالت إحدى الناجيات “لم تكن لدينا مشاكل معهم لفترة طويلة، لكننا الآن نخشاهم ولا نريد أن نقترب من قراهم”.
وتحدث أهل القرية بغضب شديد عن الطبيب مصطفى الناجي الذي كان “كل ذنبه أنه يعالج أبناء القرية بالمجان”، وأكدوا أن قوات نظام بشار الأسد ذبحوه في عيادته قبل أن يحرقوا أطفاله وأطفالا آخرين بالقرية.
وأظهرت الصور أشلاء بشرية كثيرة متراكمة فوق بعضها لشباب وفتية وأطفال، وملابس مضرجة بالدماء.
وصرخ أحد الشباب “حتى بيت الله لم يسلم من قصفهم”، وأظهرت صور مئذنة مسجد القرية وقد طالها الكثير من التدمير، وقال آخر بصوت غاضب “أكثر من 220 جثة وضعنا بهذا المسجد”.
كما أظهرت مقاطع الفيديو من بقي حيا من أطفال القرية وهم يتظاهرون بالشوارع حاملين بأيديهم بقايا الصواريخ والقذائف التي ألقيت على قريتهم، وآخرون يحملون بقايا من ملابس الضحايا، وذلك على مرأى المراقبين الدوليين الذين لم يسمح لهم بدخول القرية إلا بعد 13 ساعة من وقوع المجزرة.
وأكد رئيس بعثة المراقبين بسوريا الجنرال روبرت مود أن فريقه في حماة تمكن من معاينة استمرار الاشتباكات في محيط التريمسة التي استخدمت فيها المدفعية والمروحيات، ووقعت فيها مجزرة راح ضحيتها 220 شخصا حسب لجان التنسيق المحلية.
وأعلن مود في مؤتمر صحفي في دمشق أن بعثة المراقبين الدوليين “مستعدة للتوجه إلى التريمسة والتحقق من الوقائع عندما يحصل وقف جدي لإطلاق النار”.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان عن “صدمته وروعه” للتقارير حول المجزرة.
واعتبر في بيان صدر الجمعة في جنيف أن ذلك يشكل “انتهاكا لالتزام الحكومة وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في أماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام” التي وضعها أنان والتي تنص على وقف كل أشكال العنف وسحب الدبابات من الشوارع.
وقال الناشط الإعلامي في محافظة حماة أبو غازي لوكالة فرانس برس إن “التريمسة الجمعة خالية تماما. الجميع مات أو هرب”، مضيفا لأن قوات النظام قصفت مسجدا كان لجأ إليه العديد من السكان.
وقد صعب التحقق من أعداد القتلى دفن العشرات من الجثث لم يتعرف عليها الأهالي بسبب احتراقها، إلى جانب سحب قوات النظام بعض الجثث وعدم تسليمها، ووجود عدد من المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم منذ ذلك الوقت.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تستذكر هذه المجزرة الوحشية البشعة التي نفذتها قوات نظام بشار الأسد وشبيحته في قرية التريمسة – ومضى عليها أحد عشر عاما – والتي جاءت عبر سلسلة من المجازر التي نفذها نظام بشار الأسد لكسر إرادة الشعب السوري وسط صمت أممي مخزٍ. تؤكّد أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي مما لا يسقط بالتقادم ولا بالتوافقات السياسية أيّاً كان شكلها أو الظروف التي أدّت لإنتاجها ، وتؤكّد على أن الحل السياسي الوحيد القابل للحياة في سورية هو الحل الذي يتضمّن محاسبة الجناة والاعتراف بحقوق الضحايا، وأن سياسة الإفلات من العقاب التي اتبعها المجتمع الدولي في التعامل مع جرائم الأسد الأب والابن لا تساهم إلا في تشجيع الجناة على ارتكاب المزيد من الجرائم وتزيد من صعوبة تحقيق العدالة الانتقالية في المجتمع، كما تطالب بإيجاد حل عادل للمأساة السورية المستمرة منذ اثني عشر عاما، ووضع حد لجميع الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري.
روابط لمقاطع فيديو تظهر بعض ضحايا مجزرة التريمسة و مراسم الدفن
من ضحايا مجزرة التريمسة الطبيب مسعف فيصل الناجي 13 7 2012
http://www.youtube.com/watch?v=Pq3ZWUBXGjY
من ضحايا مجزرة التريمسة 13 7 2012
http://www.youtube.com/watch?v=_w_k–lM2ao
من ضحايا مجزرة التريمسة 12 7 2012 ج1
http://www.youtube.com/watch?v=vHXDI2l62fA
دفن ضحايا مجزرة التريمسة 13 7 2012 ج3
http://www.youtube.com/watch?v=bkrBQc-FAVA
دفن ضحايا مجزرة التريمسة 13 7 2012 ج2
http://www.youtube.com/watch?v=7wXm4jsKJHU