أصدرت منظمة أطباء بلا حدود في 17 آيار/مايو 2023 تقريرا تحت عنوان “السوريون في لبنان يعانون للوصول إلى الرعاية الصحية وسط مخاوف من الترحيل” أظهر انخفاض أعداد المراجعين والمرضى السوريين في المراكز الصحة والمستشفيات، وذلك خوفاً من الترحيل القسري والقيود المفروضة على حرية تنقلهم، مع تصاعد خطاب التمييز ضد اللاجئين، وخاصة في منطقة عرسال شمال لبنان بالقرب من الحدود السورية.
وجاء في التقرير” بأن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون عوائق متزايدة تصعّب حصولهم على الخدمات الطبية الضرورية بسبب ما يتردد عن الترحيل القسري وقيود تُفرَض على حرية تنقلهم. وبحسب إفادات المرضى لفرق أطباء بلا حدود وشركائها، فالوضع يزداد سوءًا مع اشتداد حدة خطاب التمييز ضد اللاجئين، مما يثير مخاوف حول سلامتهم ويخلق بيئة من الخوف، وبسبب جو التهديد صار اللاجئون يخشون مغادرة منازلهم الآمنة حتى لطلب الرعاية الطبية الأساسية ”
حيث لاحظت فرق “أطباء بلا حدود” خلال الأسبوعين الماضيين عدم حضور بعض المرضى إلى عيادتها، ويرجع ذلك إلى خوفهم من الترحيل في أثناء مرورهم بنقاط التفتيش للوصول إلى المرافق الصحية. ويتأثر عمل الفرق الطبية في إحالة المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى المستشفيات بسبب جو التهديد. ويوضح رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، د. مارسيلو فرنانديز، أن بعض المرضى يرفضون الإحالة إلى المستشفى بسبب خوفهم من الترحيل، خاصة إذا كانوا غير مسجلين.
وقابلت المنظمة العديد من المرضى واستمعت لمعاناتهم، حيث يقول فرحات- وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 75 عامًا ويتلقى علاج السكري في عيادة أطباء بلا حدود في عرسال منذ تسع سنوات- “يعيش الجميع في قلق ويلازمون منازلهم كأن الخوف يشلهم. لا يجرؤ أحد على مغادرة المنزل، حتى للحصول على اللوازم الأساسية، وأخاف أن يأخذوني، ويذلوني، ثم يطردوني من البلاد”، وهذه المخاوف تراود الكثيرين كذلك”.
كما أدى التطبيق الصارم للسياسات والقيود القانونية التي تعنى باللاجئين في لبنان إلى مصادرة سيارات الكثير من السوريين ودراجاتهم النارية، علمًا أنها غالبًا ما تكون وسيلتهم الوحيدة للتنقل بأسعار معقولة، بعدما تسببت الأزمة الاقتصادية بارتفاع كبير في تكلفة سيارات الأجرة والنقل العام حسبما جاء في التقرير، مما صعّب حصولهم على الرعاية الطبية الأساسية.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان تطالب السلطات اللبنانية بوقف كافة انتهاكاتها تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، وفي مقدمتها الإعادة القسرية التي تنفذها بحقهم ، حيث تم توثيق ترحيل أكثر من 750 لاجئاً سورياً من لبنان منذ مطلع نيسان 2023 حتى الآن، بينهم 72 امرأة و94 طفل، قام نظام الأسد باعتقال 14 شخصاً منهم من بينهم طفل ،و تؤكد اللجنة بأن الإعادة القسرية بحق اللاجئين السوريين تشكل انتهاكاً للقانون الدولي العرفي و القانون الدولي لحقوق الإنسان ، و أن السلطات اللبنانية تتحمل المسؤولية القانونية لما يتعرض له المعادون قسرياً من تعذيب وقتل وإخفاء قسري وغير ذلك من الانتهاكات على يد نظام الأسد.