قتلت قوات سورية الديمقراطية “قسد” يوم الثلاثاء 16 آيار/مايو 2023 تحت التعذيب المعتقل مهيدي حسين الخلف -50 عاما – في سجونها بعد اعتقال دام تسعة أشهر في الرقة شمال شرق سورية.
وينحدر الضحية مهيدي حسين الخلف من بلدة عين العروس في ريف تل أبيض بريف محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، وتم اعتقاله أثناء ذهابه لزيارة طبيب قلبية في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد منذ تسعة أشهر -كونه يعاني من مرض في القلب – وأثناء مروره على أحد حواجز قسد تم اعتقاله بتهمة التعامل مع الجيش الوطني السوري ،وخلال فترة احتجازه تنقل الخلف بين سجن الاستخبارات في الرقة وبين سجن الرقة المركزي ،وبعد دفع رشاوى مالية لقيادات في قسد تمكنت زوجته من إجراء زيارة له قبل نحو عشرة أيام من وفاته ، والتي أكدت أن زوجها لم يتعرف عليها لفقدانه الذاكرة جراء التعذيب الذي تعرض له، وأن آثار الضرب كانت تبدو واضحة على جسده ،وبتاريخ 16/5/2023 تم تسليم جثمانه لذويه وعليها آثار التعذيب.
يذكر أن قسد مستمرة في انتهاك حقوق المدنيين في مناطق سيطرتها، وتمارس على نحو كبير القتل والتعذيب والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري بحقهم، إذ لا يزال قرابة 4513 محتجز سوري قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري قتل منهم أكثر من 90 محتجزا، ويبدو أن حالات التعذيب داخل سجونها ليست ممارسات معزولة أو سلوكاً فردياً، ولكنها سياسة ممنهجة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمحتجزين، وترهيب الناشطين والمعارضين السياسيين.
إن القتل والتعذيب والاحتجاز والاعتقال التعسفي الذي تمارسه ميليشيا قسد يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984، ويشكل جريمة ضد الإنسانية حسب ميثاق محكمة الجنايات الدولية.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان ندين عمليات القتل و التعذيب و الاعتقال والاحتجاز التعسفي و الإخفاء القسري الذي تمارسه ميليشيا قسد، ونطالبها بالتوقف الفوري عن ارتكاب هذه الانتهاكات و معاقبة مرتكبيها ، ونطالبها بإطلاق سراح جميع المعتقلين لديها فوراً، كما نطالب الدول التي تدعمها بإيقاف هذا الدعم الذي تستخدمه قسد بارتكاب المزيد من الانتهاكات و الجرائم بحق المدنيين السوريين ،و نطالب المجتمع الدولي بالعمل الجدي و الحثيث لإيجاد حل شامل للقضية السورية وتطبيق القرارات الدولية ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري .