أصدرت المحكمة الإقليمية في برلين اليوم الخميس 23 شباط/فبراير 2023 حكمها على المتهم موفق داوه بالسجن المشدد مدى الحياة لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية.
وقد ألقي القبض على المتهم في برلين في 4 آب 2021، ووجهت إليه تهمًا في المحكمة الإقليمية بالعاصمة الألمانية بارتكاب جرائم حرب، وسبع تهم بالقتل، وثلاث بمحاولة قتل، وثلاث بإيذاء جسدي.
وقد ابتدأت محكمة برلين الإقليمية جلسات المحاكمة المفتوحة بتاريخ 25 آب 2022 وعبر ثلاثين جلسة علنية استمعت المحكمة لشهادات الضحايا المدعين والشهود وشهود الدفاع والخبراء واختتمت بمرافعات المدعي العام ومحامي الضحايا ومحامي الدفاع.
وكان المتهم عضوا في ميليشيا” الجبهة الشعبية – القيادة العامة” وبعدها في ميليشيات” فلسطين حرة” بقيادة المدعو ياسر قشلق التابعة للنظام السوري.
وقد شارك بقمع المظاهرات في مخيم اليرموك وقام بضرب واعتقال المتظاهرين، وبعدها شارك بالسيطرة على المخيم وإخضاع المدنيين، كما شارك بحصار المخيم ومنع الدواء والغذاء عن سكانه.
وكان المتهم مسؤولا عن نقطة تفتيش في مدخل مخيم اليرموك، دوار “البطيخة” وبتاريخ 23 آذار2014 قام بإطلاق قذيفة سلاح مضاد للدبابات على تجمع للمدنيين كانوا يحاولون استلام الدعم الغذائي من أحد منافذ منظمة الأونروا، مما أدى لمقتل سبعة مدنيين على الأقل وجرح العشرات.
ومبدأ “الولاية القضائية العالمية” الذي حوكم المتهم على أساسه – منصوص عليه في القانون الألماني- هو مبدأ يسمح للدولة التي تأخذ به بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن جنسياتهم أو مكان ارتكاب الجرائم المزعومة، وتقديمهم إلى محاكمها أو تسليمهم إلى دولة أخرى طرف في الاتفاقيات لمحاكمتهم.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الأنسان نرحب بهذا القرار الذي يريح أسر ضحايا تلك المجزرة، و نثمّن عاليًا الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات التي ساهمت في مثول هذا المجرم أمام القضاء وصدور هذا القرار بحقه، ونطالب جميع الدول التي تأخذ بمبدأ الولاية القضائية العالمية بمتابعة هذه الجرائم وملاحقة المجرمين ضد الإنسانية ومجرمي الحرب ،وسوقهم للقضاء حتى ينالوا جزاءهم الذي يستحقونه ريثما يتحرر الشعب السوري و ينشأ قضاءه العادل ويكون قادرا على محاكمة جميع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحقه ،و معاقبتهم إحقاقا للحق و إنصافا للضحايا .