بعد تسعة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في السادس من شباط 2023، والذي تجاوزت فيه حصيلة القتلى 41 ألفا إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور تسعة أيام على الكارثة.
وقد بلغ عدد الوفيات شمال غربي سورية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية 2274 حالة وفاة، وعدد المصابين 12400 مصابا- في حصيلة قابلة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض- حسب آخر حصيلة نشرها الدفاع المدني السوري.
أما المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد فقد أعلن وزير الصحة في نظام الأسد حسن الغباش أن الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال بلغت 1414 وفاة و2357 إصابة.
وقد أعلن الدفاع المدني السوري الحداد الرسمي في جميع أنحاء سورية على أرواح ضحايا الزلزال في سورية وتركيا، وذكر أنه سينكّس الأعلام في جميع مراكزه لسبعة أيام، بدءًا من إعلان الحداد الاثنين 13 من شباط ،كما أعلن 6 من شباط من كل عام يوم حداد وطني لتخليد ذكرى الضحايا.
وقد أصدر ” فريق منسقو استجابة سورية” اليوم 15/2/2023 تقريرا يبين تداعيات الزلزال على شمال غرب سورية ،فقد بلغ عدد النازحين من المناطق المتضررة من الزلزال حسب التقرير 153,893 نسمة (30,796 عائلة) مع استمرار أعمال الإحصاء. وبلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كلي 1123 منزل، مع وجود 3484 منزل آخر قابل للسقوط، وعدد المنازل الغير صالحة للسكن نتيجة الأضرار المختلفة 13733 منزل، في حين ظهرت التصدعات على 9,637 منزل آخر.
أما عدد الأفراد المتضررين حتى الآن من الزلزال فقد بلغ 853,849 شخص تركز معظمهم في المناطق المنكوبة (حارم، جنديرس ، سلقين ، أرمناز ،عزمارين ، الأتارب).
أما عن عدد القوافل الأممية الواردة فهي 92 شاحنة (6 باب الهوى، 1 باب السلامة، 0 الراعي)، وعدد الشاحنات الإغاثية من المنظمات والتبرعات الدولية 67 شاحنة، وعدد الشاحنات نتيجة التبرعات المحلية 158 شاحنة.
بينما وصل لنظام الأسد أكثر من 107 طائرة، بينها 30 طائرة شحن إماراتية تضم في مجموعها الكلي أكثر من 450 طن من المساعدات.
وعلى الرغم من حجم الكارثة المخيف إلا أن الأمم المتحدة كان تجاوبها باردا ومتجاهلا للكارثة، وبعيد كل البعد عن تحملها لمسؤوليتها، وقد اعترف بذلك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في تغريدة عبر حسابه في تويتر يوم الأحد الفائت حيث قال “لقد خذلنا سكان شمال غربي سورية، وهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم”.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ نعزي ذوي الضحايا في سورية و تركيا ، فإننا ندين ونستنكر بشدة موقف المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة في تجاهله وتعامله السيء مع كارثة الزلزال التي أصابت الشمال السوري ، ونحملهم مسؤولية ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة موقفهم المتخاذل ، ونطالبهم بالتوقف عن تسييس الكارثة ومحاولات إعادة تعويم نظام الأسد و بث الروح فيه من خلال مسألة المساعدات الإنسانية، ونطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق حول تأخر استجابتها للكارثة ، ونطالبها مع المنظمات الإنسانية الأخرى بالتدخل العاجل والحقيقي لتأمين كافة الاحتياجات في جميع القطاعات الصحية والخدمية والغذائية ،ومحاولة تخفيف حجم الكارثة قدر الإمكان عن مئات الآلاف من المتضررين بالزلزال ،وإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال سورية من جميع المعابر الحدودية .