اللجنة السورية لحقوق الإنسان

  • الرئيسية
  • أخبار
  • ملتيميديا
    • الصور
    • الفيديو
  • المكتبة
    • كتب
    • وثائق
    • مقالات ودراسات
  • إصدار اللجنة
    • تقارير يومية
    • التقرير السنوي
    • تقارير خاصة
    • أخبار وبيانات
  • عن اللجنة
    • من نحن
    • اتصل بنا
  • بيانات أخرى
    • بيانات سورية
    • تقارير وبيانات دولية
  • ملفات خاصة
    • الاعتقال السياسي
    • مجزرة حماه 1982
    • مجزرة سجن تدمر 1980
    • معتقلو الرأي
    • محكمة أمن الدولة
    • القانون 49 لعام 1980
  • قوائم المفقودين
  • English
You are here: Home / إصدار اللجنة / الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة الحصوية التي ارتكبتها قوات الأسد و الميليشيات التابعة لها في ريف حمص عام 2013

الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة الحصوية التي ارتكبتها قوات الأسد و الميليشيات التابعة لها في ريف حمص عام 2013

15-كانون ثاني-2023

 

مقدمة:

يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة الحصوية التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات التابعة لها بتاريخ 15كانون الثاني/يناير 2013 حيث تمت محاصرة قرية الحصوية منذ السابعة صباحاً، بحيث تمت إحاطتها من كل الجهات بشكل كامل، وذلك من قبل قوة مشتركة من جيش النظام السوري و عناصر من المخابرات الجوية والأمن العسكري، بمشاركة عناصر الشبيحة الطائفيين ،لتقوم بعدها هذه القوات باقتحام القرية ، وارتكاب عمليات قتــل رميا بالرصاص وذبحا ً بالحراب والسواطير، وعمليات نهب وسرقة للممتلكات والمصاغ والسيارات، كما نفَّذت عمليات اعتقال لمعظم الذكور في القرية حيث أفرج  عن البعض لاحقا فيما لا يزال العشرات في عداد المختفين قسريا .وقد تمكنا من توثيق مقتل 108 ضحية مدنية بينهم 25 طفلا و17 امرأة، فيما تؤكد بعض روايات الشهود بأن العدد يفوق 200 ضحية، وخاصة بأن عائلات بأكملها كانت ضحية المجزرة، وأن كثير من الضحايا اختفت معالم جثثها بسبب الحرق والتشويه.

موقع قرية الحصوية وسكانها

تقع قرية الحصوية الصغيرة غرب نهر العاصي بالقرب من حي القصور في مدينة حمص و على تخومه الغربية إلى الشمال قليلاً، وتبعد عن مركز المدينة ما يقارب خمسة كيلومتًرات باتجاه الشمال من المدينة، وهي منطقة زراعية يعمل أهلها بالزراعة و تربية الأبقار و الأغنام و الدواجن، إضافة إلى وجود عدد من معامل البلوك و البلاط و الحرف الصغيرة، و يبلغ تعداد سكان القرية الفاً وخمسمائة نسمة، وإضافة إلى سكانها الأصليين كانت القرية تضم قبل المجزرة العديد من العائلات الني نزحت مؤخراً من أحياء حمص المجاورة هرباً من القصف كحي ديربعلبة و الخالدية وغيرها ، و سكان الحصوية عبارة عن خليط طائفي متنوع من السنة و العلوية و المسيحية، ففيها عائلة علوية معروفة من آل “هدول”، و عائلة مسيحية كبيرة من آل “سكروج” التي يقطن قسم منها في قرية الدوير المجاورة للحصوية، مع أقارب و أنسباء لهاتين العائلتين، إضافة إلى بعض العائلات الشيعية التي سكنت القرية و خاصة من آل “الحلبي” و التي كان رجالها يفتحون مكاتب للحج و التشيع خلال سنوات سابقة، ولعل هذه المعلومة تبين الفعل الطائفي الذي تعرضت له لاحقاً، حيث أن جميع العائلات التي أُعدمت ميدانياً وحرقت جثثها كانت من المسلمين السنة فقط ، إضافة إلى النازحين الذين جرى استهدافهم بشكل مقصود كما سيتبين فيما يلي .

خلق الموقع الجغرافي لقرية الحصوية واقع عسكري صعب جدا، إذ يحيط بها حواجز من قبل الجيش النظامي من كافة الجهات، فمن جهة الغرب توجد “الكلية الحربية” في حي الوعر، ومن الجنوب “حاجز ديك الجن” و”معمل الصباغ”، أما من جهة الشرق فيحيط بها “المنطقة الصناعية” و”معمل الغزل و النسيج”، و من الشمال باتجاه الشرق حاج ملوك الأشبه بثكنة عسكرية و الحواجز العسكرية التي تجاور قرية الدار الكبيرة شمالا، و كان دخول الناس و خروجهم إلى القرية منذ بداية الثورة تقريباً يتم على الهوية الشخصية، و تحدّث النازحون عن تفجير أنابيب المياه التي تمتد إلى الريف الشمالي لحمص و مدينة حماه بهدف قطع الماء عن مناطق الثورة .

ما قبل المجزرة

لم تخرج في قرية الحصوية أية مظاهرة مطلقا قبل المجزرة، بسبب ظروفها الأمنية وطبيعة الخليط الطائفي لسكانها و قلة عددهم، كما أنه لا وجود لأي من عناصر الجيش الحر فيها ولا أي مظهر مسلح، و لم تشهد القرية أحداثاً أمنية تٌذكر، بينما كان أهلها يواصلون حياتهم المعتادة في العمل الزراعي و تربية الحيوانات و الأعمال الحرفية المعروفة، و قد استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين من أحياء مدينة حمص و غالبيتهم من النساء و الأطفال من حي دير بعلبة و الخالدية و غيرها ، وهؤلاء ممن سيتعرضون للقتل لاحقاً، و لم يذكر سكان القرية الذين نزحوا عنها بعد المجزرة أية احتكاكات مع رجال الأمن و الجيش، و لا أية تشنجات طائفية بين السكان، و لكن يُجدر ذكر حادثين حدثا فيها لهما دلالات كبيرة و قد أشاعت جواً من التوتر في القرية في حينها ، فقبل عام تقريباً من المجزرة وبتاريخ 18-1-2012 ، قامت قوات الأمن بخطف الشاب “نبيه سكروج” من منطقة الدوير، وله أقارب كثر في الحصوية، وفي اليوم التالي تمّ إبلاغ أهله كي يستلموا جثته من المشفى الوطني بمدينة حمص، مما أثار كثير من الغضب لدى المسيحيين من سكان القرية، و حفيظة باقي سكانها و تحسبهم لما هو قادم بالأسوأ ، أما الحدث الآخر الذي تحدث عنه سكان القرية فهو اختفاء عدد من أبناء العائلات الشيعية التي سكنت الحصوية و الدوير قبل الثورة بسنوات قبل حدوث المجزرة بأيام، ومنهم من غادر القرية ببداية الثورة بشكل نهائي، و إغلاقهم للمكاتب التي كان يعملون من خلالها على نشر التشيع و ترتيب أمور الحج، و أشار عدد من الناجين إلى أفراد من “عائلة الحلبي” ، وقد ظهر أفراد من هذه العائلات خلال المجزرة برفقة من اقتحم القرية يرشدون الأمن و الشبيحة إلى البيوت وهوية سكانها، إضافة إلى مشاركة بعضهم في القتل والنهب و التنكيل بالأهالي .

كما أن صفحات التواصل الاجتماعي في مدينة حمص والموالية للنظام بدأت كعادتها قبل كل مجزرة في منطقة ما، التمهيد لها بالحديث عن قيام الجيش والأمن بإحباط محاولات تسلل للإرهابيين إلى القرية، وقتل عدد من المسلحن الإرهابيين الذين يروعون الأهالي، كما تحدّث الناشطون عن حشود عسكرية في المنطقة قبل المجزرة بيوم، بشكل خاص عند تحويلة طريق مصياف غرباً، وتحويلة حمص نحو الريف الشمالي والحواجز المحيطة بقرية الدار الكبيرة.

تفصيلات المجزرة …

يتضارب موعد بدء المجزرة وتحديد هجوم الأمن والشبيحة على قرية الحصوية بين الأهالي، إذ تحدث البعض وخاصة النساء عن البدء صباح الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 2013م، وتقريباً السابعة صباحاً حيث ما زال غالبية السكان نيام أو في حالة تحضير أنفسهم للمغادرة إلى أعمالهم، في حين تحدث آخرون عن البدء ذلك اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، و لعل تفسير هذا التضارب يكمن في تحديد موقع سكن الشهود المتحدثين في القرية التي تمتد جغرافياً على أكثر من اتجاه كما ذُكر سابقاً، و سيتم هنا ذكر ما رواه الشهود عما حدث في الموعدين .

كما أشارت تقارير الناشطين وأخرى إعلامية في حينه إلى أنّه تمت محاصرة القرية منذ السابعة صباحاً، بحيث تمت إحاطتها من كل الجهات بشكل كامل، وذلك من قبل قوة مشتركة من الجيش – تبين لاحقاً أنها من القوات الخاصة – والمخابرات الجوية والأمن العسكري، مع عناصر الشبيحة الطائفيين الذين استدل السكان على بعض منهم من الطائفة الشيعية من السوريين واللبنانيين، الذين كانوا يضعون شرائط صفراء على أيديهم و شرائط خضراء و سوداء على رؤوسهم ، و تحدثت النساء الناجيات من المجزرة عن اقتحام عناصر الشبيحة للبيوت في صباح ذلك اليوم بيتاً بيتاً، وكان يتم اعتقال الرجال و الأطفال أكثر من 13 عام، ويتم تجميعهم في ناقلات عسكرية وفي الباصات التي أتى بها الشبيحة ومن ثم نقلهم إلى جهة غير معلومة، و قد تمّ جمع الهواتف النقالة من الجميع، ومن ثم استباحة البيوت بنهبها بشكل شبه كامل، وخاصة المصوغات الذهبية والنقود، و تمّ قتل كل المواشي من أبقار وأغنام وحتى الطيور الداجنة أيضا، و كان يتم حرق المنازل بعد نهبها و إخراج الناس منهم إلى الشوارع و الساحات، وكل امرأة ليس لديها مال أو ذهب كان يتم تجريدها من ملابسها واغتصابها وقتلها، و تحدثت الناجيات عن اغتصاب 42 امرأة منهن طفلات أمام عائلاتهن وخاصة من النازحين والفتيات الصغيرات منهن ، وكما تحدثن عن قتل عشرات النساء أمام أطفالهن منهن امرأة حامل تم قتلها أمام أطفالها الخمسة، وكان يُطلب أحيانا من النساء المشي في الشارع عاريات والمشي بطريقة عسكرية أمام الجميع، و من النساء من تم اغتصابها من قبل أكثر من شخص وسط استهزاء و سخرية، كما تمّ تجميع عدد من الرجال والأطفال في بيوت بعض الحارات ومن ثم حرقهم أحياء داخل بيت من البيوت، أو ذبحهم بالحراب والسكاكين ومن ثم حرقهم، وهذا الاستهداف كان يتم للسكان الأصليين للحصوية من ” السنة” تحديدا ولعائلات النازحين من أحياء دير بعلبة خاصة وغيرهم من النازحين، وقد تمّ إبادة عائلات كاملة على وجه الخصوص من النازحين وخاصة من أهالي حي دير بعلبة، وقد تحدّثت الناجيات عن محاولة العائلات العلوية في القرية مساعدة الهاربين ومحاولتهم إدخال الأطفال والنساء إلى بيوتهم، و عندما كان يتم ذلك كان يتعرض هؤلاء إلى الضرب و التنكيل والتهديد بالقتل، كما حصل مع شابة ووالدتها وأخيها من عائلة من آل “هدول” حاولوا إدخال أطفال و نساء فتعرضت الشابة للضرب بكعب البارودة من قبل أحد الشبيحة وسحبها في الشارع وسحلها حتى إدخالها بيتها وضربها مع والدتها وأخيها وسرقة مبلغ مالي من البيت و لم يغادروهم إلا كومة من لحم و دماء !! بالتزامن مع شتائم لهم لأنهم يريدون مساعدة هؤلاء الخونة الذين يُفترض أن تكون هذه العائلات العلوية مؤيدة للقائد (حسب رواية لإحدى الناجيات مُسجلة في فيديو)، أما كيف خرج الناجون الذين تحدثوا عما جرى فهو ما توضحه الرواية التي تحدثت عن بدء الهجوم الساعة الثانية عشر ظهراً، ويبدو أن هذا تمّ في الجزء الشرقي من القرية بينما ما تمّ صباحا كان في الجزء الغربي منها.

استكمال الرواية..

تحدث الأهالي و الناشطون من الخارج عن انتشار الأمن العسكري على طول الطريق الفاصل بين الحصوية وبساتينها ذلك يوم 15-1-2013، حيث يبدأ الطريق من منطقة الصناعة لينتهي عند الدباغة، ودخل جزء من الشبيحة إلى البساتين والجزء الآخر إلى أربعة منازل في الحصوية وهي تعود لأربع عائلات هم عائلة (المزرع – خزام – السهو – الشهاب ).

دخل الأمن العسكري إلى الحصوية حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً، واعتقل مجموعة من الشباب والرجال، ومن بينهم القتيل “عبد الحسيب دياب” خطيب مسجد الطيار في قرية الحصوية الذي قتل بطريقة بشعة إذ تمّ تقطيعه وحرقه، وفي الساعة الواحدة تم إطلاق سراح البعض من المُعتقلين الذين أودعوا معمل الغزل والنسج من قبل عناصر الجيش، وعند الساعة الثانية عصراً قدم باصان إلى المنطقة من النوع المعروف لدى الأهالي بأنّها مخصصة لنقل رجال الشبيحة، وأربعة باصات أخرى تقل عناصر الأمن ومصفحتين توقفت جميعاً عند معمل البوشي للرخام، (باصان لونهم أخضر وأربعة لون أبيض)، حينها تمّ إعدام بعض الشباب داخل المنازل وأحرقوا جثثهم في منزل واحد هو منزل “أبو مشهور شهاب”، ثم واصلوا نحو بساتين “آل غالول”، وقتلو جميع الموجودين من رجال ونساء وأطفال جميعهم من عائلة بيت غالول (أبو علي وحج محمد ورياض)، ومن ثم انتقلوا لمزارع عائلة “دياب” والتي تمت تصفيتها بالكامل أيضاً وحُرقت جثثهم، وهكذا كانوا ينتقلون إلى المزارع الملاصقة لبعضها البعض ويقومون بقتل جميع من فيها، ومن داخل هذه المزارع عُرفت مجزرة “آل المهباني” التي راح ضحيتها 17 فرداً رجالاً و نساءً و أطفالاً، و عائلة ( آل الضميري) ، ( آل درويش) ، إضافة إلى شاب من مدينة تلبيسة لم يُعرف اسمه كان يعمل عامل في إحدى معامل البلوك.

استطاع بعض الشباب و الفتية الصغار الهرب، وقاموا بتسلق بعض أشجار البساتين ليتخفوا فيها، ولكن بعض رجال الشبيحة تمكنوا من رؤيتهم فقاموا بإنزالهم وذبحهم وتعليق رؤوسهم على الأشجار، عُرف منهم القتيل “أحمد أسعد الشهاب” وهو ناشط ميداني ومصور تم قطع رأسه وتعليق جسده على أحد الأشجار، وبعد قتل و اعتقال غالبية الرجال الفتيان تحدثت روايات الشهود عن سرقة المنازل و المحال التجارية و من ثم حرقها ، إضافة إلى سرقة كافة السيارات المتواجدة في القرية و جرار الغاز من البيوت وقطع الأثاث المختلفة، و مصاغ النسوة الذهبي الذي كان يُسرق بعد إذلالهن، إضافة إلى اعتقال أخريات لا يعلم عددهن ومصيرهن حتى اللحظة.

تمّ في اليوم الأول للمجزرة توثيق اسم (91) قتيلاً من العائلات التي أعدمت في القرية وهي ( زعرور – غالول – الشيخة – السهو – خزام – العذرا – دياب – مهباني – المزرع – الشهاب – الخولي )، في اليوم التالي تواصل دخول الأمن من ثلاث جهات هي جهة بساتين ديك الجن وجهة القصور والصناعة وجهة الكلية الحربية ، وحيث إن المجازر كانت قد بدأت ببساتين ديك الجن كانت العائلات تهرب باتجاه داخل الحصوية، فلحقهم الشبيحة وارتكبوا فيها المجزرة الكبرى، ومن ثم تمت ملاحقة من استطاع الهرب و قد وصل لقرية الدوير، وارتكاب مجزرة أخرى، و عندما حاول الناس الهرب من الجهة الرابعة باتجاه الريف الشمالي كانت حواجز الجيش لهم بالمرصاد، وقامت بإطلاق النار عليهم بكثافة، وحوصروا هناك وأجهز عليهم الشبيحة، وأكد الناجون أن عدد القتلى كبير جدا وبالمئات بحيث لم يُمكن توثيقهم حتى الآن، خاصة أنهم ليسوا جميعا من أبناء الحصوية بل بينهم العديد من النازحين .

في اليوم الأول تمكن من تبقى من أهالي القرية من دفن 83 (ثلاث وثمانون) قتيلا، و في اليوم الثاني انضمت لقافلة القتلى عدد من العائلات عُرف منها ( آل برهوم ،آل كريم، آل طيار، آل دياب، آل زعرور )، وهناك عدد كبير من القتلى والجرحى لم يعرف مصيرهم حتى اليوم، فقد ألقيت الكثير من الجثث في نهر العاصي، وفي اليوم الثاني تمّ توثيق 61 (واحد وستين) قتيل كانت جثثهم في المشفى العسكري و تمّ تسليمها للأهالي، و بقي في المشفى 31 (واحد وثلاثين) قتيلاً منهم 24 طفلا (من حديثي الولادة حتى الثلاث سنوات) محروقين ومقطعين إلى أشلاء مرمية في ساحة المشفى العسكري، ولم يُعرف لاحقا لمن تمّ تسليمها ولا مصيرها ، وفي اليوم الثاني للمجزرة 16-1-2013 دُفنت (95) جثة وبقيت العديد من الجثث موجودة في غرفة تبريد بالحصوية وقرية الغاصبية لم يُعرف من استملها ودفنها بشكل دقيق، إضافة إلى ذلك تحدّث الناجون عن اضطرار الكثيرين من أهالي القرية للفرار عبر أنفاق المجاري ( الصرف الصحي) إلى قرى مجاورة وهذا ما أنجى عدداً منهم، ولما علم المهاجمون ذلك لاحقاً قاموا بتفجيروا المجاري، مما يجعل عدد الضحايا غير معلوم و يُقدر بالمئات، و يعتقد بعض السكان أن العدد يفوق 500 شخصاً، و من الجدير بالذكر أن بعض الأهالي حاولوا أول مساء يوم ارتكاب المجزرة الاتصال بالهلال الأحمر والدفاع المدني بمدينة حمص من أجل إجلاء الجثث وإطفاء الحرائق في البساتين المشتعلة، فكان يأتي الرد بأننا سنأتي صباحاً، ولم يتجاوب أحد لاحقاً و لم يأت أحد.

منفذو المجزرة

في مجزرة الحصوية كثير من التفاصيل الغريبة التي لم يمكن فك لغزها إلا لاحقاً، و لكن كل ما دار على مدى ثلاثة أيام يُثبت الطابع الطائفي للمجزرة من جهة، وتورط ميليشيات شيعية وعلوية فيها منهم من عاد إلى مقراته في حي الزهراء بعد ارتكاب المجزرة مباشرة، إضافة إلى تورط الجيش والأمن السوري بشكل كامل كما تبين لاحقاً، فقد تحدث الأهالي عن محاولة بعض العائلات العلوية من سكان القرية مساعدتهم و حمايتهم فتعرض هؤلاء أيضا للتنكيل و سمعوا كلاما طائفيا يلومهم على محاولة حماية هؤلاء ” السنة الخونة “،  كما تحدثت الناجيات اللواتي وصلن إلى مدينة تلبيسة و بعض مناطق الريف الشمالي ( موثق بالفيديو) عن صدام حصل بين عناصر من الجيش السوري والشبيحة، و تأنيب عناصر الجيش للشبيحة لما فعلوه بالناس، وبعض العناصر أخبروا الناس بأنهم لا يعرفون شيء عما حدث لهم و هذا ما سيتبين أنه غير حقيقي لاحقاً ولم تكن تلك إلا محاولة لتثبيت الرواية التي سيرويها النظام عبر وسائل الإعلام لاحقاً ، و – حتى أن بعض عناصر الجيش كانوا يبكون – وهذا شيء فيه الكثير من الغرابة ويثير التساؤلات عن دور الجيش مقابل وجود الميليشيات الطائفية والتي يبدو أنها هي الآمر الناهي، وكذلك يُفسر إطلاق عناصر الجيش لبعض من تمّ اعتقالهم من السكان ووضعهم في المصانع المجاورة، كما أشارت بعض الناجين والناجيات في روايات تتقاطع بأكثر من مكان، إلى تورط العائلات الشيعية التي كانت تقطن قرى الحصوية و الدوير سابقا، و اختفت فجأة قبل المجزرة بفترة خاصة أفراد من عائلة ” الحلبي” ، وذكرت عدد من الناجيات أن ممن قام بالمجزرة هم شبيحة من لبنان وحي الزهراء في مدينة حمص، واعترف أحدهم لعدد من النساء الناجيات أنهم من جبل محسن، وأثبتت الروايات جميعها إنه كانت المجزرة بقيادة أفراد من عائلات شيعية التي كانت تسكن الحصوية والدوير وخاصة عائلة “الحلبي” الذين كانوا يحرقون المنازل بأهلها وهم يهتفون ” حررنا أراضينا أخذنا بالثأر”، ومن روايات الناجين أيضا أحد السكان الذي أجبره عقيد في الجيش ممن قادوا الاقتحام، على توصيل     45( شبيح) إلى حي الزهراء في مدينة حمص وكانوا جميعهم لبنانيين، وعندما وصل ظنوا أنه منهم فتركوه فهرب ونجا، و روى لاحقا ما يتقاطع مع روايات النساء الناجيات.

أما عن دور الجيش السوري في المجزرة، فقد تأكّد من خلال اعتراف قائد عمليات الفوج 41 في القوات الخاصة بمحافظة حمص، والذي ألقى عليه القبض الثوار من مقاتلي كتيبة “البراء بن مالك” بعد شهرين من ارتكاب المجزرة، و قد اعترف أنه كان قائد مجزرة الحصوية، و أنه قتل مع عناصره أكثر من 150 مدنياً فيها، وقد نشرت حينها صفحات الثورة السورية ذلك منها شبكة شامل الإخبارية، و قد اعترف العقيد المذكور أنه قاد جبهة حي القرابيص بمدينة حمص مدة شهرين، كما واعترف باغتصاب وقتل والتمثيل بجثث النساء في المناطق التي ارتكبت فيها المجازر و منها مجزرة الحصوية.

تُبين المجزرة إضافة إلى الطابع الطائفي لها، شهوة الانتقام لدى النظام الفاشي من بيئات الثورة، وذلك كونها ركزّت بشكل أساسي على قتل و إبادة بشكل كامل عائلات النازحين من حي دير بعلبة و غيره من أحياء ثائرة في مدينة حمص، و بعضاً من أهالي الحصوية الذين شاركوهم بيوتهم، إضافة إلى التنكيل بكل من يحاول مساعدتهم (كما تمّ مع عائلات علوية من أهالي الحصوية)، إضافة إلى الإصرار الكبير على ملاحقة النازحين إلى أماكن نزوحهم حتى خلال ارتكاب المجزرة، وقتلهم واعتقالهم وتصفيتهم بطريقة بشعة جدا.

أدخل النظام السوري تلفزيون بي بي سي إلى القرية ثاني يوم المجزرة، وقدمت رواية أخرى من قبل النظام متهماً جبهة النصرة وعناصرها الذين أتوا من الأحراش إلى المجاورة وارتكبوا المجزرة، إلا إن إحدى النساء تروي للمحطة عن وجود جنود النظام خلال المجزرة مما يؤكد رواية المعارضة.

** يُذكر أن قرية الحصوية سيُرتكب فيها بعد شهور أخرى قليلة مجزرة أخرى.

قائمة بأسماء تمّ توثيقها لقتلى مجزرة الحصوية 

1- القتيل أحمد أسعد الشهاب / حمص – الحصوية / ناشط ميداني ومصور – قطع رأسه وتعليق جسده على أحد الأشجار.

2- القتيل عدنان فرحان العذارا / حمص – الحصوية / عسكري منشق – إعدامه ميدانيا وتعليق جسده على أحد الأشجار.

3- القتيل عدنان شهاب / حمص – الحصوية / – تم إعدامه ميدانيا

4- – القتيل وليد مهباني / حمص – الحصوية / تم إعدامه ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية

5- القتيلة زوجة وليد مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

6- القتيلة ابنة وليد مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

7- القتيل ابن وليد مهباني / حمص – الحصوية / تم إعدامه ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية.

8- القتيلة والدة وليد مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

8- القتيل تامر مهباني / حمص – الحصوية / تم إعدامه ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية

9- القتيلة زوجة تامر مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

10-11- اربعة قتلى أطفال تامر مهباني / حمص – الحصوية / أعدموا ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية

15- القتيلة فاطمة مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

16- القتيلة هدى مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

17- القتيل سمير مهباني / حمص – الحصوية / تم إعدامه ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية.

18- القتيلة زوجة سمير مهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

20- قتيلان طفلان سمير مهباني / حمص – الحصوية / أعدموا ميدانياً مع عائلتها بعد اقتحام القرية.

21- القتيل الحاج عبد الهادي مهباني / حمص – الحصوية / تم إعدامه ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية.

22- القتيلة سناء المهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً بعد اقتحام القرية.

23- القتيل الحاج سعيد المهباني وعائلته / حمص – الحصوية / أعدم ميدانياً مع عائلته بعد اقتحام القرية.

24- القتيل أحمد المهباني / حمص – الحصوية / أعدم ميدانياً بعد اقتحام القرية.

25- القتيل تمام عكاش المهباني / حمص – الحصوية / أعدم ميدانياً بعد اقتحام القرية.

26- القتيلة رندة المهباني / حمص – الحصوية / أعدمت ميدانياً بعد اقتحام القرية.

27- القتيل حسان المهباني / حمص – الحصوية / أعدم ميدانياً بعد اقتحام القرية.

28- القتيل محمد أحمد القاسم / حمص- دير بعلبة / إعدام ميداني في الحصوية.

29- القتيل عبد السلام علوان ٤٧سنة- / أعدم في منطقة البساتين و تم حرقه.

30- القتيل عبد الدايم أحمد دياب 25 عام / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

31- القتيل عبد الظاهر أحمد دياب 46سنة / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

32- القتيلة غادة دياب زوجة عبد الظاهر / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

33- القتيل فاروق دياب 19سنة / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

34- القتيل عبد الله دياب 18سنة / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

35- القتيل عبد الحكيم دياب 16سنة / حمص – الحصوية /

القتيلة مها دياب 22سنة / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

37- القتيل عبد الحسيب أحمد دياب خطيب مسجد الطيار -36 عاما -في قرية الحصوية / ذبح و تم تقطيع جثته و حرقها .

38- القتيلة سمر السقا زوجة عبد الحسيب 29 سنة / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

39- القتيلة الطفلة آلاء دياب سنة ونصف / حمص – الحصوية / إعدام ميداني.

40- القتيل عبد العليم دياب 34 عاما / حمص – الحصوية / إعدام ميداني .

41- القتيلة حربا شهاب زوجة عبد العليم 25 عاما / حمص – الحصوية /

42- القتيل الطفل عبد المالك دياب سنتين / حمص – الحصوية / استشهد في مجزرة الحصوية

43- القتيل الطفل عمران دياب ثلاث سنوات ونصف / حمص – الحصوية / استشهد في مجزرة الحصوية

44-55- عائلة الخولي تسعة أشخاص /حمص – الحصوية / استشهدوا في مجزرة الحصوية

53- القتيل أحمد الشعبان / حمص – الحصوية / استشهد في مجزرة الحصوية

54- القتيل عدنان فرحات / حمص – الحصوية / استشهد في مجزرة الحصوية

55- القتيل سمير المزرع / حمص – الحصوية / تم حرقه وعائلته غير معروف العدد.

56- 68- عائلة خزام 13 قتيل عرف منهم نصر خزام ودباح خزام.

69-75- عائلة السهو 7 قتلى عرف منهم الأب حسين السهو وزرجته وأولاده.

76-79 – عائلة سمير زعرور (أبو تركي )كامله مؤلفه 4 أشخاص.

80- 88 عائلة غالول (أبو علي)كاملة مؤلفة من 9 أشخاص.

89- 93- عائلة غالول (أبورياض ) كاملة مؤلفة من 5 أشخاص.

94- 97- عائلة الشيخة ( أبو حمزه ) كاملة مؤلفة من4 أشخاص.

98- 100- القتيلة نور المجاور وأطفالها الثلاثة من آل خزام.

101- ابنة أبو حمزه الشيخة وأطفالها قتلت في بيت والدها /غير معروف العدد.

102- عائلة شتيوي /غير معروف العدد.

خاتمة:

لقد تمرس نظام بشار الأسد في ارتكاب المجازر بحق المدنيين لا سيما في ظل سياسة الإفلات من العقاب التي طبّقها المجتمع الدولي في سورية منذ بداية الأحداث وحتى الآن، والتي أدّت إلى استمرار مرتكبي المجازر في سياسة الإبادة الجماعية التي تشهدها سورية منذ عام 2011 وحتى الآن.

إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان نطالب بمحاسبة المتورطين بارتكاب مجزرة الحصوية وغيرها من المجازر، وفي مقدمتهم بشار الأسد وقادته الأمنيين والعسكريين وتطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ولاسيما القرارين 2139و 2254، وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، ونطالب جميع المنظمات الحقوقية و الإنسانية وخاصة المفوضية السَّامية لحقوق الإنسان و لجنة التحقيق الدولية المستقلةCOI   و الآلية الدولية المحايدة المستقلة MIII  بفتح تحقيقات بجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية، كما نطالب المجتمع الدولي بإيجاد حل عادل للمأساة السورية المستمرة منذ اثني عشر عاما، ووضع حد لجميع الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري.

https://www.shrc.org/wp-content/uploads/2023/01/حمص_الصامدة_رواية_بعض_الناجين_من_مجزرة_الحصوية_16_1_2013.mp4

فيديو يظهر شهادة نساء ناجيات من مجزرة الحصوية بعد ارتكابها بيوم واحد تاريخ 16/1/2013

Filed Under: إصدار اللجنة, تقارير خاصة Tagged With: الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة الحصوية, الشبيحة, ريف حمص, قوات الأسد

قائمتنا البريدية

تابعونا على الفيسبوك

Facebook

صور من التعذيب ، شهادة معتقلة في سجون نظام بشار

13-شباط-2022

شاهد على مجزرة حماة الكبرى 1982

8-شباط-2022

ثمانية سنوات في سجن تدمر مع محمد برّو

13-كانون أول-2021

حقوق النشر والتوزيع © 1997 - Copyright © 2023 اللجنة السورية لحقوق الإنسان. جميع الحقوق محفوظة

القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • أخبار
  • ملتيميديا
    • الصور
    • الفيديو
  • المكتبة
    • كتب
    • وثائق
    • مقالات ودراسات
  • إصدار اللجنة
    • تقارير يومية
    • التقرير السنوي
    • تقارير خاصة
    • أخبار وبيانات
  • عن اللجنة
    • من نحن
    • اتصل بنا
  • بيانات أخرى
    • بيانات سورية
    • تقارير وبيانات دولية
  • ملفات خاصة
    • الاعتقال السياسي
    • مجزرة حماه 1982
    • مجزرة سجن تدمر 1980
    • معتقلو الرأي
    • محكمة أمن الدولة
    • القانون 49 لعام 1980
  • قوائم المفقودين
  • English