ارتكبت قوات الأسد وروسيا مجزرة اليوم الأحد 6 تشرين الثاني/نوفمبر2022، راح ضحيتها 9 قتلى بينهم 4 أطفال وامرأة، و نحو 70 جريحاً بينهم حالات حرجة، باستهدافها بصواريخ أرض ـ أرض محملة بقنابل عنقودية محرمة دولياً من نوع (9N235 ) مخيمات للمهجّرين قسراً قرب قريتيّ كفر جالس ومورين ومنطقة وادي حج خالد غربي مدينة إدلب.
ومن بين ضحايا اليوم الشاب عامر العلي المنحدر من بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي، تم ترحيله بشكل قسري قبل نحو شهرين من تركيا إلى إدلب، فأقام في مخيمات كفرجالس حيث تقيم أسرته النازحة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وبعد نحو نصف ساعة من الهجوم الأول بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية استهدفت مزارع للزيتون وأحراش في منطقة قريبة من المخيمات المستهدفة.
وامتد التصعيد إلى ريف إدلب الجنوبي والشرقي، إذ قتل مدني في قرية كفرلاتا وأصيبت طفلة في مدينة أريحا أثناء عملهما بقطاف الزيتون وأصيبت طفلة وامرأتان في قرية كنصفرة بقصف مدفعي عنيف لقوات النظام وروسيا استهدف حقول الزيتون ومنازل المدنيين في ريف إدلب الجنوبي، كما شهدت منطقة جبل الأربعين وأطراف قرية شنان في الريف نفسه قصفاً مماثلاً دون وقوع إصابات.
وأصيبت امرأة بجروح جراء قصف مماثل استهدف منازل المدنيين في قرية آفس بريف إدلب الشرقي كما تعرضت الأحياء السكنية في مدينة سرمين بالريف نفسه لقصف مدفعي أيضاً أدى لدمار في منازل المدنيين وحالة هلع بين السكان.
وتعتبر القنابل العنقودية النوع الأخطر من مخلفات الحرب في شمال غربي سورية، وتتعمد قوات النظام وروسيا استخدامها لزيادة عدد الضحايا، وخاصة من الأطفال بسبب قلة وعيهم وأشكالها الغريبة المُلفتة لهم وما تخلفه من إصابات تترك أثراً جسدياً ونفسياً يرافقهم للأبد.
وتجدر الإشارة بأن “مرصد الذخائر العنقودية” التابع التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، قد أصدر الخميس 25 آب2022، تقريره السنوي الخاص، حول الذخائر العنقودية حول العالم.
حيث أكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سورية أكبر عدد من الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية المسجلة في أي بلد بالعالم، حيث بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية 37 ضحية، بانخفاض عن عام 2020 عن البالغ عدد الضحايا فيه 147 من مخلفات الذخائر العنقودية، وهو أدنى عدد ضحايا بمخلفات الذخائر العنقودية تم تسجيله منذ عام 2012، وشكل الأطفال ثلثي ضحايا الذخائر العنقودية في عام 2021.
إن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها قوات النظام روسيا واستهدافهم الممنهج للمخيمات وللمرافق الحيوية وللمزارعين في شمال غربي سورية، هو استمرار لسياسة القتل والتشريد والإجرام التي يمارسونها بحق السوريين منذ 11 عاماً، وهي استخفاف بالحياة البشرية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وستستمر طالما أن المجتمع الدولي لم يتحرك لوضع حد لهذه الهجمات القاتلة التي أصبحت عابرة للحدود.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان نطالب المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك الفاعل الجاد والحقيقي لإيقاف الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين السوريين من روسيا وإيران ونظام الأسد والميليشيات الداعمة له، وإحالة مرتكبي هذه الجرائم للمحاكم الدولية، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بسورية وخاصة القرار2118 و2254 وبيان جنيف والقرارات الأخرى ذات الصلة ، وتحقيق انتقال سياسي حقيقي يحقق تطلعات السوريين و يؤسس لدولة المواطنة و القانون .
مشاهد توثق تعرض مخيم مرام بريف إدلب لقصف بقنابل عنقودية من قوات نظام الأسد