تسبب خفر السواحل اليوناني بمقتل مجموعة من اللاجئين بعدما اعتدى عليهم بالضرب والسرقة وتركهم لمصيرهم يواجهون الموت وسط بحر إيجه.
وروى تفاصيل الحادثة اللاجئ السوري محمد برجس الذي فقد زوجته وطفليه وعدداً من أقاربه في لقاء نقلته وسائل إعلام تركية، حيث قال أنه انطلق وعائلته على متن قارب يقلّ لاجئين من السواحل اللبنانية وبالتحديد من ساحل مدينة طرابلس اللبنانية بغية العبور إلى إيطاليا مباشرة، وأثناء مرورهم بالمياه اليونانية قرب جزيرة رودوس نفد الوقود وتعطل المحرك، وفي تلك الأثناء اكتشف أمرهم خفر السواحل اليوناني الذي قام بضرب اللاجئين وسرقة أموالهم وهواتفهم وجوازات سفرهم وحقائبهم، ثم قام بعدها بنقلهم إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجه مقابل سواحل موغلا، حيث وضعهم في طوافات مطاطية غير مملوءة بالهواء بدون محرك وبدون أدوات تجديف ، وفي تلك الأثناء انفجر أحد تلك الطوافات وسط البحر ما تسبّب بغرق اللاجئين، في حين لم تقدم لهم اليونان أي أدنى مساعدة وتركتهم عائمين وسط البحر.
وكانت وكالة الأناضول التركية قد ذكرت في 13 أيلول /سبتمبر 2022 أن 6 مهاجرين هم رضيعان وامرأة و3 أطفال لقوا مصرعهم بعدما تركتهم اليونان ليصارعوا الموت في بحر إيجة، فيما أنقذ خفر السواحل التركي 73 مهاجراً ولا يزال البحث متواصلا عن 5 مفقودين. ونقلت الوكالة عن قيادة خفر السواحل التركي قوله، إن فرقه هُرعت لإنقاذ مهاجرين بعدما تلقت بلاغاً منتصف الليلة الماضية، بوجود مجموعة مهاجرين على متن طوافات نجاة قبالة شواطئ مرمريس بولاية موغلا، جنوب غربي البلاد.
وكنا قبل أيام في اللجنة السورية لحقوق الإنسان قد نشرنا تقريرا تحت عنوان ” اليونان مستمرة بانتهاك حقوق اللاجئين السوريين “رصدنا خلاله قيام السلطات اليونانية باتخاذ مستودع كبير قرب الحدود البرية التركية على نهر إيفروس، وتحويله إلى سجن سرّي يتم فيه اعتقال وتعذيب وسرقة المهاجرين واللاجئين القادمين من تركيا، ولا سيما السوريون باتجاههم إلى أوروبا.
لذلك إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان نجدد مطالبتنا السلطات اليونانية بالالتزام بالاتفاقيات الدولية والتوقف عن تهديد حياة اللاجئين السوريين الفارين عبر البر والبحر إلى أوروبا والسماح لهم بالعبور إلى مقصدهم لينالوا قسطاً من الأمان وليستأنفوا حياة مثمرة، وإطلاق سراح اللاجئين الموقوفين لديها فورا.
كما نطالب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بفتح تحقيق عاجل حول قيام خفر السواحل بالتسبب بإغراق مجموعة من اللاجئين بينهم مواطنين سوريين في 13 أيلول/ سبتمبر الحالي، ومحاكمة المتسببين بذلك.
لقاء مع اللاجئ محمد برجس الذي فقد زوجته وولديه و يظهر في آخر الفيديو لحظة إنقاذه وسحب جثة ابنه