أقدمت مجموعة من الشبان اللبنانيين يوم الأحد 24 تموز/يوليو2022 بالهجوم على مخيم للاجئين السوريين في بلدة تل حياة بمنطقة عكار اللبنانية، وقاموا بإحراق خيامه وهددوا ساكنيه من اللاجئين بتركه وإلا فإن مصيرهم الموت.
وقد قام الفاعلون بارتكاب جريمتهم بإحراق المخيم بطريقة انتقامية لمقتل أحد أقاربهم، واتهموا أحد ساكني المخيم بقتله، حيث وجدت جثة اللبناني (دياب خويلد) على شاطئ البحر قبل يوم من إحراق المخيم.
حيث أتى الحريق على حوالي 85 خيمة من أصل 90، وينحدر غالبية سكان المخيم من دير الزور والرقة الذين تركوا خيامهم بما فيها لتأكلها النيران، وتحرق كل ما يملكون ويتشردون مرة أخرى.
والجدير ذكره أن شبانا لبنانيون قد أقدموا أواخر عام 2020، على حرق مخيم كامل يحتوي على عشرات الخيام في منطقة المنية شمال لبنان، عقب إشكال نشب بين لاجئ سوري وآخر لبناني من المنطقة من عائلة المير، عقب خلاف حصل بين شخص من آل المير وبعض العمال السوريين العاملين في المنية، أدى إلى تضارب بالأيدي وسقوط 3 جرحى.
ليشكل إحراق مخيم تل حياة في عكار حلقة جديدة في مسلسل الجرائم العنصرية التي يتعرض لها اللاجئين السوريين في لبنان، في ظل حملة تحريضية عنصرية شرسة تمارسها الطبقة السياسية والإعلامية اللبنانية، وفي ظل غياب وتقصير واضحين للأمن والجيش اللبناني حيال تلك الجرائم والانتهاكات.
ويُشار إلى أن قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري يقيمون في لبنان، نحو 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة، خاصةً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية من جهة والعالمية من جهةٍ ثانية. .
وقد اعتمدت السلطات اللبنانية عدة سياسات صارمة وقرارات تعجيزية للضغط على اللاجئين السوريين بهدف عودتهم إلى سورية، منها فرض حظر التجول، وتدمير المساكن في المخيمات، وإجراءات الترحيل القسري أو الإخلاءات القسرية من مناطق إقامتهم، إضافة إلى تضييق شروط تجديد الإقامة، كما تبنى لبنان العديد من التصريحات الرسمية المطالبة بعودة اللاجئين.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ ندين الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق اللاجئين السوريين في لبنان، فإننا نؤكد بأن هذه الجرائم هي ثمرة و نتيجة طبيعية للخطاب السياسي العنصري تجاه اللاجئين السوريين في لبنان لذا نطالب بما يلي:
- التحقيق الفوري في حادث إحراق مخيم تل الحياة في عكار وإنزال أشد العقوبات بحق مرتكبيه
- الوقف العاجل والتام لجميع التصريحات العنصرية تجاه اللاجئين السوريين.
- تحييد اللاجئين السوريين عن المناكفات السياسية
- محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين.
- إلغاء كافة القرارات التمييزية الصادرة عن البلديات
- إلغاء القرار الصادر عن المجلس الأعلى للدفاع رقم 50 الصادر بتاريخ 15 نيسان/أبريل 2019 وقرار المدير العام للأمن العام رقم 43830 الصادر تاريخ 13 أيار/مايو 2019 والقاضيين بترحيل المقيمين السوريين الداخلين إلى لبنان عبر المعابر غير الرسمية.
فيديو يظهر إحراق المخيم و صوت مصوره الذي يتفاخر و يحمل قاطنيه مسؤولية مقتل الشاب اللبناني