مقدمة
ارتكب النظام السوري خلال سنوات الثورة السورية مئات المجازر على امتداد الأراضي السورية، وكان لمحافظة حمص النصيب الأكبر من هذه المجازر فمن مجزرة الساعة ومجزرة الحولة ومجزرة كرم الزيتون ومجازر بابا عمرو إلى مجزرة تل النصر التي ارتكبها النظام السوري في الحادي والعشرين من آيار /مايو 2011 أثناء عودة الأهالي من مقبرة تل النصر بعد تشييع ثلاثة عشر مدنيا قتلوا قبل يوم واحد في جمعة الحرية (آزادي)، ليحول النظام أربعة عشر شخصا من المشيعين لضحايا في يوم بكت كل حمص قتلاها.
الموقع الجغرافي لمقبرة تل النصر
تقع مقبرة “تل النصر” في الشمال الغربي من مدينة حمص وتتبع إداريا لحي دير بعلبة، وتعد من أكبر المقابر الإسلامية وأقدمها في مدينة حمص، إلى جانب مقبرة “الكثيب الأصفر” كما يعرفها أهل المدينة، وارتبطت باسم معركة تاريخية وقعت بين الجيش الإسلامي بقيادة المماليك والتتار، وانتصر فيها المسلمون وأقيمت المقبرة التي تتبع لمجلس المدينة في أرض زراعية من حي دير بعلبة كي تعوض عن كثير من المقابر القديمة التي أغلقت منذ سنين مثل مقبرة “الشيخ سليم خلف” في حي الميدان و”الكتيب” في باب الدريب.
ارتكاب المجزرة
قتل النظام السوري ثلاثة عشر مدنيا في محافظة حمص من المتظاهرين السلميين يوم الجمعة تاريخ 20آيار /مايو 2011 في جمعة أطلق عليها السوريين جمعة الحرية (آزادي).
بعد صلاة الظهر يوم السبت 21آيار /مايو 2011 شيع أهالي حمص أبنائهم من باب السباع ومن حي الوعر من جامع الروضة وغيرها، واجتمعت سبع جنازات في وقت واحد في مقبرة تل النصر، واجتمع المشيعون بعدد يفوق الثلاثين ألف مشيع، منظر مهيب أرعب السلطات.
لم يدرك المشيعون أن النظام كان قد أعد العدة لارتكاب مجزرة بحقهم، حيث لم يلبث الأهالي من الخروج من باب المقبرة، ووصولهم لشارع الستين – وهو الطريق الرئيسي الذي يؤدي للمقبرة -حتى فتحت قوات النظام وابلاٌ من الرصاص عليهم، من جهة الشمال وجهة الجنوب في شارع الستين، وكان بعض المشيعين ماشيا ومنهم من كان بالسيارة، ليتساقط القتلى واحداٌ تلو الآخر وتملأ الدماء الأراضي. ليسقط أربعة عشر قتيلاً مضرجين بدمائهم الزكية، إضافة لعشرات الجرحى بعضهم في حالة خطيرة تركوا في الأرض ينزفون بسبب هروب المشيعين. وقد منع رجال الامن سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر والصليب الاحمر من التوجه الى مكان المجزرة من أجل إسعاف المصابين، وكذلك تم إطلاق النار على كل من حاول اسعاف المصابين الموجودين في الأرض.
و حسب أحد الشهود للجنة السورية لحقوق الإنسان قال ل( ثم قامت عناصر الأمن باعتقال أكثر من مائة شخص ما بين شاب وطفل، واقتادوهم إلى الباصات مكبلين ومعصوبي العينين ومن ثم أخذوهم إلى حارة العباسية وهي حارة محاذية لشارع الستين وهي حارة علوية فقام أولادهم وفتيانهم بضرب المشيعين المعتقلين حتى ورموا وجوههم وأدموها مع الشتائم التي تنال كل شيء، بعد ذلك أخذوهم إلى فرع الامن العسكري حيث قاموا بضربهم أكثر حتى طال كامل الجسد من الوجه حتى اخمص القدم وذلك بكل الوسائل حتى بأعقاب البنادق ، وفي اليوم التالي أخذوهم الى اجتماع ع مع اللواء علي يونس حيث قال لهم هل من المعقول أن يكون كل هذا الجمع للتشيع!!، على كل حال نحن نعتذر عن من ضربكم !! ، مع أن أيا من هؤلاء المشيعين لم يتجرأ أن يقول بأنه ضرب (
وفي شهادة أخرى للجنة السورية لحقوق الإنسان قال الشاهد (خافوا من أن تتحول الجنائز إلى اعتصام فاستبقوا الحدث وقاموا بمجزرة شبيهة بمجزرة الساعة بل أشد وأنكى والسبب أن السلطات الأمنية سمعت باعتصام جديد عند الساعة، إنهم أناس لا ينتمون إلى الإنسانية بصلة.
أسماء بعض من تم توثيق أسمائهم من قتلى مجزرة تل النصر
- مرهف النمر
- شريف إحسان السباعي
- عبد الله دالي
- أحمد نهير المشهداني
- أمجد ظنطح
- عارف النمر
وثائق فيكتوري:
كشف الائتلاف الوطني السوري يوم الجمعة 9تموز2021، عن مجموعة من الوثائق المسربة التي قيل إنها “تفضح آليات التعذيب” الممارسة بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد. والتي أُطلق عليها اسم “فيكتوري” نسبة لمقبرة تل االنصر التي دفن فيها قتلى التعذيب، وتؤكد الوثائق تورط مؤسسات مدنية تابعة لنظام الأسد مع المؤسسات العسكرية والأمنية بتصفية 5210 معتقلاً ما بين عامي 2012 – 2014.
وبيّن أن عدد الوثائق تجاوز الـ 300، مشيراً إلى بعضها سُرّب من الطب الشرعي في ريف حماة ما بين عامي 2012 – 2013، وأخرى عائدة للقضاء وللمشفى العسكري في حمص، وغيرها من المؤسسات.
وتضم الوثائق جداول بأسماء آلاف الأشخاص الذين دُفنوا في مقابر جماعية، وغالبيتها موقعة ومختومة من قبل محافظ حمص والمسؤولين في مشفى عبد القادر شقفة العسكري في حي الوعر، ومشفى حمص العسكري.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان أدنا وندين بشدة هذه المجازر البشعة ونعتبرها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتستوجب محاسبة مرتكبيها وفي مقدمتهم بشار الأسد وقادة جيشه وأفرعه الأمنية، ونطالب المجتمع الدولي بالعمل الجاد لإحالة مرتكبي تلك الجرائم للمحاكم الدولية لينالوا جزاءهم العادل.
فيديو يوثق اللحظات الأولى لارتكاب مجزة تل النصر21/5/2011