على وقع الضجة الكبيرة التي أحدثها مقال صحيفة الجارديان البريطانية حول مجزرة التضامن المرتكبة عام2013، تمر الذكرى السادسة لقيام ميلشيا قسد بجريمة انتهاك حرمة عشرات القتلى من المعارضة السورية الذين قتلوا عند اقتحامهم لبلدة عين دقنة عام 2016
فبعد وقوع مقاتلي المعارضة في كمين وقتل منهم العشرات في محيط قرية عين دقنة بريف حلب الشمالي، قامت ميلشيا قسد بتاريخ 29 نيسان 2016 بوضع جثامين القتلى على شاحنة نقل كبيرة (لودر) والتمثيل بالجثث والطواف بها في شوارع عفرين فيما سمي لاحقاً بكرنفال الموت، كما رفضت الميلشيا آنذاك تسليم الجثث إلى ذويها في مخالفة لأدنى الأعراف الإنسانية.
وبعد دخول قوات المعارضة السورية لمنطقة عفرين بمشاركة القوات التركية بعد عملية غصن الزيتون، تم البحث عن المقبرة وعُثر عليها بمساعدة المدنيين، في قرية كمروك قرب سد ميدانكي، شمال شرق مدينة عفرين عام2018
صورة تظهر لحظة إيجاد المقبرة الجماعية و استخراج الجثث
وعندما قامت فرق الدفاع المدني باستخراج الجثث، تبين أن قسد قد كدست الجثث فوق بعضها البعض في مقبرة جماعية، دون الالتزام بأي شريعة إنسانية أو أخلاقية أو قانونية.
يذكر أن معظم عناصر الجيش الحر الذين قتلوا في معركة عين دقنة هم من لواء “جيش السنة” الذين تم إخراجهم بعد اتفاق مع النظام من حمص إلى الشمال السوري في العام 2014
يشكل قيام قسد بعملية استعراضه لجثث قتلى عين دقنة على السيارة -في مشهد احتفالي والطواف بها في المدينة -انتهاك للقانون الدولي الإنساني حيث تحظر المعاملة المهينة لجثث الموتى وتشويهها في اتفاقيات جنيف الأربع، والمادة 4 من البروتوكول الإضافي الثاني، كما تنص القاعدة 115 من القانون الولي الإنساني العرفي على أن تعامل جثث الموتى بطريقة تتسم بالاحترام، وتُحترم قبورهم وتُصان بشكل ملائم.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان نطالب بمحاسبة المتورطين بارتكاب هذه الجريمة البشعة، كما نطالب بإيجاد حل للمأساة السورية المستمرة منذ أحد عشر عاما، ووضع حد لجميع الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري.