أحد سجون قسد
ثلاثة قتلى تحت التعذيب في سجون قسد في أقل من شهر
قتلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ثلاثة مدنيين تحت التعذيب في سجونها في أقل من شهر، فقد توفي الشاب مصطفى الحمدو بتاريخ 5 آذار/مارس 2022 المعتقل في سجن علاوي في القامشلي منذ 6 سنوات من مدة عقوبته البالغة 7 سنوات على خلفية تهم مزعومة بالإرهاب، وقبل أن تبلّغ ميلشيا قسد زوجته بوفاته داخل السجن ، قامت بنقل جثته التي بدا عليها آثار تعذيب إلى مستشفى مدينة القامشلي، ومنعت عائلته من دفنه في مسقط رأسه في قرية الحمدو شمالي الرقة، وجرى دفنه في قرية الشيخ حسن، جنوبي الطريق الدولي M4 شمالي الرقة.
وكان الشاب يوسف محمد السلامة الراشد قد توفي في 20 شباط/فبراير2022 ، متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له إثر احتجازه تعسفياً خلال هجوم “تنظيم الدولة” على سجن الصناعة بمدينة الحسكة أواخر كانون الثاني الماضي، حيث اعتقلته قسد بشكل تعسفي، مع عشرات آخرين على أواخر كانون الثاني الماضي. واقتيد الشاب – وهو نازح من مدينة القورية بريف دير الزور إلى الحسكة – بعد اختطافه إلى جهة مجهولة، وظل قيد الإخفاء حتى أفرج عنه بعد نحو عشرين يوماً، ونقل عقب الإفراج عنه مباشرة إلى أحد مستشفيات الحسكة فتدهورت حالته الصحية بسبب التعذيب، وتوفي بعد يومين في المستشفى.
وكانت ميليشيا قسد قد أبلغت أواخر شباط/فبراير الماضي ذوي الشاب حمود إبراهيم الشلاش، البالغ من العمر 31 عاماً والمنحدر من بلدة تل السمن بريف الرقة الشمالي، بمراجعتها لاستلام جثة نجلهم الموجودة في مشفى عائشة في مدينة مبنج شرق حلب، والذي اعتقل قبل شهر ونصف بعد دخوله من تركيا لزيارة أهله، ويذكر أن الشلاش حاصل على شهادة في العلوم السياسية من جامعة دمشق.
تستمر قسد في انتهاك حقوق المدنيين في مناطق سيطرتها، وتمارس استعمال أساليب القتل والتعذيب والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري بحقهم على نطاق واسع، ويبدو أن حالات التعذيب داخل سجونها ليست ممارسات معزولة أو سلوكاً فردياً، بل سياسة ممنهجة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمحتجزين، وترهيب الناشطين والمعارضين السياسيين.
وتعتقل قسد كل من يخالفها بالرأي أو يرفض الخضوع للتجنيد في مناطقها بتهم الإرهاب والانضمام لداعش محاولة إسباغ الشرعية على هذه الممارسات والاعتقالات المخالفة للقانون.
إن القتل والتعذيب والاحتجاز والاعتقال التعسفي الذي تمارسه ميليشيا قسد يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984، ويشكل جريمة ضد الإنسانية حسب ميثاق محكمة الجنايات الدولية.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان ندين عمليات القتل والتعذيب والاعتقال والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري الذي تمارسه ميليشيا قسد، ونطالبها بالتوقف الفوري عن ارتكاب هذه الانتهاكات ومعاقبة مرتكبيها ، ونطالبها بإطلاق سراح جميع المعتقلين لديها فوراً، كما نطالب الدول التي تدعمها بإيقاف هذا الدعم الذي تستخدمه قسد بارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين السوريين، ونطالب المجتمع الدولي بالعمل الجدي والحثيث لإيجاد حل شامل للقضية السورية وتطبيق القرارات الدولية ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري .