الطيار رغيد الططري يتم عامه الأربعين في سجون الأسد
في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أتم الطيار “رغيد الططري”، أقدم المعتقلين في معتقلات الأسد عامه الأربعين، متنقلًا بين سجون إدارة المخابرات العامة والمزة وتدمر وصيدنايا وعدرا المركزي انتهاءً بالسويداء.
رحلة معاناة خاضها “عميد المعتقلين السوريين” الطيار الذي رفض أوامر استهداف حماة عام 1980 رغيد الططري صاحب الثمان وستين سنة والذي قضى أكثر من نصفها حتى الآن في سجون الأسد (الأب والابن).
- ولد رغيد الططري في دمشق عام 1954، والتحق بالكلية الجوية 1972 وتخرج منها في 1975، وخدم في عدة مطارات.
- اعتقل الططري للمرة الأولى في 1980، لأنه رفض ضرب مواقع في محافظة حماة، مع ثلاثة طيارين آخرين. لجأ حينها قائد سربه وطيار آخر إلى الأردن، بينما عاد رغيد وزميل له إلى القاعدة الجوية في حلب من دون تنفيذ الغارة الجوية المخطط لها. ووجهت له تهمه عصيان الأوامر، إلا أن المحكمة برأته من التهمه، استنادًا إلى كونه ضابطًا صغيرًا نفذ أوامر قائده بعدم تنفيذ عملية الاستهداف، لكن المحكمة سرحته من الجيش
- أودع رغيد مرة أخرى السجن لدى إدارة المخابرات العامة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1981، ونقل إلى سجن المزة العسكري بدمشق في 1 كانون الثاني/يناير 1985 ، وبقى فيه حتى 21 أيار/مايو 1986، وهو اليوم الذي دخل فيه إلى سجن تدمر العسكري- أحد أسوأ السجون السورية سيئة الصيت ، وبقي فيه حتى 24 من آب/أغسطس 2000، ثم حول إلى سجن صيدنايا، وشهد فيه أحداث العصيان الذي بدأ في 5 تموز/يوليو 2008، واستمر ثمانية أشهر ، و بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 نقل الططري إلى سجن عدرا المركزي في 27 آب/أغسطس 2011، ثم إلى سجن السويداء في 2 نيسان/إبريل 2016 و لا يزال موجوداً فيه حتى هذا التاريخ.
- محاكمة رغيد الططري التي خضع لها بعد أربع سنوات من الاعتــقال، استمرت دقيقة واحدة فقط، وتلخصت بجملتين من القاضي: الأولى سأله عن اسمه، والثانية قال له (انقلع) ليقضي في السجن أربعين عاما حتى الآن
- حرم من رؤية ابنه الوحيد وائل حتى العام 2005 حين رآه للمرة الأولى، فقد اعتقل وأدخل السجن وزوجته حامل بابنه، وعند انطلاق الثورة السورية سافر وائل لماليزيا وحرم رغيد مرة أخرى من رؤيته، وتوفيت زوجته التي طال انتظارها له، وتوفي والداه حرقة وغصة على لقياه.
قصة المعتقل رغيد الططري تلخص حكاية الشعب السوري مع نظام الأسد الذي عمل على مدار خمسة عقود في قتل واعتقال وتشريد الشعب السوري ولا سيما معارضيه ومما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الديكتاتورية القمعية المنتهكة لأبسط قواعد حقوق الإنسان.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ نؤكد بأن الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والموت تحت التعذيب والتصفية الجسدية في المعتقلات منهجاً وأسلوباً اعتمده نظام الأسد في حكمه لسورية منذ قيامه ولذلك فإننا نطالب المجتمع الدولي و جميع المؤسسات و المنظمات الحقوقية الضغط على نظام الأسد لإطلاق سراح الطيار رغيد الططري فورا، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجونه والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً، ومحاسبة جميع مرتكبي الجرائم بحق المدنيين السوريين، وإحالتهم إلى المحاكم الجنائية الدولية والوطنية ذات الصلة لينالوا جزاءهم العادل .