نازحون من مخيم الركبان يستعدون لمغادرته
الأمم المتحدة تفاقم الوضع الإنساني في مخيم الركبان وتعرض سكانه للخطر
دخلت اليوم خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة إلى مخيم الركبان المحاصر الواقع في المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسورية بقصد إجلاء من يود من سكانه إلى مناطق سيطرة نظام بشار الأسد، وسط تحذيرات محلية وعالمية من استغلال النظام لهم واعتقالهم واتهامهم بالإرهاب وإخفائهم في سجونه.
وكان المجلس المحلي لمخيم الركبان قد رفض عملية الإجراء وحذر من عواقبها على المستجيبين، كما حذرت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) التي وثقت في تقاريرها اعتقال أعداداً من العائدين إلى البلاد وتعذيبهم وإخفائهم ووفاة بعضهم في سجون النظام. كما أدان مجلس عشائر تدمر والبادية السورية محاولات مكتب الأمم المتحدة في دمشق للالتفاف على الحاجات الملحة للنازحين في المخيم الطبية منها والمعيشية لإجلائهم إلى مناطق النظام وتعريضهم لأسوأ المخاطر. بالإضافة إلى مناشدات وتقارير عديدة من المنظمات السورية والأممية التي حذرت من أمثال هذه الخطوة.
ولقد دأب النظام والروس على الإدعاء بوجود إرهابيين مندسين داخل المدنيين في المخيم بينما أثبتت عدة وقائع بوجود عملاء للنظام يقومون بعمليات تفجير وقتل لاثبات إدعاءاتهم بغية تصفية المخيم
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تحذر من هذه الخطوة وأمثالها التي تشكل أشد الخطر على النازحين في مخيم الركبان وتعتبر الأمم المتحدة شريكة لنظام بشار الأسد في اعتقال من يعتقل من المضطرين للعودة تحت وطأة الظروف الصعبة التي سببتها عجز منظمات الأمم المتحدة من تقديم العون لهم.
مخيم الركبان
أقيم مخيم الركبان في المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسورية بسبب المجازر التي قام بها نظام بشار الأسد وداعش في السنوات الأولى من الانتفاضة حيث نزح إليه آلاف الأسر من حمص وريفها والرقة ودير الزور واتسع في إحدى الفترات ليصل عدد قاطنيه إلى 70 ألف نسمة جلهم من الأطفال والنساء، ولقد تعرض لحصار خانق من قبل النظام السوري وإغلاق محكم للحدود من الجانبين العراقي والأردني، ثم تضاءل عدد قاطنيه تدريجياً لاضطرار كثير من قاطنيه لمغادرته بسبب الحصار الخانق ولوجوده في منطقة صحراوية قاحلة، ولقد تعرض الأطفال فيه لكثير من حالات الموت بسبب انعدام الغذاء والدواء والبرد الشديد أيام الشتاء. ولا يزال ما يناهز 15 ألف نازح في المخيم الواقع قرب قاعدة التنف التي تسيطر عليها القوات الأمريكية وهو الأمر الذي يمنع النظام والروس من مهاجمته بينما يستبدلان ذلك بعملية التفاف عبر مكتب الأمم المتحدة في دمشق والهلال الأحمر التابع للنظام.