مشهد دفن ضحايا مجزرة الحولة في بلدة تلدو بمحافظة حمص
في صباح يوم 25/5/2012 بدأت وحدات من الجيش بمساندة من مجموعات الشبيحة من القرى المجاورة وخصوصاً بلدة “القبو” باستهداف بلدة تلدو بمنطقة الحولة، الواقعة في الشمال الغربي من مدينة حمص، بقصف مدفعي استمر لحوالي عشرة ساعات.
وبعد توقف القصف، قامت هذه القوات بدخول البلدة، وقتلت باستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء 109 مدنيين، وأصابت نحو 300 آخرين بجروح مختلفة، وكان معظم الضحايا من الأطفال والنساء.
وبحسب معلومات حصلت عليها اللجنة السورية لحقوق الإنسان في الأشهر التالية للمجزرة فإنّ المسؤول المباشر عن تنفيذ المجزرة هو النقيب رازي صافي علي، من مرتبات الفرقة الرابعة، فوج 555 بالسومرية-كتيبة 86.
وفي تعليق النظام على الجريمة النكراء التي أدّت لأصداء دولية آنذاك زعم أن المجزرة تم تنفيذها من قبل قوى معارضة، من أجل استجرار التعاطف الدولي!.
لكن لجنة التحقيق الدولية الخاصة حول سورية فنّدت هذه الادعاءات، ونفت وجود إمكانية للمعارضة حتى من الناحية الفنية للوصول إلى مناطق تنفيذ الجريمة، وقامت في التقرير الذي أصدرته يوم 16/8/2012 بدراسة نقاط ارتكاب المجزرة، والإمكانية المتاحة يوم الجريمة لكل الأطراف للوصول إلى مسرح الجريمة.
ولقد شكّلت مجزرة الحولة بداية لسلسلة من المجازر المتتالية التي ارتكبها نظام بشار الأسد في الأشهر التالية لها ، كمجزرة القبير التي حصلت بعد عشرة أيام تقريباً، ثم مجزرة التريمسة بعد ذلك بشهر تقريباً.. الخ.
لقد تمرس نظام بشار الأسد في ارتكاب المجازر بحق المدنيين لا سيما في ظل سياسة الإفلات من العقاب التي طبّقها المجتمع الدولي في سورية منذ بداية الأحداث وحتى الآن أدّت إلى استمرار مرتكبي المجازر في الاستمرار في سياسة الإبادة الجماعية التي تشهدها سورية منذ عام 2011 وحتى الآن.
وتذكر اللجنة السورية لحقوق الإنسان بأن رئيس النظام بشار الأسد الذي يحاول إعادة تأهيل نفسه حالياً من خلال انتخابات غير شرعية ولا دستورية ارتكب الكثير من المجازر المروعة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة وأمر بقتل وتهجير واعتقال أكثر من نصف الشعب السوري ، وبالتالي فمكانه الطبيعي أن يقدم لمحاكمة تقتص منه على جرائمه، وما يقوم به من مسرحيات هزلية يجبر من تحت قبضته على المشاركة فيها ويبتز المهجرين بوثائقهم التي لا يجدون سبيلاً إلا التحرك والعيش من خلال إبرازها لن يفت في عضد الأحرار الذين ينشدون دولة تتحقق فيها الحرية والكرامة والعدالة للجميع.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
25/5/2021