نبيل غالب خير قبيل وفاته
توفــي يوم الجمعة (23/4/2021) في سجن محافظة السويداء المعتقــل السياسي نبيل غالب خير، الذي أمضى 30 سنة في سجــون نظام الأسد، قضى منها 14 عاماً في سجــن صيدنايا .
نبيل غالب خير من مواليد العام 1967، وينحدر من بلدة القنوات شمالي محافظة السويداء، واعتقــلته مخابــرات نظام الأسد في حزيران من عام 1991، في أثناء توجهه إلى العمل بمنطقة جزين جنوبي لبنان
بدأت رحلة نبيل مع الاعتــقال من فرع الأمن والاستطلاع التابع لشعبة المخابرات العسكرية في بلدة عنجر اللبنانية. ثم حوّل بعده إلى فرع فلسطين بدمشق، حيث بقي نحو ستة أشهر تعرض خلالها لتعـذيب وحـــشي تسبب له بكــسور في الفك، وفقد مجموعة من أسنانه بسبب الضـــرب والدّوس بالأقدام
ومن الجدير بالذكر أنه لم توجّه إلى المعــتقلة تهــمة واضحة، ولم يقدم أي دليل يثبت صحة التقرير الأمني الذي اعتــقل بسببه.
وقد تم إحالته إلى محكمة الميدان العسكري التي حكمت عليه بالإعــدام بتهمة “دس الدسائس لدى جهات معــادية والاتصال بها ليعاونها على الفوز في الحــرب”، ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد
لم تتح للمعتقل نبيل فرصة الدفاع عنه نفسه أو توكيل محامٍ، ولم يستطع الاتصال بذويه خلال مدة التحقيق والمحاكمة، ثم حوّل إلى سجــن صيدنايا حيث قضى فيه 14 عاماً محروماً من الزيارة حتى العام 2005
أصيب بتسرع القلب الجيبي خلال سجــنه في صيدنايا، وعرض على العديد من اللجان الطبية لمنحه عفواً بسبب حالته الصحية، لكن مخــابرات النظام كانت ترفض إخلاء سبيله بشكل دائم وتتجاهل معاناته.
ومع انطلاق الثورة السورية، وإفراغ النظام لسجن صيدنايا من معتقليه القدامى، نقل نبيل غالب خير إلى سجن السويداء المركزي في حزيران من العام 2011، وبقي فيه حتى وفاته.
هذا نموذج من المعاملة اللإنسانية المدانة التي يمارسها النظام على المعتقلين في سجونه: اعتقال بتقرير أمني، محاكمة متعسفة، عدم السماح بالدفاع عن النفس أو توكيل محامي، تعذيب وحشي، منع المعالجة الطبية وسجن حتى الموت.