يشهد مخيم الهول للاجئين والنازحين في محافظة الحسكة السورية أهوالاً على مرأى من العالم الذي يصر على التظاهر بالصمم. فمنذ مطلع هذا العام أي قبل ثلاثة أسابيع حدث أكبر عدد من الاغتيالات منذ إنشاء المخيم في شهر نيسان 2016، فقد اغتيل 14 شخصاً مدنياً من دون أن يعلم المنفذون ودوافعهم على الرغم من التشديد المزعوم من قبل وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سورية الديمقراطية الوحيدة المسؤول عن إدارة المخيم وأمنه.
ومع تعدد التساؤلات حول منفذي الاغتيالات ودوافعهم وأهدافهم، وحول آلية وصول الأسلحة إلى داخل المخيم فإن جميع من تم اغتيالهم هم من المدنيين، بينهم 5 سيدات، دون أن تتبنى العملية أي جهة. لكن وبحسب التحقيقات الأولية يتضح تورط مسؤولين في وحدات حماية الشعب الكردية، كونها الجهة الوحيدة القادرة على دخول المخيم والخروج منه دون إيقافهم من أحد.
بينما بينت التحقيقات أنه تم إدخال مسدسات أميركية الصنع مع كواتم صوت، من قبل مهربين مدعومين من مسؤولين في وحدات الحماية، حيث تم القبض على مروجين لهذه الأسلحة،
ويشار إلى وجود من يستغل ويروج لـعمالة بعض الاشخاص الذين قتلوا في المخيم بينما يتضح أنهم مجرد مدنيين وبينهم موظفون في منظمات إنسانية، وينحدر جميعهم من العراق وسورية.
وبينما تتهم قسد تتهم داعش بالوقوف خلف الاغتيالات لكن بالتأكيد فقسد هي من تدخل السلاح والكواتم إلى المخيم. والاغتيالات ليست من صنيع داعش التي تتبنى عملياتها عادةً دون خجل أو خوف، وجميع أهالي المخيم يعلمون ذلك.
ومن الواضح فالرابح الأبرز في هذه الاغتيالات هي قسد، التي تحاول إقناع العالم أنها الضحية، وفي الوقت نفسه المحارب الأبرز للإرهاب. فتبرر بذلك الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين وعناصر داعش داخل المخيم، ولتطلب من المجتمع الدولي دعم قوات سورية الديمقراطية بذريعة أنها تسيطر على أخطر مخيم في العالم، ولا سيما مع تولي جو بايدن الحكم في أميركا.
وكانت الإدارة الذاتية قد اتفقت مع قسد، في الـ 5 من شهر تشرين الفائت، على تفريغ مخيم الهول من النازحين السوريين والإبقاء على الأجانب فقط.
معظم الناس في المخيم هم من النساء والأطفال الذين جاءوا إلى مخيم الهول طالبين الحماية والمساعدة الإنسانية. وبحسب منظمة اليونيسف، فإن 94 في المائة من سكان المخيم من النساء والأطفال، و66 في المائة من الأطفال.
ويقع مخيم الهول للاجئين والنازحين شرقي محافظة الحسكة على مسافة 60 كيلو متراً من الحدود من الحدود التركية ويضم نساء وأطفال (11 ألف) عناصر داعش الذين قتلوا او اختفوا أثناء الحملة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية مع دول أوروبية بالإضافة إلى التنظيمات الكردية في سورية. بالإضافة إلى لاجئين ونازحين سوريين وعراقيين فروا من العنف ومناطق القتال حيث يصل عدد سكان المخيم إلى 65 ألف شخص موزعين على 13 ألف خيمة معظمهم من الأطفال والنساء بينهم 40 ألف طفل.
إن قوات سورية الديمقراطية التي تتحكم في الأمن في المخيم مسؤولة عن ضمان سلامة نزلائه، بالإضافة إلى سلامة العاملين في المجال الإنساني فيه الذين يسعون لمساعدة اللاجئين والنازحين والمحتجزين في المخيم.