يقع مشفى حاس جنوبي بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي، بمحاذاة مدينة كفرنبل. وهو مشفى صغير، لكنه يعمل بعدة اختصاصات، ففيه عيادة داخلية، وأخرى نسائية، إضافة إلى عيادة الجهاز الهضمي وغرفة عمليات وإسعاف ومخبر وصيدلية.
في تمام الساعة 4:00 من عصر يوم السبت الموافق 8 أيلول/سبتمبر 2018، ألقت طائرة مروحية تابعة للنظام السوري منطلقة من مدرسة المجنزرات بريف حماة، برميلين متفجرين على المشفى؛ مما ألحق به أضراراً كبيرة وأخرجته من الخدمة.
سقط البرميلان على بناء المشفى بشكل المباشر، مما أدى إلى تدمير حوالي 80% من مبناه، كما ألحق أضراراً مادية كبيرة بغرفة الإسعاف، ودمّر معظم المخبر والصيدلية الداخلية.
كما أدى الاستهداف إلى تدمير معظم الأجهزة الطبية، خاصة معدات غرفتي الإنعاش والعمليات.
أدى الإستهداف أيضاً إلى نشوب حريق هائل بالبناء نتيجة لاحتراق المولدات الرئيسية فيها، واحتراق السيارات المتواجدة أمام المشفى بشكل كامل، ولكن استطاع الدفاع المدني السيطرة على تلك الحرائق خلال ساعة واحدة من الإستهداف.
وتسبب القصف بوقوع 4 إصابات، اثنان منهما في صفوف الكوادر الطبية، واثنان بين المدنيين المراجعين داخل المشفى والذين كانوا متواجدين ساعة القصف، وتم نقلهم إلى المشافي الميدانية القريبة من المنطقة عن طريق فريق الدفاع المدني.
شهادة الإعلامي معاذ الشامي
كنت متواجداً في مدينة معرة النعمان؛ والتي تبعد عن بلدة حاس حوالي 10 كم؛ سمعنا صوت انفجار هائل صادراً من اتجاه البلدة؛ فتوجهت مع بعض الإعلاميين لمكان الإستهداف للتغطية الإعلامية.
عند وصولي كان الحريق مازال ناشباً في أحدى سيارات الإسعاف التابعة للمشفى والتي كانت متواجدة بالقرب من البناء والتي احترقت احتراقاً كاملاً، وحريق آخر كان بأحدى مولدات الكهرباء المتواجد فيها.
أيضاً تضررت إحدى سيارات العاملين بالمشفى والمتواجدة في نفس المنطقة.
يمكنني القول بأن الإستهداف كان مباشراَ؛ حيث ألقت مروحية النظام السوري برميلين متفجرين؛ أحدهما أصاب المبنى بشكل مباشر، والآخر جاء بالقرب من مدخل المشفى، مما أدى إلى تضرر البناء بشكل كبير برغم التحصينات التي كانت تتحصن بها المشفى خوفاً من القصف.
دخلت بداية لغرفة الإسعاف، والتي كانت مدمرة بشكل كامل، أما الممر بين الغرف لم يكن متضرراً بالحجم ذاته.
أيضاً غرفة الإنعاش والصيدلية والمخبر تضرروا بشكل كبير مما أخرجهم عن الخدمة.
مستودعات الأدوية الخارجية والتي كانت بجانب المبنى أيضاً تضررت نتيجة الإنفجار الناتج عن الإستهداف؛ لكن ليس بحجم تضرر مبنى المشفى، والذي تضررت بعض جدرانة واقتلعت جميع أبوابه من مكانها، هذا عدا المعدات التي تضرر معظمها وخرج عن الخدمة.
قام فرق الدفاع المدني بإنقاذ جميع المدنيين العالقين تحت الأنقاض، سواء من الكادر الطبي أو المراجعين، وتم نقل 4 جرحى منهم إلى المشافي الميدانية، ولم أسمع بوجود ضحايا حتى مغادرتي للمنطقة.
المشفى أعلن عن توقفه عن الخدمة حالياً، وأعتقد أن إعادته للعمل ستستغرق وقتاً طويلاً.