توفي ثمانية على الأقل من اللاجئين السوريين أثناء اعتقالهم من قبل الجيش اللبناني، ويُعتقد أن الموقوفين توفوا تحت التعذيب والظروف اللإنسانية في أماكن الاعتقال والتوقيف.
فيما قال الجيش اللبناني إنه قد تبين أن عدداً من الموقوفين “يعاني من مشاكل صحية مزمنة قد تفاعلت نتيجة الأحوال المناخية، وقد أخضع هؤلاء فور نقلهم للمعاينة الطبيّة في المستشفيات لمعالجتهم قبل بدء التحقيق معهم، لكن ظروفهم الصحية قد ساءت وأدّت إلى وفاة [أربعة منهم]”.
وقد اعترف الجيش اللبناني بوفاة كل من المعتقلين: مصطفى عبد الكريم عبسه، خالد حسين المليص، أنس حسين الحسيكي (ممرض)، وعثمان مرعي المليص، فيما لم يقم بالاعتراف بوفاة بقية المعتقلين، والذين عُرف منهم: مروان العيسى،
وتفيد معلومات منظمات حقوقية لبنانية أن الجيش قام بتسليم الجثث إلى رئيس بلدية عرسال، والذي أشرف على عملية دفن الجثث، ومنع ذويهم من تصوير الجثث.
إن بيان الجيش اللبناني نفسه يحمل اعترافاً صريحاً بأن أماكن الاعتقال لا تراعي القواعد الدنيا في معاملة النزلاء، حيث نصّ البيان على أن المعتقلين توفوا نتيجة للأحوال المناخية، حيث يحاول البيان الإشارة إلى أن المعتقلين توفوا نتيجة الحر، علماً بأن درجات الحرارة في لبنان تراوحت في الفترة من 1-4/7/2017 بين 29-32 درجة مئوية، بالإضافة إلى الادعاء بأن الوفيات هي نتيجة لأمراض مزمنة، وهو تبرير لا يمكن قبوله لمعتقل واحد، فضلاً عن تزامن الوفاة لثمانية أشخاص في آن معاً. وبكل الأحوال فإنّ اعتراف الجيش بهذه المبررات يشكّل إدانة تسمح بملاحقته قانونياً بتهمة التسبب بوفاة هؤلاء المعتقلين أثناء احتجازهم تحت مسؤوليته.
كما الجيش اللبناني تجاوز كل القواعد الدنيا المتعارف عليها في التعامل مع حالات الوفاة أثناء التحقيق، حيث لم تسمح مخابرات الجيش في عرسال بدخول كاتب عدل لتمكين ذوي الضحايا من توكيل محامين، كما سمحت النيابة العامة الإستئنافية في البقاع بتسليم الجثث بدون تشريح جنائي.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان وإذ تدين الانتهاكات الخطيرة بحق اللاجئين السوريين في لبنان، فإنّها تطالب المنظمات الحقوقية اللبنانية والدولية بمتابعة مسلسل الانتهاكات التي شهدتها المخيمات السورية في عرسال منذ يوم الجمعة، وما تلاها من انتهاكات في أماكن التوقيف، وتدعو هذه المنظمات إلى الضغط على الحكومة اللبنانية من أجل زيارة الموقوفين والاطلاع على حقيقة وظروف اعتقالهم.
كما تدعو اللجنة الاتحاد الأوروبي للقيام بدوره في هذا الصعيد، خاصة وأن رئيسة البعثة الخاص بالاتحاد في لبنان كرستينا لاسن قد قامت بزيارة لمواقع اللواء التاسع في الجيش اللبناني المنتشر حول بلدة عرسال، في 6/6/2017، وجددت خلال الزيارة ما وصفته بدعم الاتحاد الأوروبي الكامل للواء التاسع من أجل تأمين الحدود السورية – اللبنانية وأثنت على التزامه بمكافحة الإرهاب.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
5/7/2017