نشرت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية” تقريرها الخاص حول الانتهاكات التي شهدتها مدينة حلب من 21/7-22/12/2016.
وخلص التقرير إلى أن قوات النظام قامت بحصار المناطق الشرقية من المدينة، ومنعت دخول المواد الغذائية والأدوية إليهم، كما شنّت هذه القوات والقوات الروسية ضربات جوية يومية على هذه المناطق، بما أدوى بحياة المئات من الأشخاص، واستهدفت المشافي والمدارس والأسواق وأحالتها إلى حطام، كما استخدمت القوات السورية قنابل الكلور في المناطق السكنية.
وأشار التقرير إلى أن طيران النظام والطيران الروسي شنّا غارات يومية طوال الوقت، مستخدمة بشكل حصري ذخائر أسلحة غير موجّهة، وكان من بين الذخائر قنابل جوية وصواريخ أرض أرض وذخائر عنقودية وبراميل متفجرة وأسلحة تطلق مواد كيميائية صناعية سامة، بما في ذلك الكلور.
النص الكامل لتقرير لجنة التحقيق الخاصة
وبحسب التقرير فإنّ لدى الطيران السوري قدرة محدودة على القيام بعمليات ليلية، وبالتالي فإنّ معظم العمليات الليلية ينفذها الطيران الروسي.
ووثّق التقرير استهداف الطيران الحربي للنظام قافلة إغاثة إنسانية في ريف حلب مكوّنة من 31 شاحنة، وهي الحادثة التي وقعت في 19/9/2016 في أورم الكبرى، مما أدّى إلى مقتل 14 عاملاً في مجال تقديم المعونة، وإصابة 15 آخرين.
كما قامت قوات النظام بإعدام مقاتلين خارج ساحة القتال ومؤيدين محتملين للمعارضة في المناطق التي أعادت السيطرة عليها.
وبالمقابل، فإنّ المجموعات المسلحة الموجودة في داخل المناطق المحاصرة، قامت بحسب التقرير باستخدام أسلحة مرتجلة وعشوائية، مما أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص، كما منعت الجماعات المسلحة خروج المدنيين من المناطق التي تُسيطر عليها، لاستخدامهم كدروع بشرية.
ووثّق التقرير قيام الفصائل المسلحة في داخل المناطق المحاصرة بتخزين الطعام، رغم حالة النقص الشديد التي يُعاني منها المدنيون في هذه المناطق. وأن كميات كبيرة من الطعام قد اكتشفت في مخازن هذه الفصائل أثناء عملية الخروج من حلب.
وانتهى التقرير إلى أن كل الأطراف أظهرت استهتاراً متعمّداً بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بالتناسب والتمييز، أو اشتراط اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب ما يقع بطريقة عارضة من فقدان أرواح بشرية أو إصابات أو أضرار بالأعيان المادية.