تشهد أحياء حلب الشرقية أزمة إنسانية خانقة، بعد نزوح حوالي 15 ألف شخص من أحياء التي سيطرت عليها قوات أجنبية موالية للنظام يوم أمس واليوم.
وكانت ميليشيات فلسطينية وعراقية قد تمكّنت أمس الأحد واليوم من السيطرة على أحياء مساكن هنانو وجبل بدرو والحيدرية والصاخور، فيما سيطرت الميليشيات الكردية على أحياء الهلك وبستان الباشا والشيخ خضر وبعيدين.
وقد تسبب التقدم المفاجئ للميليشيات الأجنبية الموالية للنظام في نزوح سكان هذه الأحياء بالكامل تقريباً باتجاه ما تبقى من أحياء حلب الشرقية التي ما زالت تحت سيطرة قوات المعارضة المسلحة، فيما نزح حوالي 6000 شخص إلى حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الميليشيات الكردية.
وقد اضطر النازحون إلى قطع مسافات تصل إلى عدّة كيلومترات مشياً على الأقدام، في ظل شحّ في المحروقات، وانقطاع لوسائل المواصلات، وفي درجات حرارة تقترب من الصفر المئوي.
وستؤدّي حالة النزوح الداخلية التي شهدتها أحياء حلب المحاصرة إلى زيادة المعاناة الإنسانية، حيث ستزيد من الكثافة السكانية في هذه الأحياء المكتظة أصلاً، كما ستزيد من صعوبة الحياة المعيشية، فقد غادر معظم السكان دون حمل الكثير من أمتعتهم، بما في ذلك البطانيات التي تشتدّ لها الحاجة في فصل الشتاء. كما أن المناطق المحاصرة تعاني أصلاً من نقص حاد في المواد الغذائية المتوفرة، ويقترب مخزون الوقود من النفاد.