الوضع في بلدة مضايا
قامت قوات النظام والميليشيات الأجنبية العاملة معها بحصار بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي في 10/7/2015 عبر 307 نقطة عسكرية يعتليها قناصون، وبين كل نقطة وأخرى حوالي 100-150 متراً، مزروعة بالألغام.
تسيطر ميليشيات حزب الله على الحواجز الرئيسية في تلك النقاط، أما البقية فهي تحت سيطرة قوات النظام.
وتعمل هذه النقاط على منع إدخال كافة المواد الغذائية والطبية وحتى المحروقات إلى داخل البلدة، كما تعمل على استهداف كل شخص يحاول الخروج منها.
ويعيش في مضايا حوالي 40 ألف شخص.
اقرأ أيضاً: مضايا… جريمة إبادة جماعية تُنفّذ بدم بارد
ظهور مرض السحايا في مضايا
يُصنّف مرض السحايا ضمن الأمراض الخطيرة التي قد تسبب بالوفاة. وتؤدّي الإصابة به إلى التهاب حاد بالأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي.
ظهرت أول حالة من التهاب السحايا في البلدة يوم 15/7/2016، عندما ظهرت الأعراض على الطفل يمان علاء عز الدين، والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، وبعد إجراء التحاليل اللازمة تأكد الفريق الطبي من إصابة يمان بالمرض.
بقي الطفل أكثر من شهر داخل البلدة، أطلقت فيها الهيئة الطبية في مضايا النداءات والمناشدات للهلال الأحمر والأمم المتحدة والجهات المعنية لإخراج الطفل للعلاج، مثلما حصل للطفلة غنى قويدر، والتي تمكّنت جمعية الهلال الأحمر من إخراجها للعلاج في 11/8/2016 بعد إصابتها برصاص قناص من قوات النظام.
اشتد المرض على يمان؛ حيث تجاوزت حرارته 41 درجة، مصاحبة بآلام شديدة في الرأس والرقبة وتشنجات في الظهر وحالات دائمة من الهلوسة، حتى أصبح مهدداً بفقدان بصره وشلل في الأطراف، وخرجت حالته عن السيطرة بعد تحسنه لفترة، لتتوقف بعدها استجابته للعلاج.
في ظهر يوم 20/8/2016 دخلت عدد من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر إلى البلدة، وقامت بإخراج الطفل يمان دون مرافقة من أهله، والسيدة نسرين صباغ البالغة من العمر 21 عاماً والمصابة بنفس المرض بالإضافة إلى 16 حالة إنسانية مستعجلة أخرى.
وتمّت عملية الإجلاء بتنظيم من منظمة الصحة العالمية.
وخلال الأسابيع الماضية تمكّن الكادر الطبي في البلدة من معالجة 6 حالات جديدة ظهر عليها آثار المرض بعد إصابة الطفل يمان بأيام، فيما لم يستطع السيطرة على الحالات الأخرى، والتي تطور لديها المرض بشكل سريع.
في يوم 2 أيلول/سبتمبر، وصل عدد المصابين بالمرض إلى 22 حالة، بينهم 18 حالة حرجة، حيث تم عزل معظمهم في الحجر الصحي المخصص في المشفى الميداني الوحيد في البلدة، فيما تم عزل عائلة يمان المصابة في منزلهم في 1 أيلول/سبتمبر تحت إشراف عدد من أطباء وممرضي البلدة.
في صباح 3 أيلول/سبتمبر، أصيب أحد أعضاء الكادر الطبي في مضايا بالمرض نتيجة تعامله المباشر مع المرضى، فقامت الهيئة الطبية في مضايا باعلان بلدتي مضايا وبقين (حيث أنهم متصلتان جغرافياً) منطقة موبوءة بمرض السحايا، وناشدت الأمم المتحدة والجهات المعنية بالتدخل السريع.
في مساء 3 أيلول/سبتمبر، أصيب عضو آخر من الكادر الطبي بالمرض؛ حيث كان مشرفاً على علاج حالتين من المرضى، ليصل العدد الكلي إلى 24، بينهم عائلة يمان و 2 من الكادر الطبي.
أعراض المرض
“يقول الطبيب محمد درويش، عضو الهيئة الطبية في مضايا، إن انتشار مرض السحايا يعود بشكل رئيسي إلى فقدان المواد الغذائية الأساسية، وخاصة البروتينات، التي تمنح الجسم قدرة على مقاومة الجرثومة.
وتتجسد أعراض المرض بارتفاع درجات الحرارة لما يزيد عن 40 درجة، وقد يؤدي لحالات من العمى أو الخرس، بالإضافة للآلام العامة في الرأس، والرقبة، والعمود الفقري، والآثار الجانبية الخطرة لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
يقول أحمد عبد الوهاب -المتطوع في منظمة أطباء بلا حدود ” الحصار هو السبب الرئيسي لظهور المرض؛ والذي تسبب في إنهيار الهرم الغذائي للجسم مؤدياً لضعف المناعة، وهو السبب لجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة ومن بعدهم النساء”
بعض الحالات التي أصيبت بالمرض في البلدة:
- السيدة نسرين الشماع، تبلغ من العمر 21 عاماً، وظهرت عليها أعراض الإسهال الحاد والإقياء، بالإضافة إلى فقدان شهية وألم بطني ثم صداع رأسي شديد أدى لإصابة بالعمى وفقدان البصر، وفي 13/8/2016 تطورت الحالة لتصبح شللاً نصفياً في الجانب الأيسر من الجسم.
وتم إجلاء المريضة مع الطفل يمان في يوم 20 آب 2016.
- الطفلة هدى إياد محمد، تبلغ من العمر 6 أعوام، وحالتها متقدمة، تعاني من ارتفاع حاد بدرجات الحرارة، وألم في الرأس وإقياء، بالإضافة إلى العشى الليلي.
- السيدة غادة جمال يوسف، تبلغ من العمر 20 عاماً، ظهرت الأعراض عليها في يوم 19/8/2016 وتطور المرض سريعاً حتى فقدت النطق تماماً في يوم 25/8/2016.
- الطفلة بيان علاء عز الدين، وهي الشقيقة الكبرى للطفل يمان، وتبلغ من العمر 11 عاماً، حالتها متقدمة بسبب عدم تناولها للطعام لمدة 7 أيام، تعاني من أوجاع شديدة وحمى ليلية وارتفاع حاد بدرجات الحرارة.
- سنا علاء عز الدين، شقيقة الطفل يمان، مصابة بالمرض في مرحلته الأولى.
- السيدة خولة (والدة الطفل يمان)، تبلغ من العمر 34 عاماً، أكثر الحالات تقدماً بين أفراد عائلتها، برغم أنها آخرهم إصابة.
- السيدة منال رحمة، مصابة في المرحلة المتقدمة من المرض، تعاني من آلام حادة في الرأس، وهذيان، وحمى ليلية.