
رفضت السلطات اللبنانية إقامة مخيمات رسمية للاجئين، استجابة لطلبات حلفاء النظام السوري، وهو ما ساهم في سلسلة مستمرة من الانتهاكات بحق اللاجئين
يشهد لبنان موجة من الانتهاكات بحقّ اللاجئين السوريين فيه، على خلفية التفجيرات الانتحارية التي شهدتها بلدة القاع ذات الأغلبية المسيحية يوم 27/6/2016.
وبحسب وزير الداخلية اللبناني فإنّ الانتحاريين الثمانية الذين دخلوا إلى البلدة حضروا من محافظة الرقة وليسوا من بين اللاجئين السوريين، وأن الانتحاريين الذين قتلوا 5 أشخاص قبل موتهم يتبعون لتنظيم داعش، رغم أن التنظيم، أو أي تنظيم آخر، لم يعلن مسؤوليته عن الحادث.
وشملت الانتهاكات التي توالت منذ ظهر الإثنين وحتى إعداد هذا التقرير: الاعتقال التعسفي على نطاق واسع، وأعمال العنف الجسدي واللفظي تجاه اللاجئين، والخطاب العنصري من أفراد ومؤسسات.
منذ يوم 27/6/2016 وحتى يوم 30/6/2016 أعلن الجيش اللبناني عن اعتقال 653 سورياً في اقتحامات لتجمعات اللاجئين في مناطق الحمودية ونين وتل أبيض الطيبة والحديدية ودورس في بعلبك ومخيم الرحمة في طرابلس ومخيم في محلّة الريحانية في بنين وفي عكّار وزحلة. وبرّرت بيانات الجيش اللبناني التي قام بنشرها هذه الاعتقالات بالوجود غير المشروع على الأراضي اللبنانية (عدم امتلاك أوراق إقامة قانونية)، أو التجول بصورة غير مشروعة!.
ويقوم الجيش وقوى الأمن الأخرى بالإعلان عن العثور على أسلحة وعبوات وأحزمة ناسفة بعد كل عملية مداهمة!.
لكن الشهادات التي حصلت عليها اللجنة السورية لحقوق الإنسان من عدد ممن اعتُقل أحد من ذويهم تؤكّد أن المعتقلين كانوا يملكون الأوراق القانونية المطلوبة.
ونشرت بعض وسائل الإعلام اللبنانية رسالة تهديد قالت بأنه تم توزيعها على بعض تجمعات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع الشمالي يوم الأربعاء، وحملت توقيع “حركة أحرار البقاع الشمالي”، وهي حركة غير معروفة من قبل. وطالبت الرسالة اللاجئين بمغادرة البقاع الشمالي خلال 48 ساعة، “وإلاّ سنتعامل معكم كأعداء ولن تكونوا بأمان، سنحرق بيوتكم، سنغتصب بناتكم ونسائكم، وسنقتل أطفالكم وقد أعذر من أنذر”.
وبالتوازي مع أعمال الاعتقال التعسفي واسع النطاق التي يقوم بها الجيش اللبناني والمخابرات اللبنانية، أعلنت عدد من البلدات اللبنانية عن إجراءات لتقييد حركة اللاجئيين السوريين. فعلى سبيل المثال أصدرت بلدية بعلبك الهرمل يوم 27/6/2016 حظراً لتجول السوريين لمدة 72 ساعة، ولكن محافظ بعلبك الهرمل صرّح لاحقاً بأن الحظر مفتوح المدة الزمنية، وأصدرت بلدة الشويفات يوم 28/6/2016 قراراً بمنع تجول الأجانب بعد الساعة الثامنة مساء، وأصدرت بلدة الشرقية اليوم الخميس ما أسمته برنامجاً “لضبط حركة الإخوة السوريين في البلدة”، وتضمّن منع تنقل السوريين بين الساعة التاسعة مساء والسادسة صباحاً.

أصدرت عدد من البلدات اللبنانية قرارات تحدّ من حرية الحركة بالنسبة للمواطنين السوريين، بالإضافة إلى قيود أخرى
وفي منطقة حراجل بقضاء كسروان في جبل لبنان قام عناصر من ميليشيات مسيحية يوم 28/6/2016 بالاعتداء على مجموعة من اللاجئين، وقاموا بضرب الرجال منهم لحوالي نصف ساعة، بحسب ما نشره مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش “نديم حوري” على صفحته الشخصية.
وشهدت الأيام الأربعة الماضية ارتفاعاً في وتيرة التصريحات السياسية المحرّضة على اللاجئيين، وكان أبرزها تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب نبيل نقولا. وشجّعت هذه التصريحات وتيرة خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي تجاه اللاجئين، وشارك في نشر هذا الخطاب إعلاميون وفنانون وكتاب.