سيطرت مجموعات من المعارضة السورية يوم الخميس 12/5/2016 على قرية الزارة في ريف حمص الشمالي. وأعلنت مصادر حكومية بعد ذلك أن مجموعات المعارضة قد اتكبت مجزرة بحق 19 مدنياً من سكان القرية.
وتقع القرية في ريف حمص الشمالي، وسكانها من الطائفة العلوية.
وقد قامت وسائل الإعلام الموالية للنظام في الأيام التي تلت الإعلان عن المجزرة بنشر عدد من الصور لما قالت بأنها المجزرة التي تم ارتكابها في القرية.
وأدانت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، وهي تجمع لمجموعة من الفصائل التي قامت بالسيطرة على القرية نشر صورة قام مقاتلان من إحدى الفصائل المشاركة بأخذها، حيث تُظهر الصورة قيام المسلحين بوضع أقدامهم فوق جثتين لمرأتين. وقالت الغرفة في بيانها بأن المرأتين كانتا مسلحتين، وقامتا بإطلاق النار على المسلحين. وهو ما لم تنكره وسائل إعلام النظام، والتي قالت بأن النساء شاركن في إطلاق النار.
واستخدمت وسائل الإعلام الموالية للنظام صوراً من مجازر ارتكبتها قوات النظام السوري في حمص واللاذقية وحلب، وصوراً من غزة أيضاً، على أنها صور من مجزرة الزارة.
تقرير صحفي يحلل الصور التي تم استخدامها لمجزرة الزارة المزعومة.
وأظهرت التغطية الإعلامية من قبل وسائل إعلام النظام ارتباكاً واضحاً تجاه رواية المجزرة، فبينما قالت بعض هذه الوسائل بأن الضحايا هم 7 أشخاص، قالت وسائل أخرى بأنهم وصلوا إلى 47 شخصاً.
كما استمرّت القنوات الفضائية الموالية نشر مقابلات مع من قالت بأنهم ناجون من المجزرة، واتّصفت هذه المقابلات بالارتباك واتناقض الواضح. ففي مقابلة نشرت أول أمس ناقض كل الشهود أنفسهم في المقابلات القصيرة التي أجريت معهم، فأحد الشهود قال بأنه أنقذ والدته وأمه وأوصلهم إلى مكان آمن، ثم عاد إلى البيت ليجد المسلحين هناك، فقاومهم، ثم ذكر الضحايا الذين خسرهم في البيت، وذكر والدته من بينهم!.
https://www.youtube.com/watch?v=Xz4C1A8_K0w&feature=youtu.be
ويظهر تتبع الشهادات التي عرضتها قنوات سورية ولبنانية وإيرانية في تقارير مختلفة اتفاق كل الشهود على الرسائل السياسية التي يقومون بعرضها، واختلافهم في عرض الوقائع لما يُفترض أنهم شاهدوه وعايشوه، حيث يذكر كل الشهود في المقابلات التي استعرضتها اللجنة على قنوات الدنيا، الإخبارية السورية، سما الفضائية، وقناة الميادين أن المسلحين استغلّوا الهدنة، وأن المجتمع الدولي يتجاهل المجزرة، بما يُظهر تواطؤه مع من ارتكبوا المجزرة.