لقد مثّلت مجزرة حماة نقطة فاصلة في تاريخ النظام القمعي في سورية، حيث أظهرت استعداده لتدمير مدينة بكاملها، وقتل آلاف من أبنائها في أيام معدودة، بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو حتى موقفهم من النظام. وعكست المجزرة طبيعة نظام الأسد الأب، والذي لم يتورّع عن ارتكاب أفظع الجرائم بحق مخالفيه على كافة أشكالهم ومراتبهم، وقدّمت نموذجاً قابلاً للاستنساخ لكيفية التعامل مع المخالفين، وهو نموذج تمّ استحضاره واستنساخه على نطاق واسع، وبأشكال مضاعفة عن نموذج حماة، حيث قام هذا النظام بقتل قرابة 300 ألف شخص خلال خمس سنوات، ودمّرت عشرات الأحياء في حلب وحمص وريف دمشق بالشكل الذي جرى تنفيذه في عام 1982.