كشف تقرير لمجلة فوريس بوليسي الأمريكية إن تقريراً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) أشار في أكتوبر 2015 إلى أن الوضع في بلدة مضايا في ريف دمشق قد أصبح خطيراً، وأن أكثر من ألف طفل يُعانون من سوء التغذية. لكن هذا التقرير صُنّف داخلياً في أوتشا باعتباره “تقريراً داخلياً ليس للنشر”!.
ورغم علم الأمم المتحدة بالأوضاع في مضايا، إلا أن ردود الفعل على ذلك لم تظهر من قبل المسؤولين فيها إلا بعد 7/1/2016، عندما تحوّلت مضايا إلى قضية شأن عام.
وقال التقرير بأن ممثل الأمم المتحدة في دمشق يعقوب الحلو، وبعد شهور من الصمت الأممي، صرّح للإعلاميين في 12/1/2016 بعد زيارته إلى مضايا بأنّ السكان في مضايا جوعى، لكنه لم يشر إلى الجهة التي تسببت في جوعهم، وتجنب أي ذكر لحزب الله ودوره في مضايا.
وذكر التقرير أن المسؤول الأممي، كما بقية المسؤولين، يعملون على ذكر مضايا ضمن بقية المناطق المحاضرة، ويُشيرون على وجه الخصوص إلى كفريا والفوعة، القريتين المواليتين لنظام الأسد في ريف إدلب، واللتين تُحاصرهما قوات المعارضة، بما يظهر وكأن الأوضاع الإنسانية في هاتين القريتين تتشابه مع الأوضاع التي يعيشها سكان مضايا.
لكن المتابعة الاستقصائية التي قامت بها المجلة أظهر أن سعر كيلو الرز في مضايا وصل إلى 256$، في الوقت الذي كان فيه سعر الكيلو في كفريا والفوعة حوالي 1.25$، وكان سعر كيلو الطماطم أقل من دولار، وكيلو البطاطا بنصف دولار.
وذكر التقرير أن إحصائيات الأمم المتحدة للمناطق المحاصرة تتعمّد تجاهل الفروقات الواضحة بين المناطق المحاصرة، ففي الوقت الذي كانت مضايا تشهد تجويعاً حد الموت كانت السلع متوفّرة في المناطق المحاصرة الأخرى التي يتم إجمالها في هذه الإحصائيات.
ورفضت المتحدثة باسم “أوتشا” في عمّان ليندا توم التعليق عما إذا كانت الأمم المتحدة قد سمحت للحكومة السورية بتحرير البيان الذي أصدرته في 7/1/2015، والذي وضع مضايا باعتبارها قضية ثانوية في موضوع الحصار.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تُعلن قبول الحكومة السورية دخول الغذاء إلى مضايا
ويذكر أن كل بيانات وتصريحات المسؤولين في الأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي تُجمل مضايا والفوعة وكفريا في خانة واحدة، وتصرّ على التعامل معهم وفق تصنيف واحد، لكن المنظمة الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تقم بنشر أي صورة أو مادة فلمية من داخل كفريا والفوعة بعد إدخال المساعدات إليها، بما يظهر الأوضاع الإنسانية هناك، مقابل ظهور مئات من الصور والتسجيلات التي تؤكّد وقوع المجاعة في مضايا.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تُسلط الضوء أخيراً على جريمة الحصار