شهدت العاصمة الفرنسية مساء الجمعة (13/11/2015) هجمات إرهابية شنّها انتحاريون ضد أهداف مدنية، مما أدّى لمقتل حوالي 130 شخصاً وجرح عشرات آخرين. وتبنّى تنظيم داعش هذه العمليات.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان وإذ تُعلن استنكارها وإدانتها لهذه الهجمات، فإنّها تؤكّد على حرمة المسّ بحياة المدنيين والأبرياء في أي مكان، وأن حماية الحق في الحياة يأتي في مقدّمة القيم الإنسانية التي كرّستها الأديان جمعاء، وعكستها المواثيق والتعاهدات الدولية.
لقد عاش السوريون منذ عام 2011 على وقع انتهاكات متواصلة أودت بحياة أكثر من ربع مليون سوري، ودفعت أكثر من نصف السوريين لمغادرة بيوتهم بحثاً عن مهرب من إرهاب الدولة الذي مارسه النظام السوري والميليشيات الأجنبية المتحالفة معه، والإرهاب الذي تم استحضاره إلى سورية بتشجيع وتواطؤ من طرف النظام وحلفائه.
ومما لا شكّ فيه فإنّ التهاون الدولي في التعامل مع الجرائم المستمرة والممنهجة التي شهدتها سورية على مدار السنوات الخمسة قد أدّى إلى تعاظم دور الإرهاب في المنطقة والعالم، وساعد على جذب التنظيمات المتطرفة، ومنحها الأدوات والموارد التي تمكّنها من التخطيط والتنفيذ على نطاق واسع، ومكّنها من نشر برامجها الدعائية بصورة غير مسبوقة.
إن اللجنة وإذ تُشير إلى الترابط المباشر بين الإرهاب وبين سياسة الإفلات من العقاب التي مارسها المجتمع الدولي بحق مجرمي الحرب في المنطقة، وعلى رأسهم رموز النظام السوري، فإنّها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة بحق مرتكبي الانتهاكات والجرائم، وبحق الدول الراعية للإرهاب، بما في ذلك الأنظمة التي سهّلت حصول تنظيم داعش على الأسلحة والمعدات والموارد كالنظام العراقي، والأنظمة التي موّلت عمليات التنظيم من خلال شراء النفط، وامتنعت عن استهداف مقراته بشكل واضح وممنهج.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
14/11/2015