أُعلن في دمشق الخميس عن وفاة العماد شفيق فياض، عن عمر يناهز 78 عاماً. وهو من قرية عين العروس التابعة لمدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد.
تدرّج فياض في الرتب العسكرية منذ تطوّعه في الجيش. ومع وصول حافظ أسد للسلطة بانقلاب في عام 1970 أصبح قائد الفرقة الأولى في الجيش، وبعدها انتقل ليصبح قائد الفرقة الثالثة مدرعات، وبقي في هذا الموقع لحوالي عقدين.
وغادر فياض برفقة رفعت الأسد وعلي حيدر في عام 1984 إلى موسكو، عندما أبعِد رفعت خارج سورية بعد المحاولة الانقلابية التي قام بها على شقيقه حافظ. ويُقال بأن مغادرة فياض وحيدر في الطائرة مع رفعت كانت بطلب من الأخير كي يضمن عدم قيام شقيقه بإسقاط الطائرة. وقد بقي حيدر وفياض في موسكو لحوالي شهر.
وفي نهاية التسعينيات حصل على رتبة عماد، وعُيّن نائباً لوزير الدفاع مصطفى طلاس آنذاك، قبل أن يُحال إلى التقاعد في عام 2003.
ومع بداية الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في سورية في آذار/مارس 2011 عاد فياض إلى العمل مرة أخرى كمستشار للرئيس، بعد استدعاء مجموعة من الضباط المتقاعدين الذين ساهموا في قمع المواجهات التي شهدتها سورية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

قضى فياض سنوات عمله في بناء وخدمة المنظومة القمعية التي أشرفت على الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين منذ عام 1970 وحتى اليوم
وقد شارك فياض باعتباره قائداً للفرقة الثالثة بشكل مباشر في ارتكاب عدد من الجرائم ضد الإنسانية في تلك الفترة، وخاصة في المجازر التي شهدتها مدينة حلب، حيث كانت فرقته المسؤولة عما عُرف بتمشيط حلب، وارتُكبت أثناءها عشرات المجازر، كان أبرزها مجزرة حي المشارقة، ومجزرة بستان القصر، كما شاركت فرقته في ارتكاب مجزرة حماة في عام 1982.
اقرأ أيضاً: خمس وثلاثون عاماً على مجزرة حي المشارقة
وكان ربيع عام 1980 شهد دخول القوات الخاصة إلى مدينة حلب، وبعد خمسة أيام من دخول القوات الخاصة دخلت وحدات الفرقة الثالثة بكامل قواتها وتجهيزها التي تضم مئات الدبابات والعربات المدرعة الأخرى، والتي صوّبت مدافعها مباشرة نحو الأبنية السكنية المأهولة، وباشروا بتفتيش كل البيوت، وتم اعتقال أكثر من 15 ألف شخص في تلك الفترة، حيث قتل كثير منهم أثناء التعذيب والإعدامات الدورية، فيما قضى آلاف آخرون أكثر من عشر سنوات في السجون
وتذكر شهادات من أهالي المدينة أن فياض وقف على برج دبابته في إحدى الساحات العامة، وقال بأنه “مستعد لقتل ألف شخص في كل يوم ليخلّص المدينة من الطفيليات: الإخوان المسلمون”.
وبالإضافة إلى الجرائم التي قام بارتكابها، فقد شاركت زوجته ليلى في ابتزاز أهالي المعتقلين في تلك الفترة، حيث كانت تقوم باستلام الرشاوي مقابل تأمين زيارة لمعتقل، وفي بعض الحالات الإفراج عنه، كما كانت تقوم بهذا الدور مع أهالي المجنّدين، من أجل نقلهم من منطقة إلى أخرى.