بعد أيام من نشره لصور قال إنها من سجن تدمر الصحراوي، نشر تنظيم داعش اليوم صوراً لعملية تفجير لذات السجن، حيث تُظهر الصور قيام مسلحي التنظيم بزرع متفجرات في السجن، قبل أن يقوموا بتفجيره، وتصوير عملية التفجير من عدّة كاميرات من محيط السجن.
ولم يشر التنظيم إلى السبب الذي دفعه إلى تفجير السجن، فعادة ما يقوم التنظيم بتفجير أماكن دينية أو آثار تاريخية، بدعوى أنها مخالفة لتعليمات الشريعة الإسلامية وفقاً لتفسيره، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بتفجير مبنى ليس له ارتباط ديني.
لقد مثّل سجن تدمر رمزاً لحقبة الحديد والنار التي أسسها الرئيس السابق حافظ الأسد، وقتل بين جدرانه ما يزيد عن عشرين ألف سوري.
إن تدمير السجن يمثّل اعتداء على ذاكرة السوريين للانتهاكات التي جرت في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات على وجه الخصوص، وطمساً للأدلة المادية المتعلقة بهذه الانتهاكات.
ويرتبط بناء السجن بحق الأجيال القادمة في معرفة الحقيقة، وفي حق الضحايا أنفسهم بالاعتراف المعنوي بتضحياتهم.
إن الاعتداء الذي نفّذه تنظيم داعش على مبنى السجن الذي قام النظام بتفريغه تماماً قبل تسليمه المدينة للتنظيم، يقدّم خدمة أساسية لمجرمي الحرب المسؤولين عن الجرائم التي تم تنفيذها في هذا المكان.