بالتوازي مع استمرار المعارك في داخل مخيم اليرموك، بعد دخول تنظيم داعش إلى المخيم، استمرّت عمليات إجلاء المدنيين من المخيم، حيث غادر نحو ألفي شخص إلى حي الزاهرة المجاور، فيما انتقل آخرون إلى يلدا، والخاضعين لسيطرة قوات النظام.
وبحسب مسؤول فلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية فقد تم إيداع النازحين في في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة، وقُدمت لهم الاحتياجات اللازمة، كما تم اسعاف نحو 25 جريحاً إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا.
من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن 94 مدنياً، بينهم 43 امراة وعشرون طفلاً، تمكنوا من الهرب من المخيم صباح أمس الاحد بعد اشتباكات عنيفة ليلاً.
وهذه المرة الاولى التي يتم فيها اجلاء مدنيين من مخيم اليرموك بعد اقتحامه الاربعاء من مقاتلي تنظيم الدولة
ويسيطر تنظيم داعش على وسط المخيم والمنطقة الغربية الجنوبية، فيما يسيطر مقاتلو كتائب أكناف بيت المقدس، على المنطقة الشمالية الشرقية.
ويذكر أن كتائب “أكناف بيت المقدس على أرض الشام”، قد تأسست قبل فترة قصيرة من بدء الحصار المشدد على المخيم في أوائل مارس/ آذار 2013.
ويقع مخيم اليرموك داخل مدينة دمشق. وقد تأسس عام 1957، ويقع على مساحة 2.1 كم2، وكان يسكنه في عام 2011 حوالي 160 ألف لاجئ فلسطيني، أي أن مخيم اليرموك كان يضمّ حوالي ثُلث اللاجئين الفلسطينيين في سورية، إلا أن عدد سكانه قد تراجع خلال العامين الماضيين إلى حوالي 18 ألف نسمة،. وفي المخيم 28 مدرسة، وثلاث مراكز صحية. وهو من ضمن المخيمات غير الرسمية للأونروا في سورية.
ويتواجد في سورية حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني، يعيشون في تسعة مخيمات رسمية، بالإضافة إلى ثلاثة مخيمات غير رسمية، منها مخيم اليرموك.
ويقع المخيم على بُعد 8 كم من المدينة القديمة، في الجنوب الشرقي لمحافظة دمشق، ويصِل بين أحياء التضامن، والعروبة، والحجر السود، والقدم، والميدان، ويلدا، وأنحاء واسعة من الغوطة الشرقية.
وقد ضربت قوات النظام السوري، مع ميليشيات القيادة العامة الفلسطينية التابعة لها، حصاراً أولياً على المخيم منذ 26/12/2012، قبل أن يتم إغلاق مداخل ومخارج المخيم بشكل كامل منذ يوليو/ تموز 2013 وحتى اليوم.
وقد ترك الحصارُ المضروب على المخيم أثراً كبيراً على من تبقّى من سكانه، نظراً لخلو المخيم من أي أرض زراعية يمكن أن تُوفّر موارد غذائية، بخلاف بعض المناطق المحاصرة في ريف دمشق.
وقد بدأ الحصار يشتدّ ضراوة على المخيم، كما باقي المناطق المحاصرة، مع بداية شهر رمضان لعام 2013 (في شهر يوليو/تموز 2013)، حيث لم تَعُد الحواجز تسمح بمرور أي مواد غذائية، بعد أن كانت تسمح بمرور كميات قليلة منها من قبل.
ومع نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2013 سجّلت الهيئات الطبية في داخل المخيم عشرات من ضحايا الجوع ، ليدخل المخيم في وضع مأساوي شديد الخطورة، ويستدعي دعوات دولية عديدة لفك الحصار المفروض على المخيم.