أعلن مخرج نرويجي يُدعى لارس كيلفبيرغ أنه من أنتج فلم الصبي الشجاع، والذي نُشر على الإنترنت يوم 10/11/2014، وقال بأنّه سعى من وراء إنتاج هذا الفلم إلى تسليط الضوء على معاناة الأطفال في الحروب، باعتبارهم الضحايا الأبرياء في كل الأوقات، وأنّه فخور جداً بالفريق الذي ساعد على إنتاج هذا الفلم، والذي صُوّر في مالطا في الصيف الماضي، وقال بأنّه تعمّد أن يظهر الفلم كما وكأنه حقيقي من أجل جلب الانتباه إلى العمل.
وقال كيلفبيرغ، الذي قام لاحقاً بتوزيع فلمٍ يُظهر عملية الإنتاج، أنه تلقّى تمويلاً لهذا الفلم من هيئة الأفلام النرويجية والمجلس النرويجي للفنون المرئية والمسموعة.
ويُظهر فلم الصبي الشجاع، والذي ظهر كما لو أنه مسجل بهاتف نقال، على الطريقة التي يقوم بها النشطاء الإعلاميون في سورية بتوثيق الأحداث، بإظهار طفل في مكان يبدو وكأنه سورية، وتظهر في الخلفية أعلامٌ للنظام السوري مرسومة على براميل في المكان، ويتعرّض الطفل لإطلاق نار في ظهره، ولكنه ينهض بعد ذلك ويركض باتجاه سيارة في المكان، لينتشل فتاة قال الفلم بأنها اخته وينقلها إلى الجهة الثانية من المشهد.
وفي الفلم الذي تبلغ مدّته دقيقة و6 ثوان، يظهر صوت متحدثين في الخلفية، يقومون بوصف المشهد، وهو الأمر الذي اعتاد النشطاء في سورية على اتباعه أثناء توثيق الانتهاكات.
وقد أبدت وسائل إعلام النظام السوري اهتماماً كبيراً بالفيديو وبظهور أنه مفبرك (أحد البرامج التي بثّتها القنوات التابعة للنظام لاستثمار الفيديو)، واستخدمته للتأكيد على أن كل المجازر التي تم توثيقها منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في عام 2011 هي مفبركة بنفس الطريقة!. كما كان ملفتاً اهتماماً عدد من وسائل الإعلام الغربية، وخاصة قناة BBC البريطانية، بالفلم قبل ظهور فبركته، من خلال تحليله المكثف، ومن ثمّ نشر الفلم الذي يُظهر عملية الإنتاج عبرها حصرياً.
وكان النظام السوري قد عمل خلال السنوات الماضية على فبركة العشرات من الأفلام، ومحاولة بثّ معلومات خاطئة، من أجل تشكيك الرأي العام بمقاطع التوثيق التي يقوم النشطاء بتسجيلها.

في 4/10/2011 عرض التلفزيون السوري زينب الحصني التي أشاع بأنه قتلها، ليقول بأن المرأة التي وجدت جثتها مقطعة هي امرأة أخرى غير الحصني!
لقد أظهر العمل الذي قام به المخرج استخفافاً غير مسبوق بأخلاقيات العمل الخاص بالصناعة السينمائية من جهة، كما أدّى إلى الإساءة البالغة لمعاناة الأطفال في سورية، والتي ادّعى أنه يعمل على جلب الانتباه إليها.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان ترى أنّ فبركة مثل هذا الفلم تُقدّم خدمة بالغة لمجرمي الحرب في سورية، من خلال ضرب ثقة الجمهور بالمواد التوثيقية التي يقوم النشطاء بتوثيقها على مدار اليوم، ويقدّمون تضحيات كبيرة من أجل تصويرها ونشرها.
إن المخرج النرويجي مدعو للاعتذار العلني والصريح عن العمل اللاخلاقي الذي قام به، كما أن الاعتذار يشمل الجهات التي قامت بتمويله، والتي ساهمت بصمتها بعد نشر الفلم في خدمة العمل الدعائي لمجرمي الحرب، في سورية وفي العالم بشكل عام.