نشر تنظيم الدول الإسلامية (داعش) فلماً يصوّر ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، لما قالت بأنّه رسالة إلى الرئيس الأمريكي بارك أوباما من أجل تغيير خططه لاستهداف التنظيم.
وعرض التسجيل كلمة للصحفي فولي، وهو يرتدي بزة برتقالية، ناشد فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما التراجع عن استهداف تنظيم الدولة، كما وجّه رسالة إلى شقيقه الذي يعمل طياراً في سلاح الجو الأمريكي.
كما ظهر أحد عناصر داعش وهو ملثم، قائلاً بإنجليزية رجّح الخبراء أنها لهجة تعود للعاصمة البريطانية لندن: إن سبب الذبح هو الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد مقاتلي التنظيم في العراق، والتي ساعدت في استعادة القوات الكردية والعراقية السيطرة على سد الموصل ومحيطه، وبعدها قام العنصر بذبح الصحفي فولي، وحمل رأسه.
كما تضمن الشريط تحذيراً من داعش بقتل أميركي آخر عُرف باسم ستيفن جويل سوتلوف، والذي ظهر جاثياً على ركبتيه يرتدي زياً برتقالياً، بينما يمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف، وقال التنظيم إن مصير سوتلوف مرتبط بالخطوة التالية للرئيس الأميركي.
وكان الصحفي جيمس فولي، والبالغ من العمر 40 عاماً، مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا، قبل أن يتوجه إلى سورية لحساب “غلوبال بوست” ووسائل اعلام اخرى. كما زود وكالة فرانس برس بتقارير صحافية اثناء وجوده هناك.
وقد أوقف فولي في 22/11/2012 قرب مدينة تفتناز من قبل أربعة رجال مسلحين برشاشات كلاشنيكوف، يُعتقد أنهم تابعون لجبهة النصرة، أفرجوا بعد ذلك عن سائقه ومترجمه. ولم تكن داعش قد تأسست بعد، مما يعني أن من خطف فولي قد انشقوا عن النصرة، أو أنهم باعوه لداعش.
واللجنة السورية لحقوق الإنسان، وإذ تُدين العمل المروع الذي قامت به داعش، وإذ تتقدّم بالعزاء إلى ذوي الصحفي جولي، فإنّها تُذكّر أن داعش قد قامت بذبح مئات من السوريين منذ تأسيسها، كما أنها ما زالت بخطف عشرات من النشطاء والإعلاميين السوريين والاجانب.
كما تُذكر اللجنة بعشرات الصحفيين السوريين والأجانب ممن قضوا نحبهم أثناء تغطيتهم للأحداث في سورية خلال السنوات الثلاثة الماضية، والذي خاطروا بحياتهم من أجل أن تصل الحقيقة إلى العالم.
إن ما قام به تنظيم داعش من قتل لصحفي اختطف في سورية، يؤكّد أن استهدافاً محدوداً للتنظيم في العراق، دون استهدافه في سورية، لن يكون مؤثراً، وأن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات أكثر جدية في مواجهة هذا التنظيم، وفي مواجهة نظام الأسد، والذين ارتكبوا من الجرائم ما يجعل مواجهتهم مسؤولية دولية، وليس مسؤولية السوريين وحدهم.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
20/8/2014