يُعدّ المحامي عبد الله الخليل من أبرز النشطاء السياسين والمدافعين عن حرية الرأي في سورية، وهو معتقل سابق في سجون النظام السوري، حيث كان قد اعتقل في 1/5/2011 وأطلق سراحه بتاريخ 29/7/2011، بعد مداخلة له على قناة الجزيرة، ثم اعتُقل ثانيةً أثناء الاعتصام في نقابة المحامين بالرقة بتاريخ 22/8/2011 وأطلق سراحه في 29/8/2011، واعتقل ثالثة بتاريخ 15/12/2011 مع ابنه محمد الذي أخلي سبيله في اليوم التالي، لكن لم يُخل سبيلُ المحامي الخليل إلا في 26/12/2011، وأقدمت السلطات على هدم منزله في 18/12/2011، ثم دمّرت مزرعته واقتلعت الأشجار المثمرة فيها، ثم اعتُقل مرة رابعة في 3/2/2012 وأفرج عنه في 29/3/2013.
والمحامي الخليل من مواليد 1961، ويعمل في سلك المحاماة منذ عام 1986، وهو رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة، وهو عضو في الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة.
اختطاف المحامي الخليل
بتاريخ 19/5/2013 خرج المحامي عبد الله الخليل من مقر المجلس المحلي لمحافظة الرقة متّجهاً إلى بيته، ومعه في سيارته ثلاثة أشخاص هم ابن أخته عبد القادر شيخ حسن، والسائق فارس العلو (أبو مصعب)، ومصطفى محمد علي، من لواء أمناء الرقة. وحوالي الساعة 12.45 مساءاً، اعترضتهم سيارةٌ سوداء بدون لوحات أمام الهجرة والجوازات في الرقة، وسارت أمامهم، وعندما وصلوا أمام المحكمة العسكرية أوقفتهم تلك السيارة، ونزل منها عدة أشخاص، وطلبوا هويات الركاب في سيارة المحامي الخليل، وفي هذه الأثناء رفع المهاجمون أسلحتهم النارية تجاه الركاب، وقاموا بتقييد أيديهم ووضع عُصبٍ على أعينهم، وقاموا بأخذ السيارة التي كانوا يستقلونها، وانطلقت كلا السيارتان بسرعة.
وقفت سيارة الخاطفين عند حاجز تابع لإحدى الكتائب العسكرية، حيث قال الخاطفون إن مَن معهم هم مِن اللصوص، فعرّف الأستاذُ عبد الله الخليل عن نفسه، ونَفى أن يكون المختَطَفون من اللصوص، وأثناء هذا الحوار تمكّن أحد المختَطَفين (مصطفى محمد علي) من الفرار من السيارة، ولم يُعرف ما جرى بعد ذلك. لكنه وأثناء فراره شاهدَ السيارةَ التي تحملُ المختطَفين تُغادر الحاجز وتتجه نحو الغرب.
وقد وردت شهادات لاحقاً من مدينة الرقة تُفيد بأنّ سيارة الخاطفين تعود إلى جبهة النصرة.
وبعد حوالي شهر ونصف أُفرج عن عبد القادر شيخ حسن، وقال بأنّه لا يعلم شيئاً عن مكان المحامي عبد الله الخليل، لأنّ الجهة الخاطفة وضعته في زنزانة انفرادية، ولم يُحققوا معه إلى حين الإفراج عنه.
وبتاريخ 2/7/2013 نُشر خبر على بعض المواقع أن المحامي عبدالله الخليل قد أُطلق سراحه، وهو ما تبيّن أنّه خطأ ناتح عن تشابه بالأسماء، فالمفرج عنه هو عبدالله الخليل البليبل.
وبتاريخ 14/11/2013 استولى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) على بيت المحامي عبد الله الخليل في الرقة، حسب شهادات وصلت إلى اللجنة السورية لحقوق الإنسان من حي الفردوس، حيث شُوهد مسلحون من التنظيم يدخلون البيت، ويقومون بتغيير الأقفال، وبعدها بعدة أيام تمّت كتابة عبارة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) على مدخل البيت، بما يُعلن أن هذا البيت قد أصبح تحت سيطرة هذا التنظيم كما هي العرف الذي فرضه التنظيم منذ استيلائه على المحافظة.
* * *
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان، وإذ نُذكّر بالدور الحقوقي الهام الذي قام به الأستاذ عبد الله الخليل طيلة السنوات الماضية، وهو الدور الذي دفع ثمنه في اعتقالات متكررة، وتضييق مستمر عليه، واستهداف لأملاكه، فإنّنا نعتبر أن اختطافه الأخير، بغض النظر عن الجهة الخاطفة، هو استمرار لسياسة استهداف النشطاء الحقوقيين والإعلاميين، والتي ينتهجها النظام السوري منذ عقود، من أجل منع السوريين من التعبير عن آرائهم، ومن المطالبة بحقوقهم.
وتُطالب اللجنة كافة التنظيمات العسكرية والمدنية والسياسية المعارضة بذل كل الجهد الممكن للكشف عن مصير المحامي عبد الله الخليل، وكل المختطفين الآخرين من المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
5/1/2013