علمت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن ستة سجناء في سجن حلب المركزي قد قضو نتيجة البرد الشديد خلال اليومين الماضيين ليرتفع عدد القتلى إلى ثلاثة عشر سجينا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط بعد أن قامت سلطات السجن باطلاق النار منذ يومين على السجناء في الجناح السياسي فقتل سبعة منهم على الفور وجرح عشرة آخرين جراح معظمهم خطيرة .
ويضم السجن المركزي في حلب الذي يتبع إداريا لوزارة الداخلية أكثر من 4500 سجينا يعيشون ظروف كارثية وغير إنسانية في ظل السياسة التي تتنهجها إدارة السجن في معاملة السجناء ، من قتل عشوائي وإعدامات ميدانية وتعذيب وتجويع ممنهج وإهمال طبي متعمد أدى لوفاة العشرات منهم .
ويقبع معظم السجناء حاليا شبه عراة وذلك بعد إضطرارهم لحرق ملابسهم وبطانياتهم للقيام بخبز مخصصاتهم من الطين الذي يوزع عليهم بمعدل 150 غرام للفرد يوميا عوضا عن الطعام ، الأمر الذي ترك السجناء فريسة للبرد الشديد والأمراض المزمنة حيث وصل عدد الإصابات بمرض السل إلى 400 حالة تنتظر الموت ببطء نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجن .
ونتيجة لصعوبة وصول الإمدادات الغذائية إلى السجن نتيجة العمليات العسكرية في محيطه ، تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية للسجناء بشكل كبير منذ إعلان الجيش الحر في بداية شهر نيسان / أبريل الماضي لبدء معركة تحرير السجن ، وقد قامت القوات الحكومية في 22 أيار /مايو الماضي بقصف مركز للسجن وأدى ذلك لمقتل 60 سجينا وجرح أكثر من 100 آخرين قضى معظمهم بد ذلك نتيجة لانعدام الرعاية الطبية بشكل كامل وقامت سلطات السجن بدفن الجثث في مقبرة جماعية في باحة السجن .
الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعرب عن بواعث قلقها الشديد إزاء ما يتهدد مصير الآلاف من السجناء داخل السجن المركزي في حلب فإنها فإنها تحمل النظام السوري بأركانه الأمنية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة هؤلاء المعتقلين وتناشد المنظمات الدولية الإنسانية وبشكل خاص اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل لانقاذ حياة الآلاف من المعتقلين الذين يواجهون خطر الموت بشكل يومي .