قبض على ما لا يقل عن 93 شخصاً في سوريا ما بين 8 و23 مارس/آذار على أيدي قوات الأمن بالعلاقة مع الاحتجاجات الأخيرة وما زال هؤلاء، حسبما ذُكر، معتقلين في أماكن مجهولة. وهم معرضون لخطر التعذيب ولغيره من ضروب المعاملة السيئة.
واندلعت الاحتجاجات السلمية، في قسط كبير منها، والتي دعت مثل بقية الاحتجاجات المماثلة في مختلف أرجاء المنطقة إلى الحريات السياسية ووضع حد للفساد، في 15 مارس/آذار في العاصمة السورية، دمشق. وعقب ثلاثة أيام خرجت احتجاجات أوسع نطاقاً في مدينة درعا الجنوبية، وكذلك في أجزاء أخرى من البلاد. وردت السلطات السورية على العديد من هذه الاحتجاجات باستخدام العصا الغليظة في تفريق المحتجين، مستخدمة الهراوات في معظم الأحيان. وفي درعا، استخدمت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية كذلك، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 13 من المحتجين وجرح عديدين، حسبما ذُكر.
كما شنت السلطات السورية حملة اعتقالات واسعة النطاق. واستناداً إلى منظمات سورية لحقوق الإنسان وأقارب للمعتقلين، جمعت منظمة العفو الدولية أسماء 93 شخصاً قبض عليهم ما بين 8 و23 مارس/آذار في دمشق، وفي مدن وبلدات حلب وبانياس ودرعا ودوما وحماة وحمص واللاذقية ومعرة النعمان والمالكية. ورغم أن أماكن اعتقال هؤلاء ما زالت مجهولة، يعتقد أنهم محتجزون في مراكز اعتقال تديرها قوات أمنية كالأمن العسكري، وهي ذي سمعة سيئة بسبب ما يمارس فيها من تعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي لمن تم القبض عليهم أعلى من هذا بكثير. وطبقاً لإحدى منظمات حقوق الإنسان السورية، فقد قبض على قرابة 300 شخص في درعا وحدها في الأيام الخمسة المنتهية مساء 22 مارس/آذار.
وبين المعتقلين الثلاثة والتسعين خمس نساء وما لا يقل عن 12 طفلاً تحت سن 18. وبين المعتقلين كذلك طلاب مدارس وجامعات وصحفيون ومثقفون وناشطون سياسيون. وبعض هؤلاء ينتمون إلى عائلة واحدة. ولم يشاركوا جميعاً في المظاهرات، وعلى ما يبدو فقد قبض على العديد منهم بسبب الجهر بآرائهم الداعمة للاحتجاجات في سوريا، سواء بصورة شفوية في تجمعات عامة، أو كتابة عبر الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري. وترجِّح منظمة العفو الدولية أن العديد ممن اعتقلوا قد يكونون سجناء رأي محتجزون حصرياً لممارستهم حقهم المشروع في حرية التعبير والانتساب إلى الجمعيات، أو لتقديمهم الدعم السلمي للاحتجاجات أو المشاركة فيها.
يرجى الكتابة فوراً بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، أو بلغتكم الأصلية:
•للإعراب عن بواعث قلقكم بشأن استمرار اعتقال ما لا يقل عن 93 شخصاً في أماكن مجهولة بالعلاقة مع الاحتجاجات الأخيرة، والدعوة إلى الإفراج عنهم فوراً وبلا قيد أو شرط إذا ما كانوا محتجزين حصرياً بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات؛
•لمطالبة السلطات السورية بتوضيحات حول أماكن وجود جميع المعتقلين ودعوتها إلى ضمان حمايتهم جميعاً من التعذيب وغيره من صنوف سوء المعاملة طيلة فترة احتجازهم، وإفساح المجال أمامهم كي يتصلوا فوراً بعائلاتهم وبمحامين من اختيارهم، ويتلقوا العناية الطبية التي يمكن أن يكونوا بحاجة إليها؛
•لتذكير السلطات بأنها ملزمة، بحكم كون سوريا طرفاً في “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية“، باحترام الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والانضمام إليها.
يرجى أن تبعثوا بمناشداتكم قبل 4 مايو/أيار 2011 إلى:
فخامة الرئيس بشار الأسد
القصر الجمهوري
شارع الرشيد
دمشق، الجمهورية العربية السورية
فاكس: + 963 11 332 3410
معالي وزير الداخلية
اللواء سعيد محمد سمور
وزارة الداخلية
شارع عبد الرحمن الشاهبندر
دمشق، الجمهورية العربية السورية
فاكس: + 963 11 222 3428
وابعثوا بنسخ إلى:
معالي وزير الشؤون الخارجية
السيد وليد المعلم
وزارة الشؤون الخارجية
شارع الرشيد
دمشق، الجمهورية العربية السورية
فاكس: + 963 11 214 6251
وابعثوا بنسخ كذلك إلى الممثلين الدبلوماسيين لسوريا المعتمدين لدى بلدانكم. وتشاوروا مع مكتب فرعكم، إذا كنتم تعتزمون إرسال المناشدات بعد التاريخ المذكور فيما سبق.
تحرك عاجل
معتقلو الاحتجاجات السورية عرضة للخطر
معلومات إضافية
تضم قائمة المعتقلين الثلاثة والتسعين الطلبة الجامعيين عبد الله مسعود، وأدهم بيطار، ووسام بديوي، وحسن الحمصي، وشهم اليوسفي، ومنهل شحني. وقبض عليهم جميعاً في 8 مارس/آذار من بيوتهم في مدينة معرة النعمان، وعلى ما يبدو لدعوتهم إلى احتجاجات مناهضة للحكومة على صفحات “الفيسبوك“. وقبض على طلاب المدارس الثانوية عزو سريول، وياسر إبراهيم، وأمجد الصمادي، وأحمد ماجد الصيداوي، وجميعهم في السابعة عشرة، في 11 مارس/آذار من مدرستهم الثانوية في دوما، بالقرب من دمشق، لكتابتهم شعارات مناهضة للحكومة على الحائط.
وكانت مروة الغميان، وهي طالبة تبلغ من العمر 17 سنة، واحدة من مجموعة تضم ما لا يقل عن 11 شخصاً قبض عليهم في 15 مارس/آذار لمشاركتهم في مظاهرة سلمية صغيرة في دمشق. وطبقاً لبعض التقارير، تم تسجيل القبض عليها على شريط فيديو، وهو منشور على الموقع:
http://www.youtube.com/watch?v=i5hRoClBSzY&feature=related.
وقبض على نصر سعيد في 16 مارس/آذار عندما استدعي إلى فرع أمن الدولة في اللاذقية، وعلى ما يبدو بسبب توزيعه منشورات تدعو إلى التغيير الديمقراطي.
وقبض على براء كلزية وحسين اللبواني، وهو قريب لسجين الرأي كمال اللبواني، وعلى محمد أديب مطر ومحمود الغوراني، شقيق سجين الرأي طارق الغوراني، ومحمد الخطيب ومحمد درويش في 16 مارس/آذار لمشاركتهم في اليوم نفسه في مظاهرة صغيرة في دمشق للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين.
ويشتبه في أنه قد قبض على حسين مصطفى علي، البالغ من العمر 25 سنة، في 18 مارس/آذار لمشاركته في اعتصام عقد في المسجد الأموي، بدمشق، في اليوم نفسه. وبحسب أقوال عائلته، لم يسمعوا منه بينما ظل هاتفه النقال مغلقاً منذ ذلك اليوم. بيد أنهم لمحوه في لقطة من شريط فيديو يصور الاحتجاج على “اليوتيوب“. وبحسب علم منظمة العفو الدولية، قبض على ما لا يقل عن 10 أشخاص آخرين ممن اعتصموا في المسجد الأموي في ذلك اليوم.
وقبض على عيسى مسالمة من بيته في درعا في 21 مارس/آذار. وهو عضو قيادي في الحزب السوري المعارض المحظور “الاتحاد الاشتراكي العربي“.
وقبض على مصعب شيخ أمين، البالغ من العمر 14 سنة، ورافع أبو غالون، 16 سنة، وعبد الله أمين، 17 سنة، وصالح أبو غالون، 18 سنة، جميعاً في 22 مارس/آذار على أيدي قوة تابعة للأمن العسكري في مدينة حلب، شمال سوريا، وعلى ما يبدو لمحاولتهم التظاهر دعماً للمحتجين في درعا. وطبقاً لأقوال عائلة مصعب شيخ أمين، أحضره الأمن إلى المنـزل وهو بحالة مزرية، حيث كانت الجروح تملأ يديه ورجليه و لباسه مليء بالدماء. وحسبما ورد، ألقي بأفراد عائلات المعتقلين الأربعة خارج فرع الأمن العسكري في حلب عندما حاولوا السؤال عن مكان وجود أبنائهم.
وقبض على لؤي حسين، الكاتب والصحفي، من بيته بالقرب من دمشق في 22 مارس/آذار، وعلى ما يبدو لنشره مناشدة للتضامن مع المحتجين في درعا على الإنترنت، ولدعوته إلى احترام حق الشعب السوري في التعبير السلمي عن آرائه.
تحرك عاجل UA: 87/11 رقم الوثيقة:MDE 24/013/2011 تاريخ الإصدار: 23مارس/آذار 2011