الأخبار المتواترة الواردة من المدن وخصوصاً مدينة دمشق تشير إلى استفحال ممارسات النظام القمعية ضد المارة والمتسوقين وسائقي السيارات وراكبيها.
عشرات التقارير تشير إلى أن التوقيف الإجباري أمام الحواجز المدعمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة يعني إهانة المواطنين واعتقال بعضهم ومصادرة سياراتهم وسرقة نقودهم والمقتنيات الثمينة ومعاكسة النساء وإهانتهن وفي كثير من الأحيان تنتهي بإطلاق النار وخصوصاً على أولئك الذين يتجرؤون ويردون على الإهانات الموجهة إليهم.
وعند التدقيق على الهويات يكفي أن ينتمي المواطن إلى الأماكن المنتفضة ضد النظام وحمص تحديداً لتوجه إليه التهم وليهان ولينال بأقذع الشتائم من عناصر الأمن والمخابرات والشبيحة، والأمر ينسحب على المناطق المشتعلة الأخرى مثل درعا وحماة ودير الزور وريف دمشق وإدلب …
عناصر الأمن والشبيحة الذين يستهلون ركاب السيارة بكلمات الشتائم المنافية للأخلاق العامة والآداب والحشمة يطلبون منهم أن يطأطأوا رؤوسهم ولا ينظروا إلى عناصر دورية الحاجز وإلا كانت العقوبة صفعة في الوجه أو قد تنتهي إلى رصاصة في الرأس.
يعاني الملتحون والمحجبات أكثر من غيرهم إذ يعمد عناصر الدورية إلى تخصيصهم بالقدر الأكبر من الإهانة، وكثيرا ما تؤدي الحالة إلى شد الملتحي من لحيته حتى يركع إلى الأرض مع الإهانة والضرب والإذلال وسب الدين والذات الإلهية، ثم يعمدون إلى نزع الحجاب في كثير من الحالات عن النساء ويسخرون منهن ومن رجعيتهن أو يتذرعون بأنهم يريدون التأكدون من لون الشعر. ولربما قتلت النساء وهن يدافعن عن شرفهن وحجابهن.
لقد أضحى المرور وخصوصاً بالسيارات مخاطرة كبيرة في شوارع العاصمة السورية والمدن والأماكن التي يسيطر عليها أمن النظام وشبيحته الذين لا يلتزمون بنظام ولا قانون ولا دستور ولا أدب.
لكن التحرك الليلي يصبح مخاطرة كبرى قد يفقد المواطن فيها حياته، وخصوصاً إن كان لأمر طارئ كنقل مريض أو مصاب إلى مستشفى أو للبحث عن قريب مفقود.
إننا في اللجنة السورية لحقوق الإنسان ونحن نعرض للعالم صورة موجزة لما يعانيه المواطنون السوريون وحتى الصامتون منهم أو الموالون للنظام نعجب من الصمت المطبق الذي انتابه وانتاب الأمم المتحدة ومنظماتها التي تدافع عن الحريات العامة وتدافع عن حرية البشر في التنقل داخل مدنهم وبلداتهم وداخل البلاد وخارجها والتي تنص عليها المواثيق الدولية وينص عليها الدستور السوري، نعجب من صمتهم على جرائم النظام السوري وشبيحته وانتهاكه لكل الحريات والتقاليد والأديان بدون اتخاذ إجراءات لتوقفه عند حده.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
21/10/2012